تداعيات 11 أيلول

آراء 2024/09/11
...

 حسين علي الحمداني

شكلت أحداث 11 أيلول 2001 مرحلة جديدة لتأكيد قيادة أمريكا للعالم، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث استثمرت واشنطن هذا الحدث الكبير في مجالات عدة، أبرزها إيجاد عدو وإن كانت هي من أسهمت في صناعته إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، هذا العدو لم يكن دولة معينة بقدر ما إنه قد يشمل دولا عدة. تختارها واشنطن وفق ما تقتضيه مصالحها بعيدا عن الحقيقة.

 لهذا تحول تنظيم القاعدة وفق النظرية الأمريكية لما بعد أحداث 11 أيلول إلى (قطب جديد)، تمكنت واشنطن من إقناع حلفائها، بذلك وحشدت الدول والقوات لمحاربته تحت شعار محاربة الإرهاب وتمكنت من احتلال أفغانستان، رافق ذلك عدد من الهجمات، التي تبناها تنظيم القاعدة في عدد من الدول الأوربية، تلك الدول التي وجدت نفسها مجبرة للانضمام إلى التحالف الأمريكي لمحاربة تنظيم القاعدة.ولعلنا وبعد أكثر من عشرين سنة على هذا الحدث الكبير نتساءل هل يملك تنظيم القاعدة القدرات، التي تمكنه من خطف طائرات أمريكية داخل الأجواء الأمريكية، والتحكم بها بهذه الدقة التي شاهدناها في تدمير البرجين، وضرب مقار حكومية أمريكية؟ الجواب يتطلب منا أن نعرف مسبقا أن نعرف جيدا أن هذا التنظيم صناعة أمريكية كما أشرنا وتسليحه أيضا من أمريكا كونه، ما وجد إلا لمحاربة السوفييت ومولت العديد من الدول العربية هذا التنظيم بأوامر أمريكية تحت بند ( ايقاف المد الشيوعي)، وبالتالي يمكننا القول إن هذا التنظيم بعد خروج السوفييت من أفغانستان تحول إلى أداة بيد من صنعه، لهذا تمكنت واشنطن من تحويله إلى (عدو عالمي جديد)، شغلت به العالم سنوات طويلة، قبل أن تتخلص منه نهائيا بمقتل أغلب قادته سواء في أفغانستان أو باكستان أو اليمن.

من نتائج هذا الحدث أن الرأي العام العالمي خاصة في أوروبا وأمريكا، بات ينظر للإسلام والمسلمين على أنهم (قوى إرهابية)، وهذا ما سعت له أمريكا واستثمرته بشكل كبير في الكثير من الأحداث، التي تلت 11 أيلول مما جعل الإسلام المتهم الأول في الكثير من العمليات التي حصلت في مختلف دول العالم، وانعكس ذلك صعود الكثير من الأحزاب اليمينية للسلطة في أوروبا، التي حاربت المسلمين سواء بالقوانين، التي شرعتها أو المضايقات في أداء الشعائر الدينية أو غلق المساجد وصولا إلى دعوات أعادت المهاجرين المسلمين لبلدانهم.