تتواصل موجة التظاهرات الشعبية في بغداد وعدد من المحافظات لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على الفساد في ظل استجابة حكومية ونيابية واسعة من خلال اطلاق حزم من القرارات الاصلاحية الحكومية والبرلمانية.
بالمقابل، واصلت القوات الامنية حرصها على ضمان سلمية التظاهرات ومنع دخول المندسين الذين يحاولون حرف المسار السلمي، واشاعة الفوضى والتخريب، وبينما نظمت نقابة الصحفيين العراقيين حملة للتبرع بالدم في بغداد والمحافظات لدعم المصابين من المشاركين في التظاهرات، تعتزم نقابة المحامين العراقيين التوكل المجاني لمعتقلي التظاهرات.
ولتجنب الاحتكاك مع القوات الامنية، دعا قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي، امس الاربعاء، المتظاهرين الى عدم الاقتراب من الحواجز الامنية على جسر الجمهورية.
وقال المحمداوي، في تصريح صحفي: “نهيب بالمتظاهرين عدم الاقتراب من الحواجز الامنية على جسر الجمهورية او الصعود فوق الكتل الكونكريتية تجنبا للاحتكاك مع القوات الامنية”.
وأكد قائد عمليات بغداد، أن “للمتظاهرين حرية التعبير والحركة والتظاهر في ساحة التحرير بعيدا عن الحواجز الامنية لضمان سلامتهم”.
وكان مصدر امني مطلع قد كشف امس عن اصابة العشرات من المتظاهرين جراء تواصل استخدام الغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الامنية في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد.
الى ذلك، وصلت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، الى ساحة التحرير، والتقت لفيفا من المتظاهرين واستمعت الى مطالبهم.
من جانبها، دعت نقابة الصحفيين في بيان تسلمت “الصباح”، نسخة منه، “الصحفيين والإعلاميين كافة للمساهمة في الحملة الإنسانية والوطنية للتبرع بالدم والتي تسهم في إنقاذ حياة الجرحى من المواطنين والقوات الأمنية الذين تعرضوا للإصابة اثناء التظاهرات”.
واهابت نقابة الصحفيين العراقيين بجميع الصحفيين في بغداد والمحافظات للمساهمة والمشاركة الواسعة في هذه الحملة التي تقام في المركز العام وفروع النقابة في المحافظات.
واشادت النقابة بالجهود المتميزة والمشاركة الواسعة التي يقوم بها الصحفيون في بغداد وكذلك فروع النقابة والمساهمة في تغطية التظاهرات ومساعدة المواطنين من خلال تشكيل غرف عمليات في المركز العام وفي جميع فروع النقابة والتي كان لها الدور البارز والمتميز في تذليل الكثير من العقبات التي واجهت الصحفيين والإعلاميين اثناء تغطية وقائع التظاهرات.
اما نقابة المحامين، فقد ذكر بيان صادر عنها تسلمت “الصباح”، نسخة منه، انه “بعد نصب خيمة نقابة المحامين العراقيين وسط ساحة التحرير ستكون الخيمة هي المقر الرسمي للمحامين وبإشراف مباشر من النقيب ضياء السعدي”.
واضاف البيان “ستتوجه في كل يوم، الساعة الواحدة بعد الظهر، مواكب المحامين بواسطة سيارات مؤجرة لنقلهم، لتندمج أصوات المحامين مع صوت الشعب، فتكون مطالبات المتظاهرين واحتجاجاتهم السلمية متناغمة مع روح القانون وصوت العدالة”.
واشار الى ان “المحامين سيعملون داخل الخيمة على نشر ثقافة القانون والحقوق والتوكل والمجاني لمن سلبت حقوقه، أو صدر بحقه انتهاك أو تجاوز، من المتظاهرين السلميين”.
وفي البصرة، تقلصت اعمال ميناء ام قصر بنسبة 80 في المئة تقريبا بعد إغلاق محتجين مدخل الميناء. ويقول مسؤولون محليون إنهم عقدوا محادثات مع المحتجين لمحاولة إقناعهم بالسماح بدخول العمال للميناء كي يتسنى له العمل بصورة طبيعية.
الى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد في تصريح لـ”واع”: “ضمن الإجراءات اليومية التي تتخذها غرفة عمليات متابعة تنفيذ حزم الإصلاح الصادرة عن مجلس الوزراء، قدّم وزير النقل إلى رئاسة مجلس الوزراء، توصياته النهائية ضمن مهامه الموكلة إليه، برئاسة لجنة متابعة طلبات المتظاهرين في محافظة البصرة”.
وتضمنّت التوصيات، بحسب مجيد “توجيه بلدية محافظة البصرة، بتخصيص أماكن لنصب الأكشاك بعد استحصالها من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتوزيعها بين الشرائح المستهدفة، وإعداد يرنامج لتأهيل 150 الفا من العاطلين عن العمل، وصرف منح الطوارئ لهم، لمدة ثلاثة أشهر”.
واضاف المتحدث باسم الأمانة العامة، ان التوصيات نصت ايضا على “إلزام الشركات العاملة، المتعاقدة مع وزارة النفط، بتشغيل العاطلين عن العمل، وإلزام شركة نفط الجنوب، بتدريب ألف عاطل عن العمل، فضلا عن استثمار الأراضي للاستصلاح الزراعي ذات النفع النفطي، لحين استثمارها من قبل وزارة النفط”.