صحّتنا على المحك

الثانية والثالثة 2020/04/12
...

علاء هادي الحطاب
 

في الوضع الطبيعي يكون الإنسان مسؤولاً عن صحته، فإذا أراد أنْ يوقعها في الهاوية له ذلك، وإذا أراد أنْ يحافظ عليها فله ذلك أيضاً، لكنْ في أوقات الوباء لا يكون الإنسان مسؤولاً عن صحته فقط، بل هو مسؤولٌ عن صحته وصحة الآخرين، وهذه مسؤوليَّة شرعيَّة وقانونيَّة وأخلاقيَّة، يجب على كل ذي عقل الالتزام بها، ابان الوباء يكون الحفاظ على حياة الناس مسؤوليَّة تكافليَّة تضامنيَّة بين الجميع، لا تتحمل جهة أو طرفٌ أو شخصٌ 
مسؤوليَّة ذلك.
وهنا علينا أنْ ندركَ جميعاً ونحن نعيش في ظل الانتشار المخيف لفيروس (كوفيد – 19) المعروف باسم "كورونا" أنَّ قضيَّة الالتزام بحظر التجوال مسؤولية تطبيقها لا تعني الدولة فقط وأجهزة إنفاذ القانون، بل تعني كل شخص وجهة وطرف بموقعه ومكانته ودوره وإسهامه في هذا المجتمع، فرجل الدين له مسؤوليَّة كبيرة في توعية الناس وحثهم من زاوية دينيَّة على ضرورة الالتزام بالحفاظ على حياة الناس، وكذلك رجل العشيرة لما يمتلكه من سلطة وتأثير في من يتبعونه، الأمر ذاته في الوجهاء والشخصيات العامة، لأنَّ عدم إنفاذ قرار حظر التجوال مع ما عليه من مآخذ وسلبيات وتبعات، يعني أننا لا نعرض فقط أنفسنا للخطر، بل نعرض جميع من حولنا للخطر وبالتالي ممكن أنْ نسهمَ جميعاً 
في هلاكنا جميعاً. اليوم مسؤوليَّة الحفاظ على النفس من انتقال المرض إليها، باتت لا تعني الشخص بذاته، بل تعني المجتمع بأكمله، فلم تُعد سلامة الفرد قراراً شخصياً، يتخذه ذلك الفرد، لأنَّ سلامة المجتمع متوقفة على سلامة 
هذا الفرد وذاك. 
لذا بات الجميع على المحك اليوم وتحمل الظروف الصعبة- ابان هذا الحظر- في تجاوز المحنة والوصول الى بر الأمان، لسبب بسيط إنَّ الصحة الجسديَّة اليوم هي صحة جماعيَّة لا فرديَّة، فالذي يصاب بكورونا سيكون 
ناقلاً جيداً لإصابة الآخرين.