نوافذ وقصائد

ثقافة 2024/10/01
...

 بشرى البستاني


أمسِ كنتَ تفتحُ نوافذ بيتي 

تتأملُ ما يتناثر من شذرات الضوءِ 

على الكتب والأرائك 

تسكبُ قهوتكَ في سنادين الوردِ 

وتصبُّ لي خمراً 

فيسكرُ الوردُ 

وتدورُ الغزالةُ الواكنةُ في لوحة الجدار 

ينسابُ نهرٌ في الحديقة الجذلى 

وعلى رقصِ الشجرِ 

يتدلى رأسكَ غصنَ حنانٍ 

في ضوء زندي. 

** 

بالأمسِ كنت معي 

ترتبُ لي وصايا "أبي ذر" 

وخطبَ "مارا" 

وقصائد "هولدرلين" 

لكني أتذكر الآن أنك لا تعرفُ بيتي 

ولم تزرني فيه قط. 

** 

الحديقةُ بكامل زينتها 

لكنّ الشرفة تتأوه

المعاركُ الصامتة التي كثيراً ما تنشبُ 

 بيني وبينك 

تنطفئ بهمسةِ وردةٍ عصيةٍ

وغامضةِ العبير. 

** 

كلما استيقظ نبعُ الحريةِ 

أوقفته السلطة عن العمل.

** 

كلما أحاولُ النوم ليلاً

تنهضُ المدينةُ  

تبكي وحشة أرصفتها.