مع اقتراب الموعد النهائي للمهلة الدستورية الممنوحة لرئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح من أجل تقديم وتسمية المرشح لمنصب رئاسة الوزراء الجديد، أعلنت عدة كتل سياسية المواصفات الواجب توفرها في شخصيته، بينما لم يتم الاتفاق حتى الآن على تسمية شخصية محددة لشغل المنصب، في وقت أعلنت موسكو أنها تعوّل على أن يتمكن العراق من تقديم مرشح لمنصب رئيس حكومة البلاد في الموعد المقرر.
وشدد رئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، على اختيار شخصية مستقلة لرئاسة الوزراء.
وذكر بيان لمكتبه تلقت “الصباح” نسخة منه، أن السيد عمار الحكيم، استقبل سفير الاتحاد الأوروبي الجديد في بغداد مارتن هوتسن وناقشا تطورات المشهد السياسي في العراق والمنطقة والعلاقات بين العراق والاتحاد الأوروبي، وشدد السيد الحكيم “على أهمية الاسراع باختيار شخصية مستقلة مقبولة اجتماعياً وسياسياً تتصف بالشجاعة والنزاهة قادرة على إدارة الحكومة الانتقالية والتهيئة لانتخابات مبكرة”.
وكان تيار الحكمة الوطني، نفى ترشيحه أي شخصية لرئاسة الوزراء، وقال المتحدث الرسمي للتيار نوفل أبو رغيف في بيان تلقت “الصباح” نسخة منه: “تعليقاً على الشائعات المقصودة والأخبار العارية من الصحة التي يطلقها بعض الناشطين وتتداولها بعض الأروقة والصفحات بشأن دعم تيار الحكمة الوطني لترشيح شخصية معينة لموقع رئيس مجلس الوزراء، فإننا في الوقت الذي نعرب عن احترامنا وتقديرنا للأسماء الكريمة والكفاءات الوطنية المخلصة من جميع المشارب والتوجهات، نود التأكيد للجميع بأن هذا التيار لم يطرح أي مرشحٍ لأي موقعٍ أو منصب كان، ولا يتبنى مرشحاً بعينه لهذه المهمة المؤقتة”.
في المقابل، نفى النائب عن تحالف البناء عباس يابر العطافي، أن يكون هناك ترشح رسمي للنائب محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي. وقال العطافي: إن “الكتل السياسية لم ترشح محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الوزراء لخلف عادل عبد المهدي في إدارة البلاد، حيث لا يوجد أي شيء رسمي بهذا الخصوص”، وأضاف ان “السوداني من الشخصيات المرموقة في البلاد وله خبرة كبيرة في العملية السياسية لكنه لم يرشح من الكتل السياسية كرئيس للحكومة الجديدة”.
وأعلن القيادي في حزب الدعوة النائب محمد شياع السوداني، أمس الجمعة، استقالته من حزب الدعوة ومن ائتلاف دولة القانون، مؤكدا أنه “ليس مرشحاً عن أي حزب”.
وقال السوداني في تغريدة على “تويتر”: “أعلن استقالتي من حزب الدعوة الاسلامية، تنظيم العراق ومن كتلة ائتلاف دولة القانون”، وأضاف، “أنا لست مرشحاً عن أي حزب، وانتمائي للعراق أولاً”.
أما النائب عن تحالف سائرون ستار العتابي، فقال الوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “تنازل تحالف سائرون عن اختيار رئيس الوزراء حسب استحقاقه الدستوري، جاء لتعاطفه مع مطالب المتظاهرين والشعب العراقي”، وأضاف أن “مواصفات رئيس الوزراء المقبل حددت بألّا يكون تابعاً لجهة حزبية ولم يعمل ضمن العمل السياسي سابقاً، وأن يكون مستقلاً، وألّا يكون من مزدوجي الجنسية”.
في السياق نفسه، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تعول على أن يتمكن العراق من تقديم مرشح لمنصب رئيس حكومة البلاد في الموعد المقرر لذلك.
وأشارت زاخاروفا، في موجز صحفي، إلى أن “الرئيس العراقي يجري حاليا مشاورات نشطة مع أبرز الكتل النيابية حول ترشيح رئيس للوزراء”، معربة عن “أمل موسكو في أن تثمر هذه المشاورات، وفي مواعيد محددة وفق دستور العراق، قرارا توافقيا سيمنع حدوث فراغ في السلطة يهدد بتفاقم الأزمة السياسية الداخلية”.
وأشارت إلى أن “روسيا تدعم السلطات العراقية في جهودها الرامية إلى بناء حوار وطني شامل يراعي مصالح جميع المكونات العرقية والدينية للمجتمع العراقي، وكذلك إطلاق إصلاحات اجتماعية واقتصادية”.
وشددت زاخاروفا على ضرورة أن “يتم حل المشكلات السياسية الداخلية في هذا البلد بأيدي المواطنين العراقيين أنفسهم”، بعيدا عن أي تدخل خارجي، مضيفة: “نأمل ألا يجد الشعب العراقي نفسه من جديد رهينة لألاعيب ومطامح سياسية خارجية، وألا يتحول العراق إلى مسرح لتصفية حسابات بين أطراف فاعلة خارجية”.