بغداد: الصباح

أعلن رئيس الجمهوريَّة عبد اللطيف جمال رشيد، أمس الأربعاء، عن خطط للبدء بمشاريع ستراتيجيَّة مثل إكمال ميناء الفاو وغيره والعمل على حسم ملف النازحين، فيما دعا السفراء العرب العاملين في بغداد لتشجيع شركات بلدانهم على العمل والاستثمار في العراق.

واستقبل رئيس الجمهورية، في قصر بغداد، وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية توبياس ليندنر، ورئيس قسم العلاقات الثنائية والعلاقات الأوروبية مع العراق ستيفان شنيك، وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات العراقية الألمانية المشتركة.

وأكد رشيد، بحسب بيان رئاسي، "ضرورة تطوير العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في العديد من المجالات الأساسية ولا سيما الاقتصادية والثقافية"، مشيراً إلى "ضرورة تنمية أواصر العلاقات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين".

ولفت إلى "ضرورة المحافظة على الاستقرار والأمن في المرحلة المقبلة، كما نسعى إلى بناء علاقات متطورة مع دول الجوار"، مبيناً أنَّ "الحكومة الحالية لديها برنامج وزاري يضع في سلم أولوياته الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، كما أنَّ هناك خططاً على المدى البعيد للبدء بالمشاريع الستراتيجية كالنفط والغاز، وإكمال ميناء الفاو الكبير والمرافق الأخرى مثل سكك الحديد ليكون العراق حلقة الوصل بين الخليج والدول الأوروبية".

وتطرق إلى الوضع في مدينة سنجار، منوهاً بـ"وجود أعداد كبيرة من النازحين، والعمل على حسم ملف النازحين بصورة نهائية بإعادتهم إلى مناطق مناسبة بعد تهيئة الأجواء الملائمة لهم من خدمات وأمن".

من جانبه، أكد توبياس ليندنر "التزام ألمانيا بدعم أمن واستقرار العراق وسلامة مواطنيه، والتطلّع نحو تعزيز أواصر العلاقات المشتركة مع العراق في مختلف المجالات، ودعم عودة العراق إلى دوره المهم في المنطقة والعالم"، مشيراً إلى أنَّ "بلاده تدعم الجهود لإعمار مدينة سنجار وإعادة النازحين".

كما استقبل رئيس الجمهورية في قصر بغداد، قائد قيادة القوات المشتركة في نابولي الجنرال ستورت مونش، وقائد بعثة الناتو في العراق الجنرال جيوفاني انوتشي.

وأكد رشيد، بحسب بيان، أنَّ "العراق يسعى إلى تطوير قدراته العسكرية والاستخباراتية بالتعاون مع الأصدقاء من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار في المدن العراقية، وبما يعزز جهوده في مكافحة الإرهاب والقضاء على بؤره".

وأشار إلى أنَّ "العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية تشهد تحسناً واستقراراً أمنياً خلال السنتين الأخيرتين وهو ما يسهم في إنجاح برنامج الحكومة التي نقدم لها التسهيلات الإجرائية لتنفيذ برنامجها خاصة في ما يتعلق بالمشاريع الستراتيجية المهمة، وهو ما انعكس بالإيجاب على الحياة العامة، إذ شهدت تطوراً في تقديم الخدمات الضرورية وتأهيل البنى التحتية".

وأكد "السعي لتحسين الأوضاع بجذب الاستثمارات والنهوض بواقع الاقتصاد العراقي، وخاصة مشروع تطوير وتوسيع مدينة الفاو الصناعية، وتحديث وسائط النقل والصناعات البتروكيمياوية والطاقة المتجددة، وإيقاف الغاز المحترق والاستفادة منه صناعياً، بالإضافة إلى احتضان المؤتمرات والمهرجانات الرياضية، والارتقاء بواقع التربية والتعليم وإصلاح مسيرة هذا القطاع الحيوي".

بدوره، عبّر قائد قيادة القوات المشتركة في نابولي عن "رغبة حلف الناتو في توطيد العلاقات مع العراق في المرحلة المقبلة"، مؤكداً "أهمية العمل والتنسيق المشترك لمحاربة الإرهاب، وضرورة تواصل البعثة مع مختلف الجهات العراقية بما يسهم في إنجاح مهامها في العراق".

واستقبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني.

وأكد رشيد "أهمية تخصيص حديقة عامة باسم الشهداء تضم تماثيل وصوراً للمضحين بأرواحهم من أجل وطنهم ومبادئهم، واختيار موقع متميز لها لتخليد هذه الكوكبة التي قدمت التضحيات الجسام". 

كما أشار إلى "ضرورة فتح مراكز ثقافية للشباب في بغداد والمحافظات وإحياء عمل المكتبات العامة من أجل احتضان الشباب وتنمية مواهبهم الأدبية والفنية والرياضية"، وشدد رئيس الجمهورية على "أهمية النهوض بواقع المؤسسات الثقافية وتقديم الدعم للنتاجات الأدبية والفنية وبما يسهم بعودة العراق إلى ممارسة دوره في إغناء الحركة الثقافية عالمياً".

كما استقبل رئيس الجمهورية عدداً من سفراء الدول العربية المعتمدين لدى العراق.

وأكد رشيد أنَّ "العراق يملك فرصاً استثمارية واعدة لكننا نحتاج إلى تأهيل البنى التحتية وينبغي التنسيق والتعاون مع الدول العربية لخلق بيئة استثمارية في العراق"، مبيناً أنَّ "العراق يحتاج في هذا المجال إلى تعاون ثنائي وثلاثي مع الأشقاء العرب".

وأعرب عن أمله في "إقرار الميزانية خلال الفترة المقبلة، والتي لم تتم المصادقة عليها منذ ثلاث سنوات مما تسبب في تأخر إنجاز المشاريع الحيوية"، داعياً "السفراء العرب إلى تشجيع الشركات في بلدانهم لغرض الاستثمار في العراق".