وزير الصحة يرجح تخطي ذروة «كورونا» بنهاية أيار

الثانية والثالثة 2020/04/26
...

بغداد / حازم محمد حبيب وشيماء رشيد
 
توقعَ وزيرُ الصحةِ جعفر علاوي، تخطي ذروة أزمة وباء كورونا بشكل كامل  نهاية شهر أيار المقبل، شريطة استمرار انخفاض معدلات الإصابة بالفيروس والتزام المواطنين بالتعليمات، منوهاً بانه من المحتمل العودة لإجراءات فرض حظر التجوال الشامل إذا ارتفعت معدلات الإصابة بكورونا. وقال علاوي في تصريح خاص لـ «الصباح»: إن «العراق نجح في السيطرة على وباء كورونا مقارنة بغالبية دول أوروبا، لكن مع حذر شديد مع وجود بعض المتاعب في تطويق الأزمة», وبين انه «في حال بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه بانخفاض عدد الإصابات والتزام المواطنين بالتعليمات؛ سنتخطى ذروة الأزمة بشكل كامل في نهاية شهر أيار المقبل، الأمر الذي نتمناه بشكل كبير في السيطرة على الوباء»، وأضاف إن «العراق والأردن سجلا معدل انخفاض في أعداد الإصابات بالفيروس وكذلك ارتفاع حالات الشفاء من المرض».
وأضاف، إنه «من المحتمل العودة لإجراءات فرض حظر التجوال الشامل إذا ارتفعت معدلات الإصابة بكورونا، وإن الوزارة تراقب وضع الشارع وعدد الإصابات»، مبيناً إنه «مع قرار رفع الحظر الجزئي للتجوال؛ نطلب من المواطنين الالتزام بقرارات وزارة الصحة وقرار لجنة الامر الديواني رقم 55، لمواصلة هذا النجاح، وفي حال عدم الالتزام وتسجيل اصابات تتجاوز معدل الاصابات الحالية، قد نلجأ إلى اتخاذ الإجراءات المشددة السابقة مثل منع التجول، وإغلاق الحدود في حال تبدل الأوضاع الى الأسوأ»، لافتا الى أن «الوزارة تمتلك نحو ألف جهاز تنفسي تم التوقف عن استعمالها لعدم الفائدة منها في علاج المصابين بحسب الدراسات التي
 أجريت».
وشدد وزير الصحة، إنه «في حال فشلت السيطرة على الالتزامات المطلوبة في المنافذ الحدودية؛ سأتقدم بطلب للحكومة لاغلاق الحدود بشكل كامل مرة أخرى»، مؤكداً إنه «سيتم تمديد غلق الحدود، إلا في ما يتعلق بالاستثناءات التي تتعلق بنقل البضائع والسلع فقط، والتشديد على منع دخول وتنقل الاشخاص من داخل وخارج البلاد»، مشددا على «التقييد بالالتزامات التي تم التأكيد عليها في مراقبة حركة النقل ودخول البضائع وعدم حدوث أي نوع من الملامسة بين السائقين العراقيين والاجانب، وهذا يقع على عاتق الحكومة». 
وأشار علاوي، إلى أن «عدد الاختبارات والفحوصات التي أجرتها الوزارة منذ ظهور الوباء تجاوز (61) الف اختبار وفحص، والعمل مستمر في توسعة تلك الفحوصات وزيادة عدد الاختبارات من خلال عمليات المسح التي تنفذها فرق الوزارة لاسيما في المناطق التي سجلت فيها إصابات أكثر لتطويقها والعمل على انحسارها، بالاستفادة من أجهزة الفحص التي تصلنا من بعض البلدان وجزء كبير منها من دولة الصين وبمساعدة كبيرة من منظمة الصحة العالمية في ظل الطلب العالمي الكبير على تلك الأجهزة»، منوها الى أن «العراق طلب نحو مليون جهاز فحص تصل للعراق على شكل دفعات وبمعدل 6 آلاف جهاز في كل 
دفعة».
وربط وزير الصحة فتح البلاد بشكل كامل والعودة الى ممارسة الأنشطة والفعاليات الحياتية المختلفة بـ «التأكد بشكل كامل من خلو العراق بشكل كامل من الوباء وعدم تسجيل أية إصابة، و أن  الوزارة وكل الجهات الساندة تعمل على مدار 24 ساعة لتطويق الوباء والقضاء عليه حتى نستطيع أن نخبر المواطنين بأن بإمكانهم العودة إلى حياتهم الطبيعية».
 
استياء وانتقاد
إلى ذلك، لقي رفع حظر التجوال بصورة جزئية استياء العديد من المعنيين بالأوضاع الصحية للبلد، مؤكدين عدم التزام المواطنين بالارشادات الصحية وتعليمات خلية الأزمة ما ادى الى خروج الجميع للشوارع بصورة لا تطمئن وقد تنذر بكارثة انسانية 
كبيرة.
وانتقد نقيب الصيادلة عبد الأمير الشمري، عدم التزام المواطنين بحظر التجوال الجزئي، عاداً ذلك «أمرا قد يؤدي الى حدوث زيادة في الاصابات»، مؤكداً ان «إعادة حظر التجوال الشامل مرهونة بالمعطيات التي ستخرج في الفترة المقبلة وهو أمر تقرره خلية 
الأزمة».
وقال الشمري لـ «الصباح»: إن «الحظر الجزئي كان ضرورياً لأن الاجراءات الحكومية كانت من أجل تلبية احتياجات المواطنين، اذ لم تكن هنالك مساعدات تذكر، كما أن العراقي لا يمكن أن يبقى لفترة طويلة من دون طعام أو مردود مالي وهو أمر صعب، وبالنتيجة سيكون هنالك كسر للحظر، لذلك اتجهت الحكومة الى الحظر الجزئي مع الالتزام بالاجراءات الوقائية لأن السيطرة على الحظر الجزئي تعني  السيطرة على
 الامور».
وأضاف، «لكن ما نراه هو ليس حظرا جزئيا وإنما رفع كامل للحظر، اذ شهد النهار حركة مزدحمة في الاسواق والمراكز وعدم الالتزام بالاجراءات الوقائية وعدم توفر مستلزمات الوقاية، فضلاً عن أن جميع الفئات العمرية قد نزلت الى الشارع»، معرباً عن تخوفه من «حدوث زيادة في الاصابات 
مستقبلاً».
وبين الشمري، ان «استمرار الحظر الجزئي أو إعادة الحظر الشامل كلها اجراءات حكومية ستكون محددة بناءً على المعطيات التي تخرج في الفترات المقبلة»، منوها الى «أننا نرى اليوم حظراً جزئياً كقرار، لكنه في الواقع رفع حظر كامل». وتابع: «لايوجد هنالك مسح كامل للاصابات كما يحدث في فرنسا والولايات المتحدة، كما إن الكثير من الاصابات لا تذهب الى المستشفى وهنالك أشخاص ناقلون للفايروس ولا يعلمون»، منوها الى أن «أعداد الاصابات التي تعرضها الوزارة صحيحة، ولكن لا يوجد مسح لجميع شرائح المجتمع ولهذا فإنها لا تمثل الاصابات كافة كما لا يوجد لدينا مسح لجميع 
المناطق».
وأشار الشمري، الى أن «فصل الصيف سيحد من نشاط الفيروس، ولكنه لن يختفي وانما سيكون أقل من الشتاء، لذلك فإن التعويل على ارتفاع درجات الحرارة ممكن للتقليل من الاصابات وليس لقتل الفايروس بل بالعكس اذ من  المتوقع أن يكون الفايروس دائميا مثله مثل الفايروسات الاخرى، ولكن نأمل أن يكون هنالك علاج له في أقرب 
وقت».  
 
الصحة العالمية
بدورها، أكدت منظمة الصحة العالمية دعمها لإجراءات وزارة الصحة العراقية لمواجهة فيروس كورونا، بينما حذرت من أن كسر حظر التجوال سيساعد على تفشي الفيروس في البلاد، وقال ممثل المنظمة في العراق أدهم اسماعيل في تصريح صحفي: «نحن ندعم الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة ودوائر الصحة في المحافظات العراقية، الا اننا نأسف بالوقت ذاته بعد رصد خروقات واضحة من قبل المواطنين لحظر 
التجوال».
ونوه إلى أن «الغاية من حظر التجوال هي خفض معدل الاصابات بفيروس كورونا، وهذا ما حدث بالعراق فعلا، إلا أن كسر الحظر سيساعد على تفشي الفيروس في المدن»، داعيا «المواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات الصادرة من وزارة الصحة العراقية تجنبا للإصابة بفيروس
 كورونا».