دعوات لقطع الطريق أمام محاولات زعزعة الثقة بين الشعب والقوات الأمنية

الثانية والثالثة 2019/12/10
...

 
 
بغداد / الصباح / عمر عبد اللطيف / مهند عبد الوهاب صلاح الدين / سمير عادل
 
 
دعا رئيسا الجمهورية برهم صالح ومجلس النواب محمد الحلبوسي، بمناسبة ذكرى التحرير والنصر على داعش الارهابي، المتظاهرين والسياسيين للتعاون على اختيار رئيس الوزراء، وقطع الطريق أمام جميع المحاولات التي من شأنها زعزعة الثقة بإخواننا من القوات الأمنية في هذه الظروف، وبينما عدت الفعاليات السياسية والأمنية التظاهرات التي خرج بها ابناء الشعب في معظم المحافظات انها أعادت صورة تحقيق النصر الكبير على «داعش»، أكدت مضيها بالدفاع عن العراق وإفشال مخططات إرباك الوضع الداخلي.
 
 
جسور التلاقي
وقال الرئيس صالح، في بيان بمناسبة الذكرى الثانية ليوم النصر تلقته «الصباح»: «يا أبنائي وبناتي المتظاهرين وانتم يا أبطال قواتنا الامنية، اجعلوا من الساحات والجسور نقاط تلاقٍ لا تقاطع ولا تسمحوا للأعداء بان يشوهوا تاريخنا وانتصاراتنا من خلال المندسين والمخربين الذين يريدون بالعراق واهله سوءا، بعزمكم وهمتكم جميعاً دعونا نكمل معاً مسيرة إصلاح نظامنا وتقويم مكامن الخلل والخطأ بالتأسيس لحكم رشيد». 
واضاف صالح «أدعوكم كما ادعو الكتل السياسية لنتعاون جميعاً من اجل تسمية من نرتضيه ونتفق عليه لتكليفه برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ضمن المدد والسياقات الدستورية تتكفل بحل المشكلات وتعيد إعمار البلد والمؤسسات وتنهض بما يطمح اليه شبابنا وشاباتنا وأطفالنا وكهولنا ونساؤنا وجميع أطياف المجتمع العراقي، ولتكن ذكرى النصر مثابةً من أجل الوحدة والنهوض بإرادة موحدة وعزم أكيد لبناء عراقنا الذي نريد».
وتابع البيان «إلى أبطال التحرير في ذكرى التحرير وإلى شهدائنا الأبرار وأسرهم وإلى جرحانا الذين توشّمت أجسادهم بأوسمة الكرامة وإلى مقاتلينا الشجعان الأباة وإلى جميع صنوف وتشكيلات القوات المسلحة التي شاركت في صناعة فجر عراقي جديد، فجر حرية وشرف وكرامة وإلى شعبنا العراقي العظيم، مبارك لنا جميعاً ذكرى التحرير الذي صنعتم ملاحمه، وطهرتم ارضنا بالدم والتضحيات»، نبارك لكم «ذكرى النصر العظيم، ونحن نستحضرها لإزاحة ذلك الظلام الذي جاء به وحوش العصر، فلم يهدأ لكم بال في العمل والقتال والتضحية والبطولة طيلة سنوات المجد حتى تكللت تضحياتكم بالنصر الذي سيظل يفخر به شعبكم وأجياله المقبلة. لقد حميتم شعبكم وحميتم معه الإنسانية جميعها من دنس الأشرار». 
واشار الى انه «في ذكرى النصر العظيم نستحضر تاريخاً مشرفاً من سفر واساطير البطولة وقصصها التي تخلّد كل لحظة عز وكرامة»، مشيراً إلى أنه «في هذه الذكرى الخالدة، نستحضر بالحب والامتنان أيضاً مواقف صمام الأمان الذي اطلق رصاصة البدء بفتوى الجهاد الكفائي التي كانت كفيلة بانسياب الموج الهادر من شبابنا إلى ساحات الشموخ والكبرياء، فتحية شكر وعرفان الى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، تحية عرفانٍ لمن نادى من أجل التحرير ولمن لبى النداء».  وتابع رئيس الجمهورية «كما لا ننسى بطولات الأبطال من القيادات الميدانية بجميع الصنوف والتشكيلات الأبية من الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة، ولن ننسى ما حيينا هذا الجيش العظيم الذي وقف سنداً لشعبنا، الشعب العراقي الذي جاد بالأرواح والأموال والممتلكات، وهو ينتخي لكرامته الوطنية وينهض لاستعادة مدنه وقراه السليبة، حتى تحقيق الانتصار، كما لا ننسى وقفة جميع الدول التي ساندت وساعدت العراق على التخلص من آلة القتل والفتك الأعمى الموصومة بعارها وبتسميتها (داعش)».
وقال صالح: «أيها العراقيون يا أباة الضيم والظلم، وبينما نستذكر تلك البطولات التي ما زالت حية نابضة فينا، فإننا جميعاً نعيش الآن أيضا يوميات تاريخ جديد، تاريخ يكتبه شبابنا وبناتنا في ساحات الاعتصامات والتظاهرات السلمية مطالبين بالعيش الكريم بشعارات ومطالب بكرامة العيش بعد استعادة كرامة الوطن».
 
النصر حليف الأبطال
بدوره، هنأ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في بيان، «أبناء شعبنا العراقي بمناسبة يوم النصر الذي حققه العراق شعبا ومقاتلين متلاحمين، وهم يخوضون حربا ضروسا نيابةً عن العالم أجمع ضد منظومة التطرف والإرهاب الداعشي».
وأضاف الحلبوسي ان «الحرب قدَّمت فيها قواتنا البطلة بشتى صنوفها درسا تاريخيا بالتضحية والبسالة والاقتدار، واستطاعت أن تدير معركة شرسة تعجز عنها أعظم جيوش العالم في ظل تحدٍّ كبيرٍ، حيث إنها كانت تقاتل عدوا متمرسا بالمدنيين العزل من أهلنا، فكان التوفيق حليف رجالنا الأبطال حينما ساندهم الأهالي، وقاتلت معهم الأرض، ووقف معهم الإعلام والصحافة بالكلمة ورفع المعنويات، حتى تم النصر التاريخي العظيم، فلولا دماؤهم وتضحياتهم لما كنَّا ننعم بالأمن الآن». وأشار الى «وجوب الحفاظ على هذا المنجز من خلال استمرار التكاتف والتعاون بين المواطنين والقوات الأمنية»، داعيا إلى «قطع الطريق أمام كل المحاولات التي من شأنها زعزعة الثقة بإخواننا من القوات الأمنية في هذه 
الظروف».وشدد الحلبوسي على «أهمية إنصاف أسر الشهداء والجرحى، الذين شاركوا في عمليات التحرير وصنعوا النصر وعودة جميع نازحي نينوى وقراها وكركوك وديالى وصلاح الدين وجرف النصر ومناطق غرب الأنبار إلى مدنهم، ورفع جميع المعوقات التي تقف أمام عودتهم، وغلق ملف النزوح»، مشيرا إلى أنه «بعودة النازحين وكشف مصير المغيبين وإنصاف ذويهم يكتمل النصر». من جهته، بارك النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، الذكرى السنوية للقضاء على داعش ودحره من شتى محافظات البلاد.
وقال الكعبي، في بيان: “تحل علينا اليوم اعظم ذكرى في تاريخ العراق المتمثلة بتحرير الأرض والعرض من دنس داعش على أيدي ابطال قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها وصنوفها، وبهذه المناسبة لا يسعنا الا ان نستذكر بطولات المقاتلين الأشاوس والدماء الزكية التي روت ارض العراق، تلك التضحيات والإرادة والوحدة الوطنية والقرار المشترك الذي تكلل بالنصر الكبير على اعتى مخلوقات على وجه البشرية”.
وأضاف الكعبي “في هذا اليوم الخالد وبعزيمة الشيب وبطولة الشباب تمت كتابة تاريخ جديد للبلاد ، لن ينساه الأوفياء وسيظل محفورا في اذهانهم وقلوبهم، كما لا ننسى وجوب رد الدّين لأسر جميع الشهداء والجرحى وانصاف صبرها وجهادها ولولاها لما تحقق الانتصار”، مؤكداً “ضرورة الحفاظ على هذا النصر التاريخي الذي تحقق بسواعد ابطالنا ودماء شهدائنا، عبر تفعيل جهوزية القوات الامنية والأجهزة الاستخبارية التي تتطلب تعاونا استثنائيا من الجميع”.
كما هنأ نائب رئيس مجلس النواب بشير خليل حداد الشعب العراقي بمختلف مكوناته بهذه المناسبة المهمة التي جسدت أعظم التضحيات في سبيل الحياة ومسك الأرض، مثمناً عالياً تلك الشجاعة من القوات المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والعشائري وماسطروه من ملاحم بطولية في معارك التحرير التي أبهرت العالم بأسره. وأضاف حداد، في بيان، يجب أن نحافظ على ما تحقق من الانتصارات ونسعى جميعاً لاستقرار البلاد، وأن نحافظ على المكتسبات والتجربة الديمقراطية ونعمل بجهود متواصلة لتنفيذ الإصلاحات الحكومية وتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين بما يؤمن الحياة الكريمة للمواطنين في جميع المحافظات.
 
حماية المتظاهرين
وفي السياق نفسه، خاطب رئيس اركان الجيش عثمان الغانمي، المتظاهرين بالقول: «ان ابطال جيشكم وقواتكم الامنية متواجدون لحمايتكم لحين تحقيق مطالبكم المشروعة»، مبيناً ان «التظاهرات التي خرج بها ابناء الشعب في معظم المحافظات أعادت صورة تحقيق النصر الكبير على «داعش».
واضاف الغانمي، في بيان، «لا أريد أن أتحدث عن البطولات والصولات التي أصبحت معروفة وراسخة لدى أذهان العراقيين والعالم قدر الحديث عن الصورة الناصعة والمشرقة التي أكتسبها جيشنا خلال معارك التحرير وتعامله بمهنية في الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين، واليوم نقطف ثمار هذا الحب والعلاقة الوطيدة والثقة التي زرعها ابطال الجيش العراقي في نفوس العراقيين بجميع أطيافهم»، مشيرا الى انه «في كل شبر وزاوية ومناسبة نرى المواطن العراقي يشيد بدور الجيش المهني في التعامل مع الاحداث والتحديات التي تواجهها البلاد ليكون صمام الامان وسور الوطن المنيع ودرعه الحصين وضامن وحدته وحامي شعبه».  
وتابع ان «التظاهرات التي خرج بها ابناء شعبنا في معظم المحافظات قد أعادت لنا تلك الصورة الناصعة والمشرقة التي كسبها الجيش العراقي خلال معارك التحرير، عندما نرى اليوم هذا التلاحم الكبير بين المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة وإخوانهم من الجيش العراقي الذين يقدمون لهم الحماية من دون حملهم للسلاح وهذا نابع من ثقة المواطن والتعاون معهم لتفويت الفرصة وقطع الطريق أمام من يحرض على العنف والحرق للممتلكات الخاصة
 والعامة».
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي: إن «القوات الأمنية تمكنت من القضاء على تنظيم داعش، لكن مازال هناك تواجد لخلايا نائمة منتشرة في بعض المناطق»، مبيناً أن «داعش انتهى عسكريا ولا وجود له داخل الاراضي عدا بعض المحاولات اليائسة للعودة مرة اخرى».
وحذر من «استغلال داعش لاماكن التجمعات والتظاهرات السلمية للقيام بعملياته الإرهابية»، مؤكداً أن «قيادة العمليات المشتركة مستمرة في عملياتها الاستباقية لدحر خلايا داعش النائمة التي تحاول استغلال الوضع الذي يمر به البلد بتعرضات على نقاط الجيش والحشد والإساءة للتظاهرات من خلال خلق الفتنة».
 
فتوى المرجعية الدينية
إلى ذلك، عد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في تغريدة على «تويتر»، أنه «بفتوى المرجعية الدينية العليا وتضحياتكم فشلت مخططات تقسيم العراق وأنهت أسطورة الارهاب وحققت النصر المؤزر». وأضاف المالكي أن “مسؤوليتكم اليوم، تستدعي حماية سيادة العراق والحقوق المشروعة للشعب والحفاظ على التجربة الديمقراطية”. وبينما استغلت حركة عصائب أهل الحق هذه الذكرى لتؤكد “مضينا في مشروعنا الذي انطلقنا منه وهو الدفاع عن العراق وعن العراقيين وافشال جميع المخططات الساعية لإرباك الوضع الداخلي للبلاد ودعم جميع الجهود الاصلاحية لتطوير النظام السياسي وتحقيق العدالة العامة”، واكد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا ان “يوم الانتصار على داعش مفخرة كبرى ومعيار لقدرتنا على صناعة الانتصار والتصدي لكل صفحات التآمر بشتى ألوانها، كما ونسجل اعتراضنا واستنكارنا لكل محاولات الإساءة للحشد الشعبي وبما يهدف الى الإساءة لايقونة الانتصار ونسف مقدراتنا الدفاعية والنيل من وحدة البلاد فلهم كل الامتنان والشكر في كل يوم يمر على العراق ونحن آمنون مطمئنون قادرون على العبور صوب ضفة النصر في جميع المراحل ومبارك لكل عراقي أصيل غيور هذه المناسبة المشرقة”. إلى ذلك، قال النائب عن تحالف سائرون جواد حمدان: ان المطلوب الان من العراقيين دعم القوات الامنية للحفاظ على امن المواطن والوطن. 
وشدد حمدان، في حديث لـ”الصباح”، على ضرورة دعم الموازنة المخصصة للقوات الأمنية وتأهيلها وتطويرها باستمرار من اجل تمكينها من الحفاظ على الامن، داعياً الى استذكار الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعا عن العراق ضد قوى الشر عصابات داعش الارهابية.  من جانبه، أكد النائب عن تحالف النصر علاء سكر الدلفي اهمية النصر المتحقق على يد الحشد الشعبي والقوات الامنية التي استطاعت وبكل فخر واعتزاز ان تسجل ملحمة تاريخية مهمة أصبحت مثار اعجاب العالم.  وطالب الدلفي، في حديث لـ”الصباح” بتوفير جميع المستلزمات التي تدعم القوات العسكرية وتحافظ على قوتها اضافة الى دعم منتسبيها بالامتيازات الخاصة ومنها السكن والمنافع الاجتماعية، مبيناً أن أبطال القوات الامنية والحشد استطاعوا تحرير ارض العراق ويستحقون الثناء والفخر والاعتزاز. 
بدوره، قال النائب عن تحالف المحور احمد المشهداني: ان المطلوب من الحكومة زيادة الدعم لقواتنا الأمنية بمختلف صنوفها من اجل بناء وحدات عسكرية قادرة على بسط الامن بين العراقيين والحفاظ على الحدود من الاختراق. 
واضاف المشهداني، لـ”الصباح”، ان ذكرى النصر هو يوم الحرية والانتصار الحقيقي على جميع قوى الشر لذلك يجب على جميع الكتل السياسية ان تحذو حذو القوات الامنية في الدفاع عن ارض العراق من خلال القضاء على منظومة الفساد والمفسدين وتحقيق مطالب الشعب وانتخاب حكومة جديدة غير خاضعة لسلطة حزب وانما لسلطة الشعب.
 
جهود القوات الأمنية
من جانب آخر، عد الخبير الامني معتز محيي عبد الحميد الانتصار على «داعش» مناسبة عظيمة، اذ تحقق الانتصار العسكري الصعب بجهود جميع القيادات العسكرية والامنية والحشد وفصائل ابناء العشائر. واضاف عبد الحميد، لـ»الصباح»، أن تزامن ذكرى النصر مع التظاهرات يؤكد ديمومة النصر الذي تحقق، لان الجماهير كانت تنتظر الفرصة للخلاص من «داعش» لتعمل الحكومة على تحقيق مطالبها التي صبرت عليها فترة طويلة، مشدداً على ضرورة الانتباه واليقظة من قبل المتظاهرين للمندسين الذين يحاولون خلط الأوراق. من جهته، عد الخبير الامني فاضل ابو رغيف ان العالم كله الان مدين للعراق بعد القضاء  على اعتى تنظيم ارهابي كاد أن يضرب المنطقة ويمدد دولته المزعومة الى باقي الدول خصوصا الاقليمية منها. واضاف ابو رغيف، لـ»الصباح»، اننا في هذا الوقت نقول للعراقيين امضوا فإنكم نجحتم في تحقيق النصر وها انتم اليوم تسهمون برسم صورة جديدة لشكل النظام السياسي من خلال تظاهرات سلمية ومطلبية حقيقية، مشيراً إلى أن المتظاهرين السلميين يعون جيداً  أهمية الحفاظ على الأمن العام. يشار إلى أن احتفالات واسعة جرت أمس الثلاثاء، في عدد من المحافظات لمناسبة الذكرى الثانية ليوم النصر على عصابات «داعش» الإرهابية.
فقد احتفل أهالي محافظة صلاح الدين والقوات الامنية والحشد الشعبي بالذكرى، مثمنين تضحيات المقاتلين بدمائهم الزكية التي أسهمت بتحقيق الاستقرار وعودة الحياة الى طبيعتها.