خبراء: تعافي أسعار النفط بحاجة الى أشهر

الثانية والثالثة 2020/04/06
...

 
بغداد/ طارق الاعرجي / هدى العزاوي
 
 
تترقب أنظار الدول المنتجة، نتائج اجتماع أوبك المقرر عقده الخميس المقبل، في مسعى للتوصل الى اتفاقٍ يقضي بخفض الإنتاج ورفع نسبي لأسعار النفط التي تهاوت مع ظهور أزمة كورونا.
ورغم التفاؤل بإمكانيَّة التوصل الى اتفاق بين الدول المنتجة، إلا أنَّ تعافي الأسعار، وبحسب مختصين، يحتاجُ الى أشهر بسبب وجود فائض في الأسواق العالميَّة.
وتوقعت اللجنة الماليَّة النيابيَّة، أنْ يسهمَ الاجتماع بتخفيف آثار الأزمة التي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي في العراق. وفي هذا الصدد يقول مقرر اللجنة، الدكتور أحمد الصفار: إنَّ "عقد الاجتماع في هذا الوقت ضروري جداً، خاصة أنَّ العراق من أكثر الدول المتضررة اقتصادياً من انخفاض أسعار النفط الذي يشكل 96 % من واردات العراق".
وأشار الصفار في تصريح لـ"الصباح" الى أنَّ "هذا الاجتماع سيخففُ من آثار الأزمة خصوصاً أنَّ بمجرد الحديث عن انعقاد الاجتماع ارتفع سعر برميل النفط بمعدل 10 دولارات".
وأكد أنَّ "الاجتماع يكتسبُ أهميته بالتوصل الى اتفاقٍ حول تحديد سقفٍ معينٍ للتخفيض" مشيراً الى أنَّ "الولايات المتحدة قدمت عرضاً بخفض الإنتاج بواقع عشرة ملايين برميل، وفي حال تم الاتفاق سيؤدي ذلك الى استقرار سوق النفط".
وقال الصفار: إنَّ "أسعار النفط لن تعود الى 60 دولاراً للبرميل، لكنْ من الممكن أنْ تكون بحدود الأربعينات، وبالتالي سيكون بإمكان الحكومة تغطية الرواتب والأجور اليوميَّة وجزءٍ من الموازنة التشغيليَّة".
وكان من المقرر أنْ يعقدَ اجتماع اوبك اليوم الاثنين، عبر دائرة تلفزيونيَّة مغلقة، إلا أنَّ أسباباً فنيَّة أدت الى تأجيله ليوم الخميس المقبل، وفقاً لنائب رئيس الوزراء، وزير النفط ثامر الغضبان، الذي توقع في تصريح سابق لـ"الصباح" أنْ يتمَّ الاتفاق على تخفيضٍ كبيرٍ من شأنه إنقاذ النفط من الانهيار.
من جانبه، كشف رئيس لجنة النفط والطاقة النيابيَّة هيبت الحلبوسي، عن أنَّه تم التواصل مع وزارة النفط التي ستمثل العراق في الاجتماع، والتأكيد على أهميَّة أنْ تأخذ دورها من أجل زيادة حصة العراق من الإنتاج.
وأكد في تصريح لـ"الصباح" أنَّ "العراق سبق أنْ أبدى ترحيبه بموقف السعودية التي دعت منظمة أوبك الى عقد اجتماع والاتفاق على خفض الإنتاج".
وتوقع الحلبوسي أنْ "تشهد أسعار النفط ارتفاعاً بحيث يتراوح سعر البرميل بين (40 – 45) دولاراً، والذي يمكنُ الحكومة من تغطية النفقات وإعداد موازنة"، معرباً عن أمله بأنْ "تتوصل السعودية وروسيا الى اتفاق خلال الاجتماع".
وخلافاً للمواقف المرحبة بعقد الاجتماع، قال الخبير الاقتصادي، وزير النفط الأسبق الدكتور إبراهيم بحر العلوم: إنَّ "منظمة أوبك لم تعد مجدية في المرحلة الحالية، وليس بإمكانها مواكبة متطلبات المرحلة".
واضاف لـ"الصباح" قائلاً: "على الجميع التفكير بصيغٍ جديدة تتماشى والمتغيرات الحاصلة في السوق النفطيَّة".
وتوقع بحر العلوم أنْ "تشهد أسعار النفط تحسناً نسبياً في حال التوصل الى اتفاق وصولاً الى 45 دولاراً للبرميل، في غضون أشهر".
وأشار الى أنَّ انهيار أسعار النفط جزءٌ من حربٍ اقتصاديَّة بين روسيا التي تنتج نحو 11 مليون برميل يومياً، والولايات المتحدة، المنتج الأول في العالم بواقع يصل الى 13 مليون برميل يومياً، إضافة الى السعودية التي تنتج 10 ملايين برميل".
وأكد الدكتور بحر العلوم أنَّ "العراق وقع ضحية لهذا الصراع، كونه يعتمدُ بشكلٍ أساس على إيرادات النفط"، مشدداً على "ضرورة أنْ يفكرَ العراق والدول المتضررة الأخرى بجديَّة لإيجاد رؤى جديدة للخروج من هذه الأزمة والأزمات التي من المتوقع أنْ تحدث مستقبلاً تبعاً للمتغيرات".
ونوه الى أنَّ "أسعار النفط، سوف ترتفع لتتراوح بين (40 – 45) دولاراً للبرميل في حال التوصل الى اتفاق، لكنَّ هذا الارتفاع لا يتحقق إلا بعد أشهر من الآن، لوجود فائضٍ في السوق العالميَّة يصل الى 10 ملايين برميل بالتزامن مع الأزمة التي يمرُّ بها العالم بسبب تفشي وباء كورونا".