شهدت العاصمة بغداد وعدة محافظات في وسط وجنوب البلاد أمس الجمعة؛ تظاهرات شارك فيها آلاف المواطنين المطالبين بالإصلاحات وتوفير فرص العمل والخدمات والقضاء على الفساد، ورغم أن الساعات الأولى لانطلاق التظاهرات سارت بانسيابية ومن دون وقوع احتكاكات كبيرة بين المتظاهرين والقوات الأمنية، إلا أنها بعد ذلك شهدت أحداثاً مؤسفة سقط نتيجتها شهداء وجرحى من الجانبين، وبينما أصدر مجلس القضاء الأعلى قرارات صارمة بحق المعتدين على قوات الأمن ودوائر الدولة؛ يعقد مجلس النواب اليوم السبت جلسة عاجلة استثنائية لبحث مطالب المتظاهرين وإجراءات مجلس الوزراء الإصلاحية، في وقت حذر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي من أن الدعوات لإسقاط الحكومة من دون وجود بديل يعني ترك البلاد للفوضى.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان، مساء أمس الجمعة، عن ارتفاع أعداد الشهداء من المتظاهرين الى 30 شهيداً في أربع محافظات، مشيرة الى إصابة 2312 آخرين من القوات الامنية والمتظاهرين، في التظاهرات التي شهدتها العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية، أمس الجمعة، عن إصابة 68 منتسبا من القوات الأمنية في التظاهرات التي انطلقت ببغداد وعدد من المحافظات، وأعلنت خلية الأعلام الأمني، القبض على متظاهر في شارع السعدون يحمل سلاحا ويطلق النار على القوات الأمنية والمتظاهرين.
ويعقد مجلس النواب (اليوم السبت) جلسة عاجلة واستثنائية لمناقشة مطالب المتظاهرين، وذكرت رئاسة مجلس النواب في بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، ان "البرلمان سيعقد (اليوم السبت) جلسة عاجلة واستثنائية لمناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ حزم الإصلاحات"، وأضافت أن "الجلسة رقم 11 ستعقد في تمام الساعة الواحدة بعد الظهر".
بدوره، أصدر مجلس القضاء الأعلى مساء أمس بياناً أكد فيه، ان "أي اعتداء بالأسلحة النارية على دوائر الجيش والشرطة والدوائر الأمنية يعد جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام وفق قانون مكافحة الإرهاب"، وأضاف، إن "أي هدم أو اتلاف أو إضرار عن عمد في مبان أو أملاك عامة أو مصالح حكومية يعد من الأفعال الإرهابية وفق قانون مكافحة الإرهاب".
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وجه في وقت متأخر من ليل الجمعة كلمة إلى الشعب العراقي أكد فيها، ان استقالة الحكومة اليوم من دون توفير بديل معناه ترك البلاد للفوضى، مبيناً اننا أمام أزمة نظام لن تدركها القوى السياسية ولا قوى الدولة، موضحاً ان الشعب بحسه ووعيه أدركها وهو ما يفسر الحراك الشعبي الواسع الذي نراه اليوم، وأعلن عبد المهدي عدة خطوات سيتخذها لتلبية مطالب الشعب العراقي ومنها إجراء السعي لتشكيل مفوضية انتخابات جديدة تلبي طموح العراقيين بعدالة كاملة...