المرجعية العليا تحذر من العنف السياسي والعشائري

العراق 2018/12/07
...

كربلاء المقدسة/ الصباح 
 
حذرت المرجعية الدينية العليا، من العنف السياسي، وما يصاحبه من أساليب، وحددت المسار الصحيح لمن يتخذ من العمل السياسي وسيلة للخدمة وإدارة البلد بطرق تربوية وحضارية،  وجددت المرجعية رفضها لظواهر عشائرية مثل ما يعرف بـ «الدكات»، داعيةً العشائر الى الكف عن الظلم، فيما اعتبرت إجلاء العوائل عن مناطق سكناها و»النهوة» أمورا بعيدة عن الاسلام والاعراف العشائرية.
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف: «نعني بالعنف السياسي استخدام وسائل غير مشروعة لتحقيق أهداف سياسية، كالقتل للخصوم وتخويفهم وإرعابهم وإلصاق التهم بهم من دون دليل والطعن في سيرتهم واستخدام الاساليب الخشنة بالتعامل معهم وتسقيط الاعتبار الاجتماعي لهم داخل المجتمع»، وأضاف، «انها وسائل غير صحيحة بل غير لائقة».
وأكد الكربلائي، أن «تلك الوسائل غير صحيحة لمن يبتغي اتخاذ العمل السياسي وسيلة للخدمة وأداء الوظيفة المخصوصة للسياسيين في إدارة أمور البلاد بطرق تربوية مشروعة وحضارية مقبولة».
وأضاف، «هناك ظواهر مجتمعية بعضها مذموم وأخرى ممدوحة»، لافتا الى «العنف الذي أخذ يهدد الاستقرار المجتمعي والنفسي، ومنه العنف العشائري»، واضاف، ان «من اساليب العنف التي تمارسها بعض العشائر هي (الجلوة) وذلك بقيام عشيرة باصدار حكم باجلاء مجموعة من المواطنين من منطقة سكناها وارضها الى منطقة اخرى»،  مبينا ان «هذا الحكم او الرأي الذي يفرضه شيخ عشيرة على المواطنين والعوائل يتنافى مع الاحكام الاسلامية والدينية والعرفية والاخلاقية».
كما انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا (النهوة) وهي منع بعض النساء من الزواج، لافتا الى ان «بعض النساء تجاوزت اعمارهن الثلاثين او الاربعين عاما وهن بدون زواج لان هنالك من نهى عليهن»، مبينا ان «النهوة تمثل لونا من الوان العنف والتعدي على حدود الله تعالى وتتنافى مع التعاليم الشرعية ومقتضى الانتماء لهذا البلد، ومقتضى الاخلاق التي تسير عليها العشائر العراقية الاصيلة». 
كما انتقد الكربلائي، الظاهرة التي انتشرت في وسط وجنوب العراق وهي أن يكتب على دور بعض المواطنين (مطلوب دم)، مبينا ان «هذه الظاهرة تتنافى كذلك مع الشرع والاخلاق والانتماء لهذا الوطن»، داعياً العشائر العراقية إلى «الكف التام عن جميع الممارسات المخالفة للتعاليم الشرعية والاخلاقية والوطنية التي انتشرت في الفترة الاخيرة وهي تمثل ظلما فاحشا للكثير من الابرياء والتعدي على حدود الله تعالى».
من جانب آخر، نعى المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني، وفاة رجل الدين العلامة السيد طاهر السلمان في الأحساء بالسعودية أمس الأول الخميس.
ونقل بيان لمكتب المرجع الأعلى تلقته «الصباح»، عن السيستاني قوله: «تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ وفاة العالم الجليل الورع حجة الإسلام والمسلمين السيد طاهر السلمان قدس سره، الذي ارتحل الى جوار ربه الكريم بعد عمر مبارك قضاه في خدمة العلم وترويج الدين والقيام بحوائج المؤمنين».
وأضاف، «اننا اذ نعزي في هذا المصاب الجلل أعلام أسرته الشريفة وأبناءه الكرام خاصة وسائر فضلاء الحوزة العلمية وطلابها وأهالي الاحساء عامة، نسأل الله تعالى القدير ان يرفع درجته في الجنان ويحشره مع أوليائه محمد وآله الأطهار ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان ويجزل لهم الأجر والثواب.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».