التخطيط لـ {الصباح}: المشروع الوطني للشباب يوفّر مليون فرصة عمل

الثانية والثالثة 2020/04/21
...

بغداد/ هدى العزاوي
 
تعزيزاً لدور الشباب داخل المجتمع وتمكينهم من مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة، انطلق "المشروع الوطني لتشغيل الشباب" بإشراف وزارة التخطيط وبالتعاون مع البنك المركزي وعدد من مصارف القطاع الخاص، وجرى توقيع أول عقد في محافظة ذي قار، وأكد القائمون على المشروع أنه سيوفر قرابة مليون فرصة عمل على مدى ثلاث سنوات، في وقت أعلن وزير التخطيط نوري الدليمي استكمال الإجراءات لانطلاق المشروع في ست محافظات.  

الناطق باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي أفاد بأنّ "المشروع الوطني لتشغيل الشباب، يعدّ الأول من نوعه ويقوم على تقديم قروض ميسّرة لأصحاب هذه المشاريع من الشباب".
مبيّنا في تصريح لـ "الصباح": بأنّ "القروض على مستوى الفرد لا تزيد عن خمسة وثلاثين مليون دينار ولا تقل عن خمسة ملايين دينار، على أن لا يقل عدد المشاركين في المشروع الواحد عشرة أشخاص، وعدد المشاركين في المشروع لا يقل عن عشرة أشخاص سيكون القرض الذي سيحصلون عليه لا يقل عن 350 مليون دينار ولا يزيد عن 500 مليون دينار".
منوّها: بأنّ "تسديد المبلغ على مدار عشرة أعوام يبدأ الاستقطاع من السنة الثالثة حتى انتهاء المدة، كما أنّ جميع الإجراءات الخاصة بالمشروع يجهّزها المطوّر الضامن أو المكتب الاستشاري وتُسلّم جاهزة لأصحاب المشاريع".
مضيفا: "ذي قار؛ أول محافظة توقع العقد مع شركة المطوّر الضامن وستوفر في المرحلة الأولى تقريباً 2300 فرصة عمل للشباب، وتم تخصيص قطعتي أرض، مساحة القطعة الاولى نحو (15) ألف دونم لإنشاء مدينة زراعية، ومساحة القطعة الثانية نحو (200) دونم لإنشاء مدينة صناعية".
ويؤكّد الهنداوي خلال حديثه لـ "الصباح": أنّ "العمل جارٍ على المحافظات الأخرى، وسيتم إطلاق المشروع بحسب استكمال إجراءات كلّ محافظة من ناحية إيجاد مطوّرين ضامنين وتخصيص قطع أراضٍ".
لافتا: بأنّ "المحافظات التي استكملت الاجراءات هي (النجف وبغداد والديوانية ونينوى والبصرة والانبار)، فالمشروع يحظى بدعم كبير من مجلس النواب والمنظمات الدولية، في مقدمتها الأمم المتحدة للزراعة والتغذية (فاو)، كما أن هناك الكثير من الأفكار التي قدمت؛ لذا نتوقع أنّ المشروع خلال السنتين الأوليين سيوفر 800 ألف فرصة عمل للشباب وفي جميع المحافظات، ثمّ تتصاعد هذه النسبة تباعاً الى أن تصل الى مليون فرصة عمل خلال السنوات الثلاث المقبلة".  
وأشار الهنداوي، إلى أنّ "المشروع سيكون في بداية الأمر على أساس تشاركي من قبل الشباب المقدمين للمشروع والحاصلين على القروض ويدخلون كمتدرّبين ومن ثمّ موظفين، وبعد ذلك يصبحون أصحاب ملك للمشروع".
 
مشاريع واقعيَّة
وأشاد عضو لجنة الاستثمار والاقتصاد النيابيّة سالم اطحيمر، بالمشروع الوطني للشباب الذي أشرفت على تنفيذه وزارة التخطيط "إذا ما طبّق على أرض الواقع وبشكل فعلي".
مبيّنا في تصريح خاص لـ "الصباح: بأنّ "العراق في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها الآن بحاجة الى مثل هكذا مشاريع متبنّاة من قبل جميع الوزارات وليس فقط وزارة التخطيط، فعلى مدار ستة عشر عاماً عرض الكثير من المشاريع ومازال العراق يُعاني من البطالة".
وأردف: "نحتاج الى عدة فقرات أوليّة منها تشكيل الحكومة وإقرار الموازنة فضلا عن هذه المشاريع التي ستشكل نقلة نوعية في الاقتصاد العراقي الذي اعتمد على النفط كمورد مالي أحادي"، مؤكداً بأن "تطبيق هذه المشاريع في المحافظات الجنوبيّة والوسطى سيشكل فارقاً كبيراً، خاصة وأن نسبة البطالة عالية جداً بين الأوساط الشبابيّة".
مختتماً حديثه لـ "الصباح": "نحتاج الى أيادٍ نظيفة لتقوم بهذه العملية ليخرج العراق الى برّ الأمان".
معايير دوليَّة
عميد كلية اقتصاديات الأعمال بجامعة النهرين الدكتورة نغم حسين نعمة، أكدت في تصريح خاص لـ "الصباح"، أنّ "المشاريع الصغيرة أو المتوسطة، تؤدي دوراً مهماً في مكافحة الفقر وخفض معدلات البطالة المستشرية في العراق؛ لذا يتطلب هذا الأمر الاهتمام من قبل الجهات الحكومية والهيئات الدولية لتعزيز دور الشباب داخل المجتمع وتمكينهم من مواجهة الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد في الوقت الحاضر".
مبيّنة: بأنّ "المشاريع الصغيرة عرفت من قبل منظمة العمل الدولية والتي يعمل فيها أقل من (10) عمال، بينما المشاريع المتوسطة يعمل فيها ما بين (10- 99) عاملا، وأما المشروعات الكبيرة هي تلك التي يزيد فيها عدد العمال عن (99) عاملا، ومن ثمّ فإنّ المشاريع الصغيرة والمتوسطة تؤدي دوراً فاعلاً في المجتمع، ولها انتشار واسع في الكثير من الدول؛ لذا فإنّ المشروع الوطني للشباب الذي أطلق في محافظة ذي قار وعلى أمل أن يطلق في جميع المحافظات الأخرى له أهمية كبيرة في خفض معدلات البطالة اذا ما طبّقت بشكل صحيح".
 
ذي قار.. الأولى
إلى ذلك، ترأس وزير التخطيط الدكتور نوري صباح الدليمي، أمس الاثنين، الجلسة الاعتيادية لاجتماع اللجنة العليا للمشروع الوطني لتشغيل الشباب، بمشاركة النائب نسرين الوائلي، وعدد من الممثلين عن الجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.
وأعلن الوزير الدليمي – بحسب بيان تلقته "الصباح" - عن إكمال الإجراءات اللازمة لانطلاق المشروع في محافظات (بغداد، والبصرة، ونينوى، والنجف، والأنبار، والديوانية)، مؤكداً أنّ "الفترة القليلة المقبلة ستشهد توقيع عقود العمل مع المطوّرين الضامنين للمشاريع في هذه المحافظات"، مشيراً إلى "تقدم 558 شاباً من أبناء محافظة ذي قار للعمل ضمن مشروع تشغيل الشباب في الجانب الزراعي بينهم 60 شابة، بعد انطلاق أعمال المشروع في المحافظة".
ولفت وزير التخطيط، إلى "توافر عناصر النجاح للمشروع الذي تسعى وزارة التخطيط من خلاله إلى معالجة البطالة وتطوير قدرات الشباب وتأهيلهم للدخول الفاعل في سوق العمل، وتعظيم الموارد العامة وتوفير الأمن الغذائي في العراق وتقليل الاستيراد من الخارج"، مؤكداً "إنجاز المناهج التدريبية الخاصة بأصحاب المشاريع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (FAO) والجامعات، واستمرار التعاون المشترك مع جميع الجهات الفاعلة لتذليل جميع المعوقات كتوفير الطاقة الكهربائية والبنى التحتية"، لافتاً إلى "تيسير إجراءات التمويل ضمن مبادرة البنك المركزي ودخول عدد من مصارف القطاع الخاص وشركة للكفالات لضمان منح القروض في حال وجود أي تعثر في التمويل مستقبلاً".
وشهد الاجتماع اتخاذ عدد من الإجراءات والتوصيات من بينها إعداد الاتفاقية الخاصة بالتعاون مع شركات التأمين والمصارف الممولة للمشاريع، وإعداد مذكرة تفاهم أخرى مع نقابة الكيميائيين العراقية حول المشاريع الريادية، فيما استعرض المنسق العام للمشروع الدكتور إسماعيل العبودي التقدم المحرز في أعمال مشروع تشغيل الشباب في محافظة ذي قار، واستكمال الإجراءات في المحافظات الأخرى وإعداد تعليمات الإقراض للمشاريع.