الأختام في النجف الأشرف

ثقافة شعبية 2019/12/15
...

 باسم عبدالحميد حمودي

في كراسة أصدرتها جمعية الرابطة الأدبية في النجف  الأشرف عام 1970 للأستاذ جعفر الخليلي بعنوان (العوامل التي جعلت من النجف بيئة شعرية) تحدث القاص والصحفي  الرائد عن الكثير من تفاصيل الحياة الثقافية في النجف الاشرف مطلع القرن العشرين وما تلا ذلك، وقد تحدث  مليا عن واقع النجف القديم ومجالسها الثقافية ومجالس التعازي واخوانيات الشعر وسواها بلغته الممتعة التي تتصف بالخبرة التاريخية وقدرة الاداء
 الساحرة.
استوقفتنا في بحثه الموجز هذا فقرة وردت عن حب أهل النجف الاشرف للتختم، وعن سعادة الوجهاء منهم بالحفر على الخاتم المختارفيقول:
طلب السيد جعفر الحلي من صديقه سعيد ناجي أن يجد له كلمة بليغة ومناسبة من الشعر تصلح أن يحفر له بها ختما فيضمن السيد جعفر الحلي تلك الكلمة بشطر من الشعر, وفي تورية غاية في البراعة والروعة يجيء الخاتم على هذه الصورة: (بحب بني النبي  سعيد ناجي) وينشر خبرهذه البراعة في المجالس وتتناقله الأوساط
 الأدبية.
وقد شاع يومذاك في المجالس بأن (سعيد عجينه) وهو من وجهاء النجف واجلائها,وكانت بينه وبين(سعيد ناجي) منافسة في الوجاهة جاء الى الشيخ جابر الكرماني، وكان للكرماني هذا شهرة في نقش الأختام تضاهي شهرة أبن مقلة في الكتابة في العصور القديمة وشهرة الشيخ نسيب مكارم في عصرنا الحاضر، أذ شاع أن   سعيد عجينة قد جاء الى الشيخ جابر يطلب منه أن يحضر له ختما على غرار ختم سعيد ناجي، وينقش فيه(بحب بني النبي سعيد عجينة) ولربما كانت هذه الشائعة من النكت التي أنسجها الأدباء وطالما نسجوا نظائرها والمهم أنها شاعت
 حينذاك في البلد.
وعلى ذكر الاختام والشائعات نذكر أن( الحاج وناس ) وهو من تجار الحبوب وكان أميا جاء الى الشيخ جواد الشبيبي يطلب منه أن يختار له آية قرأنية مناسبة أو بيت شعر يتضمن أسم (وناس) لينقش خاتمه به كما يفعل الوجهاء والاكابر في  تلك الأيام، وعبثا حاول الشبيبي أقناع (الحاج وناس) بأن أسم (وناس ) غير صالح لتضمين آية أو شعر،  ولما عجز كتب له( من الجنة وناس )! والظاهر أن (وناس) هذا طار فرحا فنقش العبارة في خاتم له، ولله في
خلقه شؤون.