مسيرة ناجحة

آراء 2024/09/04
...

وليد خالد الزيدي

لا يفترض أن يجرؤ أي عراقي على أن يعتبر بلده خاليا من النخب والكفاءات الوطنية، فقيرا بموارده الطبيعية، أو يعده ذاهبا إلى الهاوية، بدلا من التأمل في اشراقة غد أفضل في نظام سياسي، مبدأه الاستقرار وثلة من المؤمنين، طموحهم التقدم، وحزب برنامجه الاصلاح، وحكومة مشروعها تجاوز أخطاء الماضي، وشعب صابر ذو صوت جبار، داعيا إلى العيش بعدالة، وقانون يمنح الجميع الهدوء والاطمئنان يفضي إلى سلامة كل الناس، من دون تهميش أو تقزيم على أسس يتشظى، بسببها الخطاب الوطني وتضعف الفعل الوحدوي وتكسر عرى المجتمع، فيفقد أواصر قوته.
وهنا لا نريد الابتعاد عما يجري في بلدنا من مشاهد وأخطاء، ومع الاقرار بها على مستوى الإعلام الرسمي، وغير الرسمي لكن تبقى مخرجاتها وظروفها مرحلية، لا تعدو كونها احداثا وليست ظواهر منبثقة من صلب العمل الحكومي، ولا من متبنياته، فهناك من يرى الحراك السياسي الحالي ساخناً، وكأننا في مسعى لإشغال المجتمع في سلسلة أزمات ظرفية أو تضارب مصالح، ربما يخدم ذلك محركات خارجية لا تريد للعراق خيرا. وبتجرد هناك أزمات عدة لكن بموضوعية، لا بد من التسليم بأن ما يجري في بلدنا من برامج حكومية يجب وضعها بموقعها الحقيقي، ونبرز وجهها المشرق ونتحدث عنها بمهنية وننصف فاعليها، ومن تعاون على تجسيدها بشكل واقعي ونعدها قاربا ومنطلقا لمسيرة ناجحة وتجربة جديرة بالاستثمار، فمن منا لا يقر بأفضلية قطاع الخدمات اليوم عما كان عليه بالأمس بإنجاز مختلف المشاريع، وكذا بالنسبة لاستقرار أسعار الحاجات الأساسية في الأسواق المحلية، وانسيابية توزيع مفردات بطاقة الفقراء التموينية، وتزايد أعداد المقبولين في الاعانات الاجتماعية، ما أوجب الحق علينا أن نراها ببصيرة ثاقبة وقلب مفتوح وإدراك واسع وأفق فسيح، فكل مواطن امتلك وعيا وراقب عمل الحكومة، وشهد بحصول تطور ايجابي ملموس، فالإعمار يسير في منحى تصاعدي واستقرار نسبي، يتيح للعراق أن يكون محورا إقليميا ودوليا، وبإكمال مراحل مشروع التنمية وتنفيذه، أقرَّ المتابعون والخبراء بغاياته الأساسية، وبما يجعل بلدنا رابطاً بين الشرق والغرب ومرتكزا أساسيا في تحريك عجلة الاقتصاد الدولي.
يرى المتابعون أن الحكومة حاليا تتبنى بواقعية استلهام التجارب السابقة المتراكمة، وتجاوز أخطائها، ما يسهم في تحسين خيارات الناس لمخرجات نظامهم السياسي المستقبلي الأكثر اتزانا واستقرارا، واستنادا على تلك التوجهات فقد وضعت الحكومة أساسا لموجبات عملها، ورسمت صورا واضحة المعالم، لتحقيق منجزات أقل ما يقال إنها من ضروريات العمل الخدمي، وما كانت لتحصل لولا توجهاتها وقراءاتها الصحيحة، لبعض ما يريده الناس، وما كانوا يفتقدونه خلال سنوات
ماضية.