لمْ يكن مستشفى التحرير إلا عبارة عن بناية صغيرة استغلها بعض الشباب المتطوعين لإنقاذ جرحى التظاهرات وقاموا بتحويلها من مكب للنفايات الى ردهة طوارئ متقدمة تم افتتاحها بموافقة رسمية من دائرة صحة الرصافة.
يقول مسؤول المستشفى عادل الزيدي الذي كان مشغولا بتوجيه فريقه: إن "أغلب المفارز الطبية الموجودة في ساحة التحرير كانت متنقلة وموزعة بشكل منتظم بين الحشود المنتشرة"، قطع حديثه ليجيب عن أحد الشباب ومن ثم أكمل قائلاً: "لم يتم افتتاح هذا المستشفى الا بعد فترة وجيزة من اشتداد حدة التظاهرات، ولم يكن علينا الا البحث عن مكان آمن لمعالجة الجرحى وحمايتهم من الخطر المحدق بهم في ساحة التحرير بسبب القنابل المسيلة للدموع، وفعلا بعد بحث طويل وجدنا هذه البناية المقفلة منذ عام 2003 ولم تكن الا عبارة عن مكب للنفايات، وبعد الحصول على موافقة صاحب المبنى قمنا بإعادة تأهيلها لتنافس وبشهادة الأطباء ردهات الكثير من المستشفيات من ناحية النظافة والأجهزة والعمل الطوعي والرسمي من قبل بعض الكوادر الطبية". قطع حديثنا صوت عجلة "التوك توك" وهي تقف بسرعة فائقة أمام مستشفى التحرير، سارع الكثير من الاطباء والممرضين لاستقبال المتظاهر الذي تعرض الى حالة اختناق شديد نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، ويقول يحيى صادق صاحب عربة الاسعاف المصغرة بصوت عالٍ إنها "الحالة الرابعة التي يتم نقلها هنا".
ويجلس أمام المستشفى المتظاهر حسين علي كاظم الذي تعرض الى حروق شديدة بساقيه نتيجة احتراق إحدى البنايات.
وبعد أن خف لهيب الموقف؛ عاد مسؤول المستشفى الزيدي ليؤكد أن مستشفى التحرير أو ردهة الطوارئ المتقدمة " امتداد للبناية الأخرى التي تمت إعادة تأهيلها لتكون مركزاً لمستشفى دائرة الرصافة وكوادره الطبية".