الأهداف القاتلة في دورينا لا تخضع للتفسيرات الفنية

الرياضة 2018/11/26
...

 
علي النعيمي
 
حتى يومنا هذا لا يزال مصطلح « الأهداف القاتلة» التي تسجل في الثواني الأخيرة من أي مباراة في الدوري العراقي عصيا على المحللين وخبراء اللعبة والمدربين لدرجة ان البعض قد وصف تلك الأهداف بأنها غير خاضعة لأي تفسير علمي او فني وتقترب كثيراً من السلوك العشوائي في التهديف، بخلاف هذا القول حاولت العديد من شركات التحليل العالمي والإحصاء الرقمي تفسير تلك الأهداف المتحققة في الثواني القاتلة (Goal in the Dying Seconds ) وتقديم شروحات واستدلالات وشواهد فنية عنها علها تسهم في تفسير وشرح الكثير من الحالات، واذا ما أخذنا دورينا على سبيل المثال لا الحصر فقد سجل 17 هدفاً في الوقت بدل من الضائع لغاية جولته الثامنة اما لغرض التقدم وزيادة الغلة التهديفية او من اجل إدراك التعادل، وقد جعلت احد المدربين يذهب بعيداً في تفسيراته ويصف تلك الأهداف بالممتعة وقد أضفت الإثارة على مباريات المسابقة وانها ستصعب من عملية التكهن بنتائج اللقاءات المقبلة لاسيما ان المباريات تلعب بنظام الذهاب والإياب على الرغم من البعض من انديتنا البغدادية  ستخوض مقابلات المرحلة الاولى والثانية في الملعب ذاته ولم تعد المؤازرة الجماهيرية مؤثرة في حسم تلك اللقاءات .
 
 الاحصائيات الرقمية
يعلم الجميع أن عملية تسجيل الأهداف هي عبارة عن جهد جماعي بين اللاعبين يحاول احدهم الوصول الى مرمى المنافس عن طريق بناء الهجمات والتحضير ونقل الكرة الى الاماكن الصحيحة، باستخدام المهارات الفنية والجهد البدني بالإضافة الى التركيز الذهني واتخاذ القرار السريع لحظة التطبيق وأن أهدافا أخرى تسجل بواسطة الركلات الحرة او ركلات الجزاء او الأهداف العكسية بأخطاء المدافعين كما حصل في مباراة نفط الوسط والزوراء في الجولة الثامنة وما يعقد الموقف على المحللين الكرويين في تفسير السلوك التهديفي في الدوري العراقي بكرة القدم هو غياب الاحصائيات الفنية والدلائل الرقمية والشواهد البيانية التي يمكن الاستعانة بها في التعرف على النهج التهديفي لكل فريق وتحليل أسباب تلك الأهداف التي تأتي في الدقائق واللحظات الأخيرة مثل ما نشاهده في بيانات الشركات العالمية المتخصصة بالتحليل الرقمي والفني على غرار ( ستات سبورت ـ اوبتا – ماي كوتيش)، كونها تأخذ في حساباتها الفوارق الاحتمالية لمباراتي الذهاب والإياب والوقت الكلي لحيازة الكرة، وعدد الهجمات على المرمى المنافس وعدد الوصول الى هدف المنافس والشكل الدفاعي للفريق الآخر، والكرات الخاطئة، ومعدلات الجري، والمناطق الحرارية النشطة وأنظمة اللعب وطبيعة التبديلات والبطاقات الملونة وبقية سيناريوهات اللعبة المختلفة يضاف لها احتمالية توقع تسجيل الأهداف ومن ثم الإجابة على الأسئلة التالية هل كان فارق الأهداف في نهاية المباراة، ميزة للفريق المضيف ام لا؟ وهل كان متوافقا مع البيانات الفنية والخططية الأخرى أم بخلاف ذلك؟ وهل تحققت احتمالية تسجيل الفريق الضيف هدفاً او هدفين خلال الشوط الثاني في مرمى صاحب الدار ام العكس؟ وهل ان معطيات اللقاء دلت بوضوح على ان الفريق المضيف هو الذي يتحكم في أحداث المباراة (الستراتيجية – نظام اللعب – الانتشار) ام ان المبادرة ذهبت الى الفريق الآخر؟ وغيرها من الاحصائيات المهمة التي تؤثر وتعطي مؤشرات أولية على طريقة تسجيل الأهداف.
 
تفسير علم التدريب
في ما يخص علم التدريب فانه يفسر الأهداف القاتلة وأي هدف يلج في شباك أي فريق على انها مشكلة دفاعية اما تتعلق بالشق الفردي او الجماعي واحيانا بالجوانب المهارية والخططية وتحديداً في فهم الواجبات وعليه يجب إيجاد الحلول لها والبحث عن تطبيقات عملية على ارض الواقع اثناء الوحدات التدريبية وبحاجة الى نوعية معينة من التمارين التي تتعلق بالصلابة الذهنية في اللعب تحت الضغط  تبدأ برباعي الدفاعي وتنتهي بمشاركة خطي الوسط والدفاع في التنظيم الدفاعي أي تمرين له اهدافه المتعددة ويسهم في عملية تماسك التنظيم الجماعي اي وضع المجموعة كاملة تحت الضغط وأحيانا يلجأ المدرب الى إعادة النظر بفلسفته الدفاعية التي يطبقها حالياً على المستوى الفردي (التكنيك) التوقع الاعتراض قطع مسار الكرة الملازمة الفردية  والدفاع المشترك او التي تتعلق بالمجموعة كاملة وطريقة تشكيل دفاع المنطقة المتقدم او المتأخر  او حتى اللعب برباعي او خماسي دفاع شريطة حصوله على الاحصائيات والبيانات بعد أي مواجهة وبمعية المحلل الفني الذي يجتهد كثيراً في ايجاد الحلول والتفسير بمعزل عن التشخيص الاخطاء بالعين المجردة.