تفاؤلٌ حذر بعرض الكابينة الوزاريَّة خلال أسبوعين

الثانية والثالثة 2020/03/29
...

بغداد/ مهند عبد الوهاب
 
 
تسودُ حالة من التفاؤل الحذر لدى بعض القوى السياسيَّة، بقدرة رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي على الانتهاء من كابينته الحكوميَّة وعرضها للتصويت أمام مجلس النواب خلال الأسبوعين المقبلين، موضحة أنَّ التحركات المتسارعة التي يقوم بها المكلف وحواراته مع مختلف القوى السياسيَّة الفاعلة تؤكد قرب الانتهاء من هذا الملف على الرغم من تشبث كتلٍ أخرى بمواقفها الرافضة للتكليف.
وقال النائب عن تحالف سائرون، علاء الربيعي، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "الخلاف داخل البيت الشيعي في ترشيح عدنان الزرفي يعودُ في جزءٍ منه إلى أنَّ القوى الرافضة له تشعر بقوته وتخشى من رئيس حكومة يقف أمام مصالحها وامتيازاتها"، مؤكداً أنَّ "الزرفي سيعلن كابينته الحكوميَّة في الأسبوعين المقبلين".
بدوره، أكد عضو مجلس النواب ناجي ادريس ما ذهب إليه زميله الربيعي في أنَّ مجلس النواب قد يعقد خلال الأسبوعين المقبلين جلسة للتصويت على الحكومة الجديدة.
وأوضح ادريس لـ"الصباح"، أنه خلال الأسبوعين المقبلين ستعرض كابينة رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي على حدٍ أقصى على مجلس النواب، مبيناً انه لا توجد مشكلات في عقد جلسة للتصويت في حال دعت رئاسة البرلمان لها.
من ناحيته، قال النائب عن تحالف سائرون رياض المسعودي: إنَّ "رئيس الوزراء المكلف كثف من لقاءاته وحواراته في اليومين الماضيين سواء مع تحالف القوى ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في مدينة الفلوجة ولقاءات أخرى مع سفراء دول متعددة، فضلاً عن لقائه مبعوثة الأمم المتحدة جانين بلاسخارت".
وأضاف المسعودي في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "عقبتبن أمام رئيس الوزراء المكلف هما تحالف الفتح الذي أعلن بشكلٍ واضحٍ رفضه له، والعقبة الأخرى هو تحالف القوى الكردستانيَّة سواء الاتحاد الوطني أو الحزب الديمقراطي أو جبهة التغيير التي تشدد على ضرورة الحفاظ على علاقاتها الستراتيجيَّة مع القوى السياسيَّة الشيعيَّة".
ولفت المسعودي إلى أنه في حال أصرَّتْ بعض القوى الشيعيَّة الأساسيَّة على رفض المكلف عندها سيواجه صعوبة في إقناع بقيَّة الشركاء في العمليَّة السياسيَّة، مبيناً أنَّ "الأسبوع الحالي سيكون حاسماً في إثبات قدرة الزرفي على إقناع القوى السياسيَّة الأخرى لتمرير كابينته الوزاريَّة".
وفي السياق، أكد نائب رئيس اللجنة القانونيَّة البرلمانيَّة محمد الغزي أنَّ "المدة الدستوريَّة لرئيس الوزراء المكلف لم تنته وتبقى منها تقريباً 17 يوماً لاستكمال حواراته".
وأضاف الغزي، في تصريح صحفي إنَّ "التصويت على الكابينة الوزاريَّة يحتاجُ الى نصابٍ اعتيادي شأنه في ذلك شأن التصويت على القوانين"، مشيراً الى أنَّ "الحل الوحيد في ظل الأزمات الاقتصاديَّة والصحيَّة الحاليَّة أنْ نسرع بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وعلى الكتل السياسيَّة أنْ تتحمل المسؤوليَّة بشكلٍ كامل، أما أنْ يقدم الزرفي اعتذاره بحال كان هناك رفضٌ حقيقي له ويقوم رئيس الجمهورية بتقديم اسم مكلف آخر أو أنْ تنقضي المهلة الدستوريَّة ويتم تمرير الكابينة أو رفضها".
وقال الغزي: إنَّ "ما لاحظناه أنَّ الكتل الكرديَّة والسنيَّة ليس لديها مانعٌ بتولي الزرفي بعكس ما كان في وقت المكلف محمد توفيق علاوي لكنَّ الرفض موجودٌ من بعض الكتل الشيعيَّة ما يجعل الأجواء للزرفي أفضل من الأجواء حول المكلف السابق داخل مجلس النواب لكن بكل حال فنحن بحاجة الى تفاهمات على مستوى عالٍ لأنَّ الوضع في البلد لا يسمح بوجود مهاترات أو تشنجات سياسيَّة بل الخروج بحكومة قويَّة يقف معها الجميع لمواجهة التحديات".