السلامة الوطنيَّة تفرض حظراً شاملاً للتجوال بدءاً من الخميس

الثانية والثالثة 2020/07/27
...

بغداد / الصباح   حازم محمد حبيب
 
 
 
قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية في اجتماع ترأسه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الأحد، فرض حظر شامل للتجوال لعشرة ايام بضمنها ايام عيد الاضحى بدءا من الخميس المقبل، مطالبة شبكة الإعلام العراقي بتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية بشأن الوقاية من جائحة كورونا، في حين حذرت منظمة الصحة العالمية من تعرض العراق الى موجة شديدة من الاصابات بكوفيد ـ 19 في حال عدم الالتزام بالاجراءات الوقائية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقته “الصباح” أنّ اللجنة ناقشت خلال الاجتماع “جملة من الموضوعات المدرجة ضمن جدول الأعمال».
وقررت اللجنة “إعادة فتح العيادات الخاصة على أن يتم الالتزام بالشروط والضوابط المعدّة من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء، وإعلان وزارة الصحة فتح المجال للمستثمرين الراغبين بإنشاء معامل إنتاج الأوكسجين الطبي، على أن تقدم لهم جميع التسهيلات بالتنسيق مع هيئة الاستثمار والجهات ذات العلاقة».وكلفت اللجنة، بحسب البيان، “الأمين العام لمجلس الوزراء بالتواصل مع الجانب الكويتي؛ لتسهيل دخول صهاريج الأوكسجين عبر منفذ سفوان الحدودي، وقيام وزارة الصحة بالتنسيق مع هيئة المستشارين بتقديم دراسة بشأن فتح بوابة الكترونية للاستشارات الطبية من قبل الملاكات الطبية في وزارة الصحة».وأقرت اللجنة العليا “توصيات فريق إعداد الإجراءات الوقائية من جائحة كورونا في المطارات العراقية».
ووجهت الأجهزة الأمنية بـ”تنفيذ قرارات اللجنة العليا بشأن تطبيق الشروط الصحية (لبس الكمامات والتعقيم والتباعد الاجتماعي، وغيرها من الإجراءات)، مع فرض الغرامات المالية على المخالفين وحجز مركباتهم”، كما دعت إلى “قيام شبكة الإعلام العراقي بتكثيف البرامج التثقيفية والتوعوية، بشأن الوقاية من جائحة كورونا».
وأشاد رئيس مجلس الوزراء، وفقاً للبيان، بـ”الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش الأبيض وهو يتصدى لفيروس كورونا، ويعالج المصابين”، مبينا أن “على الجميع تقدير دورهم ودعم جهودهم”، مشدداً على “أهمية الوعي المجتمعي لمواجهة خطر كورونا، ومنع انتشاره، وضرورة الالتزام بالتعليمات والقواعد الوقائية التي أصدرتها المؤسسات الصحية من أجل تطويق الجائحة والتقليل من مخاطرها وتأثيراتها في صحة الفرد والمجتمع».
من جانبها عبرت منظمة الصحة العالمية عن مخاوفها من تعرض العراق إلى موجة تفش شديدة من الاصابات بالفيروس القاتل في حال عدم التقيد بالاجراءات الوقائية.وقال رئيس فريق الطوارئ في منظمة الصحة العالمية في العراق وائل حتاحت، في حديث لـ”الصباح”: إن “الفيروس سيكون بنفس شدته السابقة في ظل عدم الالتزام بالتعليمات الصحية والوقائية المتمثلة بالتباعد الاجتماعي واتباع اجراءات الوقاية».واضاف حتاحت انه “ليس من المتوقع ان يكون هناك تغيير في الموجة تبعا للمعطيات الحالية، كما ان الابحاث العلمية اثبتت ان للفيروس قدرة طفيفة جداً على التغير”، مستدركا أن المتغير الأهم والحاسم هو تعاطي المواطنين مع الفيروس في السيطرة على الوباء ولذلك نتوقع ان تكون شدة الفيروس مستقبلا بنفس الشدة الحالية التي تتعرض لها البلاد في حال عدم مراعاة الظروف الصحية المتبعة.
واكد حتاحت انه بناء على المعطيات العلمية والصحية فإن العراق لم يخرج بعد من مرحلة الخطر، ولا يمكن تجنب سيناريو تعرض البلاد لموجة شديدة إلا بالالتزام باجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكفوف والكمامات للتخفيف من انتشار الفيروس والسيطرة عليه.
ونبه حتاحت على ان اختفاء الفيروس بشكل كامل ليس كلاماً دقيقاً من الناحية العلمية، وشدة الخطورة تختلف من دولة الى اخرى تبعاً لمدى التقيد بالتعليمات التي سيطرت من خلالها بعض الدول على انتشار الجائحة، مشيراً الى ان عدد الاصابات المسجلة في العراق يتراجع بسبب الاجراءات الوقائية وفي حال الاستمرار بهذه الاجراءات ستتم السيطرة على الاعداد.
وشدد المسؤول في المنظمة العالمية على ضرورة التركيز على الحد من الاتصالات بين الناس، محذراً من ارتفاع عدد الاصابات في عيد الاضحى في حال عدم التقيد بالتباعد الاجتماعي وإقامة التجمعات والزيارات.
وكشف حتاحت عن توصل العلماء إلى ان موجات الفيروس المتتالية هي في الحقيقة موجة واحدة تتباين شدة الاصابات فيها ارتفاعاً وانخفاضاً، مشيراً إلى أن معظم دول العالم ترى أن الجائحة موجة واحدة قابلة للصعود والهبوط في معدلات الاصابات تبعاً لمراعاة الاجراءات الوقائية الفردية المتبعة.
ونفى رئيس فريق الطوارئ في المنظمة فكرة توقف او انخفاض شدة الفيروس بارتفاع درجات الحرارة والوضع البيئي، مؤكداً قابلية الفيروس على الانتشار في درجات الحرارة المختلفة وفي معظم الاجواء والبيئات.