خالد جاسم
برغم بلوغ قطار دوري كرة المحترفين المحطة الرابعة في مرحلة سيره الأولى على السكة الطويلة هذا الموسم، إلّا أنَّ المباريات التي جرت في إطار الأدوار الثلاثة الأخيرة لم تخلُ من غرائب ومتناقضات مع أنَّ هذا الأمر لا يعكس الواقع الحقيقي أو ما قد تكون عليه الحال عندما تبدأ الفرق تأخذ صفة الاستقرار النهائي وتتجاوز النقاط السلبية التي ظهرت في أدائها وانعكست بشكل مباشر على نتائجها برغم أنَّ مؤشرات توقع حضور الإقالات والاستقالات في صفوف المدربين تبقى حاضرةً من دور إلى آخر في الجولات المقبلة وهو أمر يعكس هشاشة البناء الفني للعديد من فرق الدوري في ظلّ التعاقدات المبنية على أسس خاطئة بين إدارات الأندية من جهة والمدربين من جهة ثانية.
ومن هنا فإنَّ تذبذب مستويات الفرق الكبيرة بل وحتى تدني مستوياتها الفنية مع ما يرافق الأداء العام من أخطاء فردية فادحة للاعبي فرق الدوري تعكس ضعفاً صريحاً في مستويات هؤلاء اللاعبين كما تشير إلى ضعف معالجات المدربين، وهذه الأمثلة التي تكاد تشكّل أبرز العلامات الفارقة في مسيرة الدوري حتى الآن لا يمكن الركون إلى معطياتها لتكون ثوابت مستمرة بقدر ما سوف تحضر متغيرات عدّة قد تقلب الطاولة على كثيرين ولا سيما أنَّ سمة التذبذب في العروض وتأثيرها في النتائج تبقى العلامة الأكثر سطوعاً في كل موسم وما علينا إلا الترقب في قوادم الأدوار التي قد تشهد المزيد من المفاجآت والتقلبات التي طالما تكون الثيمة الأبرز في الدوري الذي ما زال في أول مشواره الصعب والشاطر فيه من يضحك أخيراً عبر إجادة لغة الفوز ليس إلّا.
وهنا نجدّد القول إننا لو كنا نُحسن التفكير ونُجيد فنَّ التخطيط الصحيح في كرة القدم لجعلنا من مسابقة الدوري هي الأساس والقاعدة لأهمِّ وأكبر مسابقة كروية في العراق وليس أن نلفَّ وندور ونحرق الوقت والإمكانيات و(نطنش) كلَّ شيء وندفع الأندية الرياضية إلى هاوية الإفلاس في دوري عبثي وممل بل وقاتل يستنزف كلَّ شيء لنأتي أخيراً وبعد انتهاء مولد الدوري الذي لا أحد يعلم ولا حتى الراسخون في علوم اللعبة متى ينتهي، ومتى يبدأ الموسم المقبل وكيف سيكون شكل الدوري وأسلوبه وعدد فرقه؟، ووفق أي آلية تقام مبارياته، لأنَّ عدم الاستقرار المتأتي من غياب التخطيط الصحيح سيولد عدم استقرار بكل تأكيد على رأي حاسم ونهائي لمسابقة الدوري التي تخرج علينا في كل موسم بثوب جديد مزركش بألوان انتخابية فاقعة وحسابات مصلحية صارت هي من تتحكم في بوصلة الاتجاهات وفقاً لإحداثيات تفرضها الاتفاقات والصفقات وليس المصلحة الكروية، أتمنى مخلصاً بعد انتهاء الموسم الحالي أن يخرج علينا اتحاد الكرة بقرار حاسم وصريح يخلق لنا مسابقة محترمة تحمل اسم الدوري بعدد ثابت من الفرق غير قابل للمساومات، وسقوف زمنية محددة تبرمج الأدوار والمباريات بعيداً عن طوارئ الاستحقاقات الخارجية المعروفة والمعلومة والمثبتة سلفاً في مناهج الفيفا والاتحادين الآسيوي والعربي مع أنني أشكك في إمكانية بلوغنا هذا الطموح الذي يشكل الحدَّ الأدنى ولا نقول المعيار الطبيعي في نظام المسابقات كما يفعل عباد الله.