عقب ساعات من إخفاق مجلس النواب، في عقد الجلسة الاستثنائيَّة الخاصة بمنح الثقة لحكومة محمد توفيق علاوي، قدم الرئيس المكلف، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، اعتذاره عن تشكيل الحكومة، مؤكداً أنَّ بعض الجهات السياسيَّة لم تكن جادة بالإصلاح والإيفاء بوعودها للشعب، وأنَّ وضع العراقيل أمام ولادة حكومة مستقلة تعملُ من أجل الوطن كان واضحاً، وبينما شكر من وقف معه من أعضاء مجلس النواب من دون أنْ يطالب بمناصب، دعا أبناء الشعب الى مواصلة الضغط من خلال التظاهرات السلميَّة.

وعلى الفور من تقديم «الرئيس المكلف» اعتذاره عن تشكيل الحكومة، دعا رئيس الجمهوريَّة برهم صالح، في بيان تلقته «الصباح» القوى النيابيَّة الى العمل الجاد للتوصل إلى اتفاق وطني بشأن رئيس الوزراء البديل والمقبول وطنياً وشعبياً، خلال الفترة الدستوريَّة المحددة بـ15 يوماً.

ويأتي اعتذار محمد توفيق علاوي عقب إخفاق مجلس النواب أمس الأحد، في عقد الجلسة الاستثنائيَّة الخاصة بمنح الثقة لحكومته، إذ أسهم عدم اكتمال النصاب القانوني والجدل السياسي المحتدم بين مختلف الأطراف في الإخفاق بعقد الجلسة، وبينما عبرت العديد من القوى السنيَّة والكرديَّة عن موقفها الرافض لمنح الثقة لحكومة علاوي، قبل تقديمه الاعتذار بشكل رسمي، وتحفظها على آليات تشكيلها واختيار وزرائها؛ أعلنت قوى سياسيَّة شيعيَّة كأتلافي دولة القانون والنصر موقفاً رافضاً مماثلاً، بينما انتقد نواب في كتلتي سائرون والفتح مواقف «الرافضين» محذرين من النتائج الوخيمة للمماطلة بحسم هذا الملف في الظروف الراهنة التي تمرُّ بها البلاد.