«الكابينة الوزارية» تؤجج الخلاف بين المكلف والقوى السياسية

الثانية والثالثة 2020/04/25
...

بغداد/ الصباح/ مهند عبد الوهاب
 
 
 
يطغى عدم الرضا على الأسماء، التي تداولتها وسائل الإعلام لشغل المناصب الوزارية في حكومة المكلف مصطفى الكاظمي، على مشاورات القوى السياسية، وترى القوى السياسية أن الكاظمي «باغتها» بأسماء مرشحين لا يمكن عدهم من المستقلين ولا التكنوقراط، ويرى سياسيون، أن الخلافات على الأسماء، إذا ما أصبحت أعمق وأعقد من ذي قبل، فينبغي خضوع الكابينة المقترحة لتغيير شامل إذا ما أريد لها أن تحظى بثقة مجلس النواب. وسط ذلك، أفادت مصادر سياسية مطلعة، في تصريحات صحفية، بأن “رئيس الوزراء المكلف، سيطلع الكتل الشيعية هذا اليوم، على قائمة حكومية جديدة محدثة”.
وقال رئيس كتلة الرافدين النيابية يونادم كنا: إنه على الرغم من عدم انقطاع الحوارات بين رئيس الوزراء المكلف والقوى السياسية، إلا أن عدم الرضا يخيم على الأجواء من بعض الكتل الرئيسة، على الاسلوب والمنهجية والمعايير المزدوجة، التي انتهجها المكلف في كابينته الحكومية.
وأضاف كنا، في حديث لـ”الصباح”، ان الكاظمي لم يلتق بنا بصفتنا ممثلين للمكون المسيحي وفوجئنا بتسمية مرشحة خاسرة من تحالف الكلدان من دون أن نعلم من رشحها للمنصب، مشيراً إلى ان كتلة الفتح ودولة القانون والفضيلة أعلنت امتعاضها وعدم رضاها علنا من تعامل رئيس الوزارء المكلف مع القوى السياسية بأكثر من مكيال، فهمش كتلاً سياسية وجامل أخرى، على حد قول النائب. وألمح كنا الى صعوبة تمرير الكابينة الوزارية، اذا لم يغير رئيس الوزراء المكلف منهجية التعامل بمعايير مزدوجة ومن المفترض ان تتوافق جميع الكتل السياسية وأن يتعامل بانصاف وتوازن مع الجميع. بدوره، لفت النائب عن كتلة سائرون النيابية غايب العميري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، الى أن «المناقشات والاجتماعات بين الكتل السياسية ورئيس الوزراء الكاظمي مستمرة ولم يتم التوصل الى اتفاق بشأن الكابينة الوزارية»، مشيراً إلى أن «بعض الأحزاب والكتل تريد أن يكون لها ممثلون في الوزارات أو الكابينة الحكومية وأخذ استحقاقهم الانتخابي”. وأشار العميري الى أن «بعض الكتل تعترض على الأسماء التي تم ترشيحها للكابينة الوزارية»، مؤكداً «عدم وجود توافق بين الكتل السياسية والكاظمي على كابينة وزارية محددة». وأوضح أن «سبب تأجيل عقد الجلسة حتى الآن هو عدم توصل رئيس الوزراء المكلف الى اكمال كابينته وإرسال كتاب رسمي الى مجلس النواب من أجل عقد الجلسة للتصويت على الحكومة”.
وفي السياق متصل، أكد زميله في سائرون النائب رياض المسعودي، في تصريح صحفي، أن الكاظمي قدم كابينة منقوصة الى الكتل السياسية فيها اسماء عليها ملاحظات كثيرة من أغلب الكتل الشيعية، لافتا الى ان الملاحظات تختلف من كتلة الى أخرى.
وأضاف المسعودي بعد أن ظهرت أسماء المرشحين بدأت الخلافات الحقيقية في وجهات النظر بين الكاظمي والكتل السياسية من جهة وبين الكتل نفسها من جهة اخرى وبعضها سيقف بالضد من الكاظمي، لأنها ترى انه لا يوجد لديها تمثيل وزاري واخرى تريد مكتسبات وبالتالي سيتعقد المشهد السياسي من جديد.
وأكد أن موقف سائرون ثابت بشأن الاسراع بتشكيل الحكومة، وفق الأسس الوطنية والشعبية، التي ينبغي ان تنبطق على جميع من يريد هذه الحكومة، مشيرا الى انه ينبغي على الكتل، التي أيدت ترشيح الكاظمي عدم الوقوف بالضد منه بمجرد تضارب مصالحها بشان المناصب الوزارية. في تلك الاثناء، كشف النائب عن تحالف الفتح فاضل الفتلاوي، أمس السبت، عن امكانية تقديم رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي المسودة المعدلة لأسماء كابينته الحكومية الى القوى السياسية  “اليوم الأحد» مرجحاً تحديد الاربعاء او الخميس المقبلين موعداً لجلسة التصويت على منح الثقة لها. وقال الفتلاوي في حديث صحفي، إنه “بعد اللقاء الذي جمع القوى السياسية الشيعية مع رئيس الوزراء المكلف امس الاول الجمعة، فانه تم الاتفاق معه على اجراء بعض التعديلات التي من المؤمل ان يقدمها اليوم الاحد بشكل كامل الى القوى السياسية”، مرجحا ان “يتم الاربعاء او الخميس المقبلين عقد جلسة منح الثقة للكابينة الحكومية”.