عبدالأمير المجر
كنت بمعية أصدقاء نتجول في أحد أحياء بغداد قبل أيام، وهو حي عريق وفي قلب العاصمة، لكن للأسف يفتقر للنظافة، فضلا عن تكسر تبليط الشوارع الفرعية والأزقة فيه، وعلى مقربة منه حي آخر لكن لمسة النظافة والنظام موجودة بشكل واضح.. لا شك أن الخدمة البلدية في الحي غير النظيف ضعيفة، لكن هذا ليس كل شيء، فربما هناك ضعف في التخصيصات البلدية لهذا الحي او بفعل الفساد .. في منطقة سكناي كانت الشوارع الفرعية غير مبلطة ومهملة منذ سنين، والتكسرات تجعل السيارات تتأرجح وهي تسير فيها، ولكن الشيء الأكثر إزعاجا هو انعدام النظافة فيها، وقبل مدة قصيرة بدأت حملة تبليط في المنطقة، فغدت شوارعها الفرعية بشكل مختلف وأيضا أصبحت نظيفة، والسبب هو أن الناس حين رأت الشارع مبلطا صارت تتهيب من رمي النفايات فيه، وهذه مسألة نفسية يعرفها الجميع.
بعد أن تحدثنا أنا والأصدقاء عن ضرورة نظافة الحي، الذي بدأنا اسطرنا به، اقترحت أن يكون هناك يوم للنظافة في كل العراق، وأن تكون هناك مسابقة لأنظف مدينة وأنظف حي .. الخ .. وأن تخصص جوائز للبلديات الفائزة والعاملين فيها أو تقرر الدولة تخفيض أجور الكهرباء أو غيرها عن سكنة المناطق الاكثر نظافة وتنظيما، وأن يرافق ذلك جهد إعلامي يتابع ويحفّز على ذلك .. ولكم ان تتصوروا كيف سيكون شكل المدن العراقية بعد ذلك.
العراقي الذي يسافر الى الخارج ويرى النظافة والنظام هناك يتمنى تحسن واقعنا، وإن اجراءات استثنائية باتت ضرورية، لا سيما لمناطق بغداد القديمة.
لا شك أن بغداد تشهد نهضة عمرانية كبيرة، لا سيما في جانب الكرخ، من خلال الاستثمار، حيث تشهق العمارات العالية والمجمعات السكنية الحديثة، بما يرافقها من خدمات حديثة ايضا، لكن وجود مناطق في العاصمة، يكسو شوارعها الغبار والنفايات يجعل صورة العاصمة مشوهة، وتبدو كما لو إنها تدار بطريقة عشوائية، مع أن النظافة والتنظيم لا يحتاجان إلى تخصيصات كبيرة، لكن مردودها النفسي على المواطن والزائر كبير جدا، وقد كتب الكثيرون في هذا الامر، لكن الاستجابة ما زالت ضعيفة. وإننا إذ نؤكد على ذلك لا بد لنا من ذكر الجهود الكبيرة، التي تبذل من أجل النهوض بواقع بغداد، سواء من خلال فك الاختناقات أو المشاريع الاخرى، لكن من الضروري جدا أن يكون الاهتمام بالنظافة والتشجيع عليها في أولويات عمل أمانة بغداد والجهات المعنية الأخرى.