مراقبون لـ { الصباح »: معاهدة ستراتيجية بين بغداد وواشنطن نهاية 2020

الثانية والثالثة 2020/06/13
...

 
بغداد / عمر عبد اللطيف
 
 
أثنى خبراء وباحثون في الشأن السياسي، على قدرات المفاوض العراقي بإدارة حوار ستراتيجي معمق مع الجانب الأميركي، متوقعين توصل البلدين إلى معاهدة ستراتيجية سيتم التوقيع عليها في خريف العام الجاري، توقعات أكدتها وكالة فرانس برس، التي نقلت عن مصدرين حكوميين، تلقي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي دعوة لزيارة البيت الأبيض خلال العام الجاري.
وكان المُتحدّث باسم وزارة الخارجيّة أحمد الصحّاف، قد أوضح، في تصريح صحفي، أن "الجلسة الأولى للحوار الستراتيجي بين العراق وأميركا شهدت تناول العلاقات الاقتصاديّة والسياسيّة والأمنيّة والثقافيّة بين البلدين"، موضحاً أن "الوفدين أكدا مسعاهما لتوطيد العلاقات في ظلّ الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظميّ".  
وأضاف الصحاف أن "هذه الجلسة ستكون بداية لسلسلة جلسات أخرى للحوار الستراتيجيّ على أمل أن تُعقَد الجلسة المقبلة بشكل مُباشِر في واشنطن عند توافر الظروف المُناسِبة".  
وقال الكاتب والباحث بالشان السياسي، كفاح محمود، في حديث لـ"الصباح": ان الحوار العراقي الأميركي انطلق بالتركيز على نقاط اساسية اشار لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تعليقه على البيان الذي صدر عقب انتهاء الجولة الأولى اهمها احترام السيادة العراقية ومنع نفوذ اي دولة اجنبية يمكن ان تهدد ذلك.
واضاف محمود ان الاميركان أصحاب مصلحة في رؤية عراق معافى فهم من اسقط نظام صدام عام 2003 وارادوا ان يصنعوا انموذجا شبيها باليابان وكوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية، وانفقوا المليارات وقتل الكثير من جنودهم، مؤكداً انهم يعملون في الوقت نفسه على بناء المؤسسة العسكرية العراقية الوطنية بعيداً عن التدخل الخارجي.
وبين محمود ان اميركا تعمل على بناء علاقة ستراتيجية تشمل النواحي العلمية والصناعية والزراعية والمصرفية والمالية والاقتصادية والطاقة، ولهذا فان الحوار كان بداية انطلاقة جديدة بين البلدين يمكن ان تتطور خلال الاشهر المقبلة للوصول الى توقيع اتفاقية ستراتيجية جديدة تنظم العلاقة بشكل واضح لما بعد اجراء الانتخابات في البلد.
واكد ان هنالك انعكاسات كبيرة لهذا الاتفاق الذي من المؤمل التوقيع عليه، والذي سيعيد للعراق وضعه الطبيعي وابعاد جميع الاذرع التي تؤثر في القرار المحلي ويعيد للبلد هيبته، مشيراً الى ان احد اهداف الحوار تحقيق مطالب منتفضي تشرين 2019 ليكون البلد مستقراً بعيداً عن اية ضغوطات.
من جانبه، عد مسؤول دائرة التنسيق والمتابعة في مجلس وزراء اقليم كردستان الدكتور عبد الحكيم خسرو الحوار العراقي ـ الاميركي خطوة مهمة وجيدة لاعادة تحديد مسار العلاقات بين الطرفين.
وأوضح خسرو، لـ"الصباح"، ان العراق مر بعدة مراحل مهمة جدا لاعادته لوضعه الطبيعي في المجتمع الدولي والاقليمي منذ 2003 ولغاية الان، مشيراً الى ان مسالة تغيير التحولات الاقليمية والازمات التي مرت في المنطقة بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة خلقت نوعا من الارباك في العلاقات الدولية حتى مع الحلفاء، مما استدعى من الحكومة البدء بحوار مع اميركا لاعادة تحديد مسار العلاقات بين جميع الاطراف والدول وفقا للعلاقات المتبادلة والمصالح والاهداف المشتركة والاهتمامات المتعلقة بمكافحة الارهاب والاستقرار والتنمية الاقتصادية سواء كان على مستوى العراق او المستوى الاقليمي والدولي، على اعتبار ان "كورونا" خلق نوعا من اعادة الهيكلة السياسية والادارية والاقتصادية لجميع الدول في العالم والمنظومة الدولية، بعد ان اصبحت الاهتمامات البشرية واحدة.
واضاف خسرو ان المسار الصحيح للعراق هو بتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية مع الولايات المتحدة والثقافية من خلال وجود مستشارين مع الحكومة لاعادة هيكلة الاقتصاد والاصلاح المنشود، خصوصاً خلال المرحلة الحالية التي يجب ان تشهد تنويعا في الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط كمصدر اساس، وان تكون هنالك دولة مؤسسات تقوم بعملية ادارة وتوجيه الاقتصاد وجميع القطاعات، واعتماد اقتصاد  حر وقطاع خاص قوي مع غطاء قانوني وهذا مطلوب من السيد الكاظمي ويحتاج الى تعاون مع الولايات المتحدة والدول المتقدمة.
ولفت خسرو الى ان العراق ومن خلال المصالحة الوطنية الداخلية والانفتاح على المتظاهرين وجميع الاطراف السياسية داخل البلد وانهاء الملفات العالقة بين المركز والاقليم كون الحكومة هي الراعية لهذه الملفات والتنمية المتوازنة في عموم المحافظات، نستطيع القول ان البلد اصبح جزءا من الحل بعدما كان منطلقاً للمشكلات والازمات السياسية والاقليمية ومنها ما يتعلق بمسألة العلاقات المتوازنة، موضحاً ان الفرصة الان سانحة لتنمية علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة وفق المصالح المشتركة.
اما الخبير الامني والستراتيجي، هشام الهاشمي، فقد توقع التوقيع على ورقة معاهدة ستراتيجية عراقية ـ اميركية، وفق الحوار الذي سيجري في تموز بناءً على بنود الاتفاقية التي ابرمت في 2008.
واضاف الهاشمي، في حديث لـ"الصباح،" ان المفاوض العراقي استطاع ان ينتزع من الاميركان الموافقة على القرار النيابي الذي صدر في كانون الثاني من هذا العام المتعلق بسحب القوات الاجنبية من العراق، مؤكداً ان العراق في حواراته السابقة لم يستطع فرض جملة تخصصية ويحذف اخرى الا في حوار 2020.