الصحة العالميّة لـ { الصباح }: تناقص الإصابات بـ {كورونا} يبعث على الاطمئنان

الثانية والثالثة 2020/04/12
...

بغداد/ مهند عبد الوهاب/ حازم محمد حبيب
 

رهن ممثل منظمة الصحة العالميّة في العراق، الدكتور أدهم إسماعيل، بقاء العراق في وضعه الجيد في ما يتعلق بالسيطرة على فيروس "كورونا" باستمرار الالتزام بالتدابير الوقائية في الأيام العشرة المقبلة، موضحاً أنَّ تناقص عدد الإصابات بالفيروس وارتفاع حالات الشفاء يبعثان حالة من الاطمئنان الوقتي في السيطرة على الوضع، في حين لفت مدير صحة بغداد الكرخ جاسب الحجامي إلى أنَّ "الهيئات الطبيَّة المسؤولة عن الكشف عن حالات الإصابة تعمل ميدانياً من خلال زيارات تقوم بها إلى البيوت وملامسي المصاب".
 

وقال إسماعيل، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "الإجراءات السريعة التي اتخذتها خلية الازمة بزيادة عدد مختبرات الفحص والتشديد على تطبيق إجراءات الحظر، فضلاً عن منع التجمعات والزيارات الدينية وتوصيات المرجعية الدينية أسهمت بشكل كبير في تطويق المرض على الاقل في الوقت الحالي".
وأضاف اسماعيل إنَّ "الأيام القليلة المقبلة ستكون فاصلة في اجتياز الأزمة من عدمه، بعد أنْ تجاوز العراق فترة عصيبة خلال بداية ظهور الوباء، فضلاً عن الحشود التي أدت زيارة ذكرى استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام) كانت مصدر قلق لدينا وتخوف من انتشار الوباء، إلا أنَّ تلك الفترة عدت 
بسلامة إنْ شاء الله".
مبيناً أنَّ "الحكومة العراقية وخلية الازمة تعاملتا مع الأزمة بشكلٍ جيدٍ وممتاز، لا سيما القرارات السريعة والجريئة، التي اتخذها وزير الصحة تطبيقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية في التهيئة لاستعداد البلاد لاستقبال الوباء، والتي كانت في البداية استعدادات قليلة، واسهمت تلك القرارات في السيطرة النسبية على انتشار المرض، لا سيما في سرعة غلق الحدود ووقف حركة الطيران وحث المواطنين على الالتزام بالتعليمات، التي ازدادت في الآونة الأخيرة، عكس عددٍ من البلدان الأوروبيَّة، التي تتمتع بنظام صحي متطور وشهدت تفشي المرض بأيامٍ قليلة".
وتابع ممثل المنظمة العالمية في العراق أن المنظمة وضعت تقييماً للنظام الصحي في العراق خلال العام الماضي 2019 من قبل خبرائها عن استعداد العراق للتعامل مع الاوبئة وتنفيذ القواعد الدولية للصحة، الا ان الظروف التي مر بها العراق خلال الفترة الماضية لم يتسنَ لها تنفيذ بنود الاتفاقية، منوها بأن التقييم للتعامل مع حالات الطوارئ والاوبئة كانت درجته من متوسط الى ضعيف، وتم وضع خطة للسلامة الأمنية للبلاد بكلفة 60 مليون دولار ووافقت عليها الحكومة العراقية وانشئت هيئة في وزارة الصحة السابقة، الا ان الظروف في ذلك الوقت باستقالة الوزير والتظاهرات وانتشار الفيروس لم نتمكن من تنفيذ مفردات الخطة.
واستطرد اسماعيل ان التقييم السابق للقطاع الصحي في العراق كان ضعيفا الى متوسط في احسن الاحوال، الا ان الاجراءات الاحترازية السريعة، التي اتخذت للتعامل مع الوباء، المتمثلة بايقاف حركة الطيران مع الدول، التي سجلت ظهور الفيروس وخاصة الصين واغلاق الحدود مع ايران بعد ظهور اول بوادر الوباء كان اجراء جريئا وخطيرا، بسبب العلاقة القوية مع ايران في جميع المجالات.
من جانبه، أفاد مدير صحة بغداد الكرخ جاسب الحجامي بأنَّ البلاد "تواصل حشد جهودها وتعبئة ملاكاتها الصحية والأمنيَّة وعلى كل المستويات للحد من تفشي فيروس كورونا، بينما تواصل تقييم الأوضاع ووضع الحلول وتحديد أيام الحظر من خلال التقييم اليومي لخريطة انتشار الوباء".
وقال الحجامي، في حديث لـ"الصباح": إنَّ "مديرية صحة الكرح هيأت مستسفى الفرات بصفته الخط الأول للتصدي للفيروس ومستشفى الكرخ كخطٍ ثانٍ وبديلٍ في حال تفاقم وازدياد عدد الإصابات، لذلك أصبح مستشفى الفرات للحالات المشخصة الموجبة والكرخ ما زال لحالات الاشتباه بها، وإذا تبين أنَّ المريض مصابٌ يحول الى مستشفى الفرات".
وأضاف الحجامي إنَّ "الهيئات الطبية المسؤولة عن الكشف عن حالات الإصابة تعمل بشكل ميداني من خلال الزيارات، التي تقوم بها إلى منازل المصابين والجيران والملامسين لهم"، مؤكداً أنَّ الوضع العام في الكرخ جيد وتحت السيطرة.
ولفت الحجامي الى أنَّ "السيطرة على المرض تأتي من وعي المواطنين ومدى التزامهم بالتعليمات الطبية للحد من انتشار الفيروس"، منوهاً بأنَّ "مهمة وزارة الصحة وخلية الأزمة هي إصدار التعليمات الصحيّة، التي يجب على المواطنين الالتزام بها لتفادي انتشار الفيروس".