رئاسة البرلمان تثني على الروح القتالية للكوادر الصحية

الثانية والثالثة 2020/06/16
...

بغداد / شذى الجنابي - حازم محمد حبيب - وفاء عامر
أثنت رئاسة البرلمان على الروح القتالية التي تتمتع بها الكوادر الصحية والطبية والتمريضية في مواجهة جائحة كورونا منذ تفشيه في البلاد، في وقت عد فريق الطوارئ التابع للأمم المتحدة في العراق الحديث عن عدم نقل العدوى من المصابين بفيروس كورونا ممن لم تظهر عليهم أعراض الاصابة "غير دقيق علمياً". 
 
 
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي للنائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي تلقته "الصباح"، بأنه استقبل بمكتبه أمس الاثنين, ممثلي المهن الصحية والطبية والتمريضية المتعافين من مرض كورونا, ممن شكلوا تنسيقيات لمعالجة المصابين وعمليات التبرع ببلازما الدم والتوعية المجتمعية لهم في عموم مدن العراق.
وقال الكعبي خلال اللقاء الذي حضره عضو لجنة النزاهة النيابية يوسف الكلابي: إن "على وزارة الصحة إعداد قاعدة بيانات خاصة بكل مصاب بمرض كورونا، لا سيما ان التجارب اثبتت ان تعامل الفايروس يختلف من شخص لآخر، فهناك من لا يشعر بإصابته بالوباء، وآخر يعاني مضاعفات حادة، وآخرون يتوفون الى رحمته تعالى, وهنا يجب أن تختلف الطرق العلاجية بحسب الحالة التي يعاني منها المريض".
وأثنى الكعبي على "الروح القتالية التي تتمتع بها الكوادر الطبية والصحية العراقية، فهم يحاربون داخل مؤسساتهم لشفاء المرضى بدون (أسلحة)، ولم يثنهم إصابة العديد منهم عن أداء واجبهم والاستمرار بقتالهم للفايروس، حيث نظم العشرات من المصابين من الكوادر الطبية تنسيقيات لمساعدة المصابين عبر رفع روحهم المعنوية وأساليب العلاج والطرق التي تساعد على العلاج، والأهم هو تبرعهم بالبلازما وتشجيع المواطنين خارج المنظومة الصحية على هذا الامر وتنظيم الامر", مؤكدا ان "التبرع بالدم هو مسؤولية شرعية وانسانية للأخرين يسهم في الاسراع بمعالجتهم من الوباء". بدورها، أكدت عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، سهام الموسوي، ان "المسؤولية اليوم لا تتركز على وزارة الصحة فقط باعتبار ان إمكانيات الوزارة محدودة مقارنة ببقية مؤسسات الصحة في دول العالم المتقدمة التي انهارت أمام الجائحة".
وأضافت الموسوي، أن "المسؤولية تقع أيضا على عاتق المواطن من خلال اتباع التعليمات والاجراءات الوقائية لحماية نفسه واسرته من كورونا"، مؤكدة أن "الوزارة لا تستطيع أن تغطي جميع الحالات باعتبار ان الطاقة الاستيعابية محدودة فضلا عن العجز المالي الكبير".
ورجحت أن "تكون وزارة الصحة عاجزة عن تقديم الخدمات في الايام المقبلة باعتبار أن الوضع قد يخرج عن السيطرة وتبقى المسؤولية الاولى على عاتق المواطن من خلال الابتعاد عن التجمعات والمخالطة".
وأوضحت عضو لجنة الصحة والبيئة في البرلمان، أن "الاعداد التي تعلن عنها وزارة الصحة حقيقية ولا توجد أعداد يتم التكتم عنها، لأن الأعداد المعلنة هي وفق المسحات التي تأخذ من المواطنين بشكل يومي على عدد المسحات المتوفرة".
فريق الطوارئ
من جانب آخر، قال رئيس فريق الطوارئ في منظمة الامم المتحدة في العراق الدكتور وائل حتاحت في تصريح لـ "الصباح": إن "التصريحات  المتداولة المتعلقة بحالات الاصابة بفيروس كورونا ممن لم تظهر عليهم أعراض الإصابة وإن هذه الحالات غير قادرة على نقل المرض؛ هي معلومات غير صحيحة"، وبينان "ما تم تداوله هو ناشئ عن بعض الدراسات المحدودة وهي غير كافية علميا لتحديد صحة تلك المعلومات, إلى أن تتحدد هذا المعلومات بشكل دقيق".
ولفت حتاحت الى ان "الموضوع المهم الذي يجب التركيز بشأنه هو "ماهية تعريف حالات الاصابة الحاملة للمرض وتكون خالية من أعراض الاصابة, حيث أن هناك خطوطا دقيقة بين الاعراض الخفيفة والخالية من الاعراض بشكل كامل", وتابع رئيس رئيس فريق الطوارئ إن "40 بالمئة من الاصابات خالية من الاعراض ومثلها أعراض خفيفة, ولكن المشكلة تكمن عندما تتحول الاصابات الخالية من الاعراض  الى إصابات عرضية، وهذا التحول يمكن يحدث بشكل تلقائي  بحيث يصبح المرضى حاملين للاعراض".
وأوضح رئيس فريق الطوارئ، أن "الدراسات التي أجريت وتم تداولها مؤخراً، لا تعني بأي شكل من الاشكال إلغاء ما تم الاتفاق عليه عالميا سواءً في العراق أو في جميع دول العالم من حيث أهمية تطبيق التباعد الاجتماعي في المرحلة الحالية وارتداء الكمامات واجراءات الوقاية الشخصية والتعامل مع جميع الحالات الاصابة بأنها قابلة للعدوى أو لديها قدرة لنقل العدوى للآخرين، ولذلك يجب تتبع جميع الحالات سواء التي تظهر عليها أعراض أو لم تظهر عليها وتتبع المخالطين لتلك الحالات والسيطرة عليها بشكل أدق", مشددا على "أهمية تلك الاجراءات وايضاحها بشكل مباشر للمواطنين بضرورة اتباع التدابير الصحية والوقائية".
 
إغلاق مخيم العذراء
إلى ذلك، كشفت مفوضية حقوق الانسان عن إغلاق الجهات الصحية مخيم مريم العذراء للنازحين في منطقة زيونة ببغداد بعد تسجيل إصابات وحالات أشتباه بكورونا، في وقت تواصل فيه محافظة بغداد جهودها لتوسيع المستتشفيات المخصصة للمصابين بالفيروس.
وأكد عضو مفوضية حقوق الانسان فاضل الغراوي لـ "الصباح" ،ان "فرق المفوضية تتابع الاوضاع الانسانية والصحية للاسر النازحة في مخيم مريم العذراء للنازحين في منطقة زيونة ببغداد، والذي تسكنه 114 لسرة بواقع 345 فردا وجميعهم من محافظة نينوى"، مؤكدا "تسجيل اصابة إحدى النازحات بفيروس كورونا".
وأضاف، إنه "تم اغلاق المخيم ومنع دخول أي جهة بأمر وزارة الصحة والبيئة بسبب وجود ثلاث حالات من اسرة واحدة مشتبه باصابتها بالفيروس بعد ظهور أعراض المرض عليهم من خلال الزوجة التي تعمل في مستشفى الراهبات والتي نقلت العدوى الى زوجها وابنتها".
وأوضح انه "تم اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة من قبل وزارة الصحة وسحب عينات فحص للمرأة المشتبه باصابتها والملامسين لها (زوجها وابنتها) وارسالها الى مختبر الصحة المركزي، بينما تم حجرهم في الكرفان الذي يسكنون فيه لحين ظهور نتائج الفحص، وتمت مطالبة وزارة الصحة والبيئة ومديرية الدفاع المدني بتعفير وتعقيم المخيم باكمله وتوزيع متطلبات الوقاية الشخصية من الكفوف والكمامات ومواد التعقيم بين
 النازحين".
 
توسيع مستشفى 
بدوره، أفاد محافظ بغداد المهندس محمد جابر العطا بتصريح خاص لـ"الصباح" بإن "المحافظة وفي إطار دعمها لدوائر الصحة بالعاصمة، تنفذ حاليا خطة لتوسعة المستشفيات وزيادة سعتها السريرية من أجل تخصيص مواقع للحجر الصحي فيها ضمن خطط مواجهة جائحة كورونا".
وأضاف، إنها "تنفذ وفقا لذلك، مشروعا لتوسيع مستشفى الشهيد ضاري الفياض"، مشيرا الى انها "أنجزت تجهيز 165 سريرا من أصل 360، والتي ستدخل الخدمة قريبا بعد تسليمها الى دائرة صحة الرصافة"، مبينا ان "التأهيل يشمل قاطعين، الاول يضم اربعة مواقع هي الحروق والباطنية، أما الثاني فيشمل خمسة مواقع تتضمن الاسعاف الفوري والطوارئ والباطنية بما يعادل 180 سريرا".
وأردف العطا، إن "دائرة الرصافة ستخصص ردهات عزل للمصابين والملامسين بفيروس كورونا في هذا المستشفى الذي يخدم مناطق (الحسينية والشعب وحي أور والراشدية، الى جانب مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى اضافة الى المناطق بداية شمال بغداد)"، مفصحاً عن النية لبناء مستشفى آخر بنفس الارض بطريقة البناء السريع ليكون اضافة نوعية تسهم في دعم دوائر الصحة.