الحكومة تكثف إجراءاتها لمنع انتشار «كورونا»

الثانية والثالثة 2020/03/06
...

بغداد / الصباح /العمارة / سعد حسن
 
بينما يواصلُ فيروسُ «كورونا» المستجدُ تقدمهُ بلا هوادةٍ في جميع أنحاء العالم، أجرى رئيس مجلس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي جولة تفقدية مفاجئة في مطار بغداد الدولي، للإطلاع على الإجراءات المتبعة لمنع انتقال الفيروس بين المسافرين، كما زار مبنى المستشفى التركي الجديد في محافظة البصرة وبحث مع القائمين عليه إمكانية تخصيص ردهة كاملة لعلاج المصابين به، وتفقد الإجراءات في منفذ الشلامچة الحدودي، وفي حين، قررت الأمانة إيقاف حركة التبادل التجاري في المنافذ البرية مع إيران والكويت اعتباراً من يوم غد الأحد حتى منتصف آذار الحالي، وتقليص الدوام الرسمي بنسبة 50 بالمئة باستثناء الأجهزة الأمنية والصحية، اعلنت دائرة صحة الكرخ في بغداد، أمس الجمعة، عن تسجيل اول حالة شفاء من «كورونا».
وفي وقت، بحث فيه وزير التعليم العالي والبحث العلمي قصي السهيل، امكانية اعتماد التقنيات الالكترونية للتواصل مع الطلبة ورفع المحاضرات اليومية خلال مدة العطلة المعلنة او مايتبعها، فضلا عن مناقشة تعطيل الدوام بالمؤسسات التعليمية لاسبوع آخر، ورهنت وزارة التربية دوام التلاميذ والطلبة في مدارسهم من عدمه بقرارات خلية الازمة بشأن الفيروس، باشرت الشركة العامة لموانئ العراق (أحد تشكيلات وزارة النقل)، تصنيع الكمامات الطبية في معمل خياطة الشركة، تحت إشراف وزارة الصحة لسد النقص الحاصل في الأسواق المحلية والمذاخر والصيدليات وتوزيعها مجاناً  بين المواطنين.
 
ضرورة عدم التهاون
وأفادت بيانات للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقتها «الصباح»، بأن عبد المهدي، شدد، أثناء حديثه مع العاملين في المطار، على «ضرورة عدم التهاون بأي حال مع إجراءات الوقاية بجميع تفاصيلها».
وأضاف البيان انه «وبعد ذلك توجه رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة البصرة، حيث زار مبنى المستشفى التركي الجديد وبحث مع القائمين عليه إمكانية تخصيص ردهة كاملة لعلاج المصابين بالفيروس».
كما تفقد عبد المهدي «الإجراءات في منفذ الشلامچة الحدودي واستمع من هناك لحديث عدد من العاملين فيه ومجموعة من المواطنين حول سبل السلامة المتبعة».
وقد رافق عبد المهدي في جولته وزير النقل ومحافظ البصرة ووكيل وزارة الصحة ورئيس هيئة المنافذ الحدودية، حيث تمت ملاحظة التزام القائمين على الإجراءات الصحية والتزامهم بالتعليمات وطرق الفحص وارتداء الملابس الخاصة والكمامات واستخدام مواد التعقيم وكراسات إرشادية للتعريف بطرق الوقاية لمنع الإصابة بالفيروس.
ووجه عبد المهدي بـ»عدم التهاون في الإجراءات الواجب اتباعها»، واصفا عمل اللجان الصحية العاملة والدوائر المساندة لها بـ»المهمة الوطنية الكبيرة لحماية أرواح المواطنين ومنع انتشار الفيروس في بلدنا العزيز».
 
تقليص الدوام الرسمي
بدورها، قررت أمانة مجلس الوزراء «صرف مكافأة 500 الف دينار شهرياً للعاملين بتماس مباشر مع المصابين بفيروس كورونا»، مشيرةً إلى أن «الدوام الرسمي سيكون بنسبة 50 بالمئة باستثناء الأجهزة الأمنية والصحية».
كما قررت الأمانة قيام وزارة الداخلية بـ»تمديد اقامة العاملين في الشركات الاجنبية دون المغادرة، ومنع دخول أي وافد أجنبي من الدول التي أعلن فيها عن إصابات بفيروس كورونا»، لافتة إلى «إيقاف حركة التبادل التجاري في المنافذ البرية مع إيران والكويت اعتباراً من يوم غد الأحد حتى منتصف آذار الحالي، واستمرار عملية التبادل التجاري في المنافذ البحرية والجوية بشرط جلب شهادة صحية».
وبشأن التداعيات المحتملة للفيروس على الاقتصاد العراقي، قال مستشار رئيس الوزراء عبد الحسين الهنين، في تصريح صحفي: انه «بسبب الازمة العالمية حول فيروس كورونا فان هناك تدنيا باسعار النفط قد يشكل ازمة حقيقية لموازنة العراق لعام 2020 باعتبار انها يجب ان تصمم على اكثر من 55 دولارا للبرميل والان الاسعار هي اقل من 50 دولارا وهذه الارقام تعد مقلقة». واضاف الهنين ان من واجب الحكومة ان «تعدل وتكيف ايراداتها وفق المعطيات الجديدة وهناك عمل جدي من خبراء ومستشارين ووزارة المالية لانجاز موازنة يكون العجزفيها قليلا جدا ومقبولا».
من جهته، قال باسم وزارة الصحة، سيف البدر، في بيان: إن «عدد الاصابات بفيروس كورونا التي شخصت داخل العراق بلغ 35 حالة حتى الآن، وقد حدثت وفاتان جراء الإصابة بالفيروس، الأولى لمريضة تعاني من مشكلات مناعية في مراحل متقدمة والأخرى لرجل مسن عمره 65 عاما، وكانت لديه مشكلات صحية وتنفسية».
واضاف، أن «هذه الفئات ضمن مراحل الخطر العالية التي طالما نركز عليها، وهم كبار السن والاطفال والمصابون بأمراض مزمنة كالأمراض السرطانية والفشل الكلوي او الاعتلالات المناعية، إذ تكون احتمالية إصابتهم ووصولهم إلى مرحلة المضاعفات وحدوث الوفيات بينهم أعلى من الفئات الأخرى».
وتابع ان «نسبة الوفيات التي سجلت عالميا بفيروس كورونا، حوالي 3 بالمئة من مجموع الإصابات، أي أن كل 100 مصاب يتوفى 3 منهم فقط، وهذا يتبع الحالة الصحية للمريض ونظامه الغذائي ومستوى مناعته وما إذا كان مصابا بأمراض مزمنة أم لا».
بدوره، قال مدير صحة الكرخ جاسب الحجامي، على صفحته، في موقع «فيسبوك»، «يخرج الان اول مريض مصاب بفيروس كورونا من مستشفى الفرات بعد الشفاء التام».
 
الصحة النيابية
في غضون ذلك، ذكر عضو لجنة الصحة النيابية جواد الموسوي، في حديث لوكالة الأنباء العراقية «واع»: إنه «خلال الزيارة التفقدية للمنافذ الحدودية في محافظات واسط وميسان والبصرة، تم تشخيص وجود ضعف حقيقي في الإجراءات التي تتبعها المنافذ للوقاية من فيروس كورونا المستجد في العراق خصوصاً مع استمرار حركة التبادل التجاري». ودعا النائب إلى إغلاق تلك المنافذ لمدة شهر واحد على الأقل، كما طالب رئاسة البرلمان بـعقد جلسة طارئة بحضور أعضاء مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزراء الصحة والداخلية والمالية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن وتخصيص ميزانية طارئة لمواجهة هذا المرض الخطير.
وأشار إلى أن «السائقين الذين يأتون من الجانب الإيراني إلى العراق، مصابون بهذا الفايروس، كما أنهم لا يتلزمون بالإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامات وغيرها، فضلاً عن أن البضائع التي يتناقلونها قد تحمل الفيروس أيضا».
 
جهود متواصلة
وفي سياق جهود منع انتشار الفيروس، ترأس وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتماعا ضم الوكلاء وبعض رؤوساء الجامعات والمدراء العامين، بحث خلاله إمكانية اعتماد التقنيات الالكترونية للتواصل مع الطلبة ورفع المحاضرات اليومية خلال مدة العطلة المعلنة او مايتبعها.
وتناول الاجتماع، بحسب بيان للوزارة، «ضرورة اعتماد آلية التواصل الإلكتروني في رفع المحاضرات اليومية وفق المناهج المقررة اثناء العطلة المعلنة او ما سيتبعها، شريطة ان يتابع الطلبة البوابات الالكترونية المتاحة من قبل جامعاتهم لغرض تلقي المحاضرات والتواصل مع أساتذتهم».
وخول السهيل رؤساء الجامعات «منح مدة إضافية لطلبة مرحلة الماجستير والدكتوراه لإكمال الفصل الدراسي، بينما ناقش الاجتماع أهمية الالتزام بوصايا خلية الازمة بشأن فيروس كورونا وإمكانية تعطيل الدوام الرسمي في المؤسسات التعليمية لأسبوع آخر».
وبينما نوهت وزارة التربية، في بيان، بأن «وزارتنا عضو في خلية الازمة المشكلة بالامر الديواني رقم (55) وعليه فان دوام التلاميذ والطلبة في مدارسهم من عدمه مرتبط بقرارات الخلية»، داعية جميع ملاكاتها التعليمية والتدريسية الى «التواصل مع طلبتهم عبر وسائل متعددة ومتاحة منها مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع المدارس الالكترونية لتوفير فرص تعليمية بديلة، وقيام التلفزيون التربوي بالعمل على تقديم دروس تعليمية في مختلف المواد ولجميع المراحل التعليمية وعلى مدار الساعة»، دعا البنك المركزي العراقي التجار والمواطنين لـ»التعامل بأدوات الدفع الإلكتروني (بطاقات، نقاط بيع، محافظ الهاتف النقال)»، كما دعا الى «تجنب التعامل بالنقد حفاظا على الصحة العامة».
من جهتها، ذكرت وزارة النقل، في بيان، أنه بتوجيه مباشر من وزير النقل عبد الله لعيبي باشرت الشركة العامة لموانئ العراق (أحد تشكيلات وزارة النقل)، تصنيع الكمامات الطبية في معمل خياطة الشركة تحت إشراف الصحة لسد النقص الحاصل في الأسواق المحلية والمذاخر والصيدليات، مبينة أن معمل الموانئ سيوفر هذه الكمامات مجاناً لعامة الناس، وبمواصفات عالية الجودة، إذ ستكون صناعتها بإشراف فريق صحي وبجهود كبيرة من أجل المساهمة الفاعلة في الإنتاج وسدّ حاجة المواطنين . 
أكدت وزارة الزراعة، الخميس، وفرة المنتجات المحلية في حال غلق الحدود مع دول الجوار، بينما اشارت الى انها مع قرار غلق الحدود والمنافذ ولفترة محددة لحين زوال خطر الفيروس وخاصة ما يتعلق بالمنتجات الزراعية لوفرتها محليا.
على صعيد ذي صلة، أكدت وزارة الزراعة، أن «هناك وفرة محلية لاغلب المحاصيل الزراعية، فضلاً عن بيض المائدة والدجاج الحي والدجاج المجزور والاسماك»، لافتة الى أن «خطط الوزارة مبنية على دعم القطاع الزراعي من خلال دعم مدخلات ومخرجات الانتاج، فضلاً عن الدعم الأساسي والمتضمن حماية المنتج المحلي عند وفرته من خلال منع الاستيراد والذي نتج عنه وفرة (25) محصولا ومنتجا زراعيا نباتيا وحيوانيا والتي تدخل في الاحتياج اليومي لقوت المواطن العراقي”.
في غضون ذلك، قررت المرجعية الدينية العليا عدم اقامة صلاة الجمعة في العراق أمس للمرة الأولى منذ سقوط نظام الدكتاتور صدام حسين في العام 2003، خشية انتشار فيروس كورونا المستجد، وقرر محافظ كربلاء، نصيف جاسم الخطابي، عدم السماح بدخول المواطنين إلى المحافظة لمدة أسبوع بدءاً من يوم أمس الجمعة، وبينما أغلقت المدارس الدينية أبوابها، كشفت فرقة العباس القتالية (اللواء 26 حشد شعبي) عن ما وصفته “إبداع جديد” من صنع أياديها سيطلق خلال أيام، يستخدم في اجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
 
المنافذ الحدودية
وعن المنافذ الحدودية، شدد محافظ واسط محمد جميل المياحي، في بيان، أنه «لخطورة وتطور الموقف بشكل خطير جدا، ومن أجل منع انتقال عدوى مرض فايروس كورونا من خلال استمرار الحركة التجارية، وحفاظا على صحة وسلامة ابناء محافظتنا، وبغية السيطرة على عدم انتقال الوباء ولانتشار المرض في الجمهورية الإسلامية الايرانية وخروجه عن السيطرة لاتخاذ ما يلزم وغلق منفذ زرباطية الحدودي فورا، وعدم إنتظار موعد الغلق المركزي المقرر في 8 آذار 2020”، منوها الى أن “المحافظة ستتخذ جميع إجراءات المنع وإيقاف التبادل التجاري في المنفذ بخلاف ذلك”.
كما طالب محافظ ميسان علي دواي لازم الحكومة الاتحادية بغلق منفذ الشيب الحدودي بعد تأكيد وجود اصابة بفيروس كورونا في المحافظة.
واكد المحافظ، في حديث لـ”الصباح”، ضرورة تعاون ابناء المحافظة مع خلية الأزمة والجهات المعنية والالتزام بتوجيهات وارشادات دائرة صحة ميسان وتطبيق فقرات التوعية الصحية والاجراءات الوقائية الصادرة عنها من اجل حماية المحافظة ومنع حدوث اي أصابة اخرى باذن الله.
وكان وفد نيابي مكون من سبعة اعضاء عن تحالف سائرون، قد زار منفذ الشيب الحدودي للوقوف على الإجراءات المتخذة لمواجهة خطر كورونا.   
وقال النائب عن التحالف مضر خزعل السلمان الازيرجاوي، لـ”الصباح”:، إن الوفد تفقد منافذ زرباطية والشيب والشلامجة الحدودية للإطلاع على الإجراءات الإحترازية المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا والوقوف على جاهزية أجهزة الفحص والعاملين عليها.  
وأضاف الازيرجاوي، أطلعنا على الإجراءات الوقائية والآليات المتخذة في التعامل مع الوافدين للأراضي العراقية عبر المنافذ البرية، لافتاً إلى ان الإجراءات لا ترتقي لخطر الفيروس وسرعة انتشاره وعلى الحكومة الاتحادية غلق المنافذ الحدودية بأسرع وقت ممكن.
إلى ذلك، أعلنت مديرية البلدية في محافظة السليمانية، في بيان، أنها “بالتعاون مع مديرية الصحة في المحافظة خصصت مقبرة لدفن موتى كورونا بعد تسجيل اول حالة وفاة يوم الاربعاء، في السليمانية”.
وأوضحت البلدية أن “المقبرة تقع في شرق السليمانية، حيث جرى دفن رجل الدين الذي توفى نتيجة إصابته بالفيروس”.
كما خصصت مديرية صحة السليمانية، مستشفى وسط المدينة لإجراء الفحص الطبي الخاص بفيروس كورونا.
ودعت المديرية في بيان، المواطنين العائدين من ايران الى “مراجعة مستشفى (علي ناجي) الخاص باجراء الفحص الطبي لفيروس كورونا” مشددة على “ضرورة زيارة المواطنين العائدين من ايران للفترة من 15 والى 22 من شهر شباط المنصرم”.
واضافت “انه بإمكان باقي المواطنين أيضاً زيارة المستشفى لإجراء الفحص الطبي، في حال حدوث تماس مباشر مع شخص مصاب بالفيروس”.