الكاظمي من الموصل: نينوى تنهض وتزدهر بتكاتف أبنائها

الثانية والثالثة 2020/06/11
...

نينوى / موفد الصباح  عمر عبد اللطيف
 
عزا رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أسباب ما وصفه بـ "الكوارث التي حصلت سابقاً" إلى الفساد وسوء الإدارة، في إشارة إلى احتلال مدينة الموصل التي زارها أمس الأربعاء لمناسبة الذكرى السادسة على احتلالها من قبل عصابات "داعش" الإرهابية، ورافقته فيها "الصباح"، وبينما شدد على ضرورة عدم الاعتماد على القطاع النفطي كمصدر أساسي وتنشيط القطاعات الأخرى لتجاوز الضائقة الاقتصادية التي يمر بها العراق، تعهد بإيجاد حل دائم لمشكلة النازحين وإنهاء معاناتهم.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، تلقته "الصباح"، بأن الكاظمي، عقد فور وصوله إلى الموصل اجتماعا بعدد من ممثلي عشائر ووجهاء محافظة نينوى. 
وأكد الكاظمي أن "الموصل الحدباء تمثل تاريخا وإرثا حضاريا وإنسانيا، وقد تعرضت لإرهاب عصابات داعش، وجرى تحريرها بعد أن امتزجت دماء العراقيين جميعا في ملحمة بطولية يُفتخر بها"، مشدداً على "أهمية التعايش والتنوع في محافظة نينوى، وعدّه ميزة وعنصر قوة لها"، كما أكد أن "نينوى تنهض وتزدهر بتكاتف أبنائها من كلّ الطوائف والإثنيات".  
وأشار الكاظمي الى التحديات التي تواجه الحكومة في المرحلة الراهنة، إذ تستنفر كلّ جهودها لمواجهة جائحة كورونا، في ظل أزمة مالية تسبب بها انهيار أسعار النفط العالمية.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة ورثت تركة ثقيلة، وتسلّمت ميزانية خاوية، نتيجة سوء التخطيط والاعتماد الكلي على النفط، وشدد على أن فرص النجاح متوفرة لبناء دولة المواطنة.
وفي إشارته الى الحوار المرتقب مع الولايات المتحدة الأميركية، أكد الكاظمي أن "اولى عناصر الحوار هي السيادة وتحقيق مصلحة البلد".
وبيّن الكاظمي، خلال اللقاء، أن "المواطن هو الحاكم الشرعي، ويجب عدم الانزعاج من جميع مطالبه، بل السعي الجاد من أجل تحقيقها".
ووعد الكاظمي ممثلي عشائر ووجهاء محافظة نينوى، بـ "عقد جلسة لمجلس الوزراء في مدينة الموصل، تخصص لمناقشة أوضاعها واتخاذ القرارات بشأنها".
وفي جولته في مركز المحافظة، افتتح رئيس الوزراء جسر الحرية في الموصل، وزار المتحف الحضاري فيها، كما زار جامع النوري، وأكد "لن نسمح بتكرار ما حصل، ونقوم بعمليات عسكرية لدعم الأمن والاستقرار وملاحقة خلايا الإرهاب".
وخلال اجتماعه مع القيادات العسكرية والأمنية في مقر قيادة عمليات نينوى، شدد القائد العام للقوات المسلحة، على ضرورة حماية المواطنين وعدم تكرار ما حدث العام 2014، موضحاً أن "الفساد وسوء الإدارة كانا سبباً بحصول الكوارث السابقة".
وقال الكاظمي: إن "تحرير الموصل شارك فيه كلّ أبناء العراق، واختلطت فيه الدماء، وانتصرنا  ببطولات قواتنا البطلة"، مبيناً "نواجه تحديات كبيرة، وقادرون على تجاوزها".
وعقب تفقده الأسر النازحة في مخيّم السلامية في منطقة النمرود بمحافظة نينوى، وجه رئيس مجلس الوزراء دوائر المحافظة بـ "إعداد قوائم شاملة وتفصيلية لأعداد النازحين"، كما وجّه بـ "اتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها تقليل معاناتهم وتسهيل عودتهم الى مناطق سكناهم الأصلية".
وشدد الكاظمي، في حديثه الذي حضرته "الصباح"، على "ضرورة الاسراع بحل مشكلة النازحين"، محذراً من "تحول بعض شباب المخيمات الى قنابل موقوتة لشعورهم بالاحباط واليأس من الاوضاع التي يعيشونها حاليا".
ولفت إلى أننا يمكن أن نستغل الأموال التي نمنحها كتعويضات للمواطنين في انشاء مشاريع صغيرة او قروض ميسرة لاعانتهم على العمل وخدمة البلد بالمشاركة مع القطاع الخاص، مشيراً إلى اننا يجب ان نعطي رسالة واضحة للمواطن بأن ماحصل من أخطاء في الماضي يجب ان لا تتكرر في المستقبل، وان نسهم في إعمار المحافظة وفق قيم الماضي والحاضر والمستقبل لإعادة ثقة المواطن بالحكومة.
ويضم المخيّم الأسر التي نزحت من مناطق البعّاج والحضر وربيعة، فضلاً عن النازحين من الساحل الأيمن لمدينة الموصل، الذين اضطروا الى ترك سكناهم إبان اغتصاب  تنظيم داعش الإرهابي لمدنهم. 
وتعهد رئيس مجلس الوزراء، في حديثه لأبناء المحافظة، بأن "تعمل الحكومة بكل قدراتها لأجل إيجاد حل دائم لمشكلة النازحين، وإنهاء معاناتهم". 
وبيّن الكاظمي أن "الحال الراهن، والضائقة الاقتصادية التي يمر بها العراق اليوم، إنما حدثت نتيجة تراكمات الأخطاء، والاعتماد على النفط  كمصدر أساسي، بينما كان الأولى تنشيط القطاعات الأخرى، كالزراعة والصناعة والسياحة، لتكون رافداً قوياً يدعم الاقتصاد الوطني".
ولدى زيارته كنيسة مار أدي الواقعة في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، والتقى فيها براعي الأبرشية الكلدانية في الموصل وعقرة المطران مار ميخائيل نجيب، أكد رئيس مجلس الوزراء أن "المكوّن المسيحي من المكونات الأصيلة في العراق، ويحز في نفوسنا أن نراهم يهاجرون الى خارج البلد".
وبيّن الكاظمي أنه "لطالما اثبتت التجارب أن التنوع في العراق كان ومازال يمثل قوة وليس ضعفا، ويفخر العراق بهذا التميز الجميل في التنوع، ولا يوجد خيار أمامنا سوى المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين مكونات شعبنا"، مؤكداً أن "الموصل نجحت في توحيدنا، وأن المشروع الوطني هو خيارنا الوحيد من أجل نهضة وازدهار البلد".
وكان الكاظمي قد التقى بوجهاء الحمدانية وتفقد مستشفى القضاء والخدمات المقدّمة لأهالي المدينة، كما عقد اجتماعا مع ممثلي مكونات ناحية برطلة في المحافظة.