الكاظمي يُجري سلسلة مشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة

الثانية والثالثة 2020/04/13
...

بغداد/ عمر عبد اللطيف ومهند عبد الوهاب

أجرى رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، سلسلة مشاورات لتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكداً العزم على تقديم برنامجه الحكومي بأقرب وقتٍ ممكن.
يأتي ذلك في وقتٍ، حددت فيه لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي والتخطيط الستراتيجي بمجلس النواب؛ ثلاث أولويات في المنهاج الذي سيقدمه الكاظمي، تشمل الاقتصاد والأمن والواقع السياسي في البلاد.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء المكلف، وتلقته "الصباح" أنَّ "الكاظمي يواصل مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة في أجواءٍ إيجابيَّة بتعاون الكتل السياسيَّة والفعاليات الاجتماعيَّة، ووفق التوجهات التي أعلنها في كلمته".
ولفت البيان، الى أنَّ "الرئيس المكلف، أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة لقاءات ومشاورات أكد خلالها عزمه تقديم برنامجه الحكومي وعلى تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقتٍ ممكن".
كما استقبل الكاظمي، بمكتبه في القصر الحكومي أمس، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت.
وذكر بيانٌ آخر لمكتب رئيس الوزراء المكلف، أنَّ "الكاظمي بحث مع الممثلة الأمميَّة تطورات تشكيل الحكومة وجهود مواجهة جائحة كورونا واستمرار التعاون والتنسيق بين العراق والأمم المتحدة".
وأعرب الكاظمي، وفقاً للبيان، عن ارتياحه لسير مشاورات تشكيل الحكومة وتطلعه لتعاون الجميع وتمكين الحكومة من العمل على تلبية احتياجات المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم المشروعة.
بينما أكدت ممثلة الأمين العام، دعمها لجهود تشكيل الحكومة الجديدة في ظل الإجماع الوطني والرغبة في زيادة التعاون المشترك.
الى ذلك، قال عضو لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي والتخطيط الستراتيجي في مجلس النواب محمد البلداوي لـ "الصباح": إنَّ "المنهاج الحكومي المقبل الذي يجب أنْ تتبناه الحكومة سيحمل ثلاث رؤى، الأولى سياسيَّة وتتمثل بالحفاظ على عملية التوازن السياسي داخل العراق بشقيها الداخلي من خلال حماية اللحمة الوطنيَّة ومكتسبات النصر الذي تحقق بدماء أبناء الشعب وتوحد رؤى أبناء الشعب في بوتقة واحدة، والخارجي المتمثل بالحفاظ على توازن العلاقات مع دول الجوار والإقليميَّة والعالميَّة والابتعاد عن صراع المحاور والحروب، وألا تكون أرضنا ساحة للقتال".
وأضاف، إنَّ "الرؤية الثانية يجب أنْ ترتكز على العامل الأمني وكيفيَّة الحفاظ على سيادة العراق أرضاً وجواً وبحراً والحفاظ على أمنه واستقراره، وإعادة الوضع الأمني وفرض سلطة الدولة وإنهاء حالة الاقتتال والقتل والخطف وغيرها، وبناء المؤسسة العسكريَّة، خصوصاً أننا اليوم بأمس الحاجة الى تطوير الدفاعات الجويَّة".
وبين البلداوي، أنَّ "الرؤية الأخيرة هي اقتصاديَّة برسم آليَّة لإخراج العراق من المأزق المالي والاقتصادي الذي يمرُّ به نتيجة انخفاض أسعار النفط والصادرات بسبب فيروس (كورونا) وإخراجه من الوضع الذي يمر به".
وأوضح بأنَّ "رئيس الوزراء المكلف إذا ما تبنى تلك الرؤى الثلاث وصولاً الى إجراء انتخابات مبكرة يمكن أنْ تجري بشفافيَّة ونزاهة بعيداً عن هيمنة السلاح والترهيب والتهديد، فإنه يمكن أنْ يصل بالبلد الى شاطئ الأمان، خصوصاً أنَّ باقي الوزارات منهجيتها واضحة في التعامل مع المرحلة المقبلة، فضلاً عن ضرورة أنْ يعتمدَ رؤية سياسيَّة متزنة يستطيع من خلالها التوفيق بين الرؤى السياسيَّة الداخليَّة والمحافظة على التوازن في العلاقات الخارجيَّة".
بدوره، قال النائب عن تحالف النصر علاء سكر لـ"الصباح": إنَّ "التحديات التي تواجهها الدولة كبيرة جداً، وعلى رئيس الوزراء المكلف أنْ يضعَ في اعتباراته حجم هذه التحديات والوقوف على إيجاد الطرق الأقصر لحلها، وإنْ كان تدريجياً ووفق خططٍ تعمل بها جميع الوزارات ومؤسسات الدولة". 
وأضاف، إنَّ "تذليل التحديات يبدأ من خطوة الإسراع بتشكيل الحكومة بوصفها أحد التحديات المهمة والتي تنطلق منها الحلول، لأنها ستواجه التحديات بشكل فريقٍ واحد، لذلك يجب أنْ تكون الكابينة الوزاريَّة مشكلة من أصحاب الخبرات والكفاءات"، وأكد أنَّ "اختيار كابينة وزاريَّة بعيدة عن المحاصصة والاختيارات الشخصيَّة ومتجهة بعيداً عن الولاءات؛ ستكون بداية موفقة لحكومة جادة", مبيناً أنَّ "من مصلحة الدولة الآن أنْ تمررَ الكابينة الوزاريَّة بأسرع وقت برغم الضغوطات السياسيَّة". 
وأشار النائب سكر، الى أنَّ "من أهم الخطوات التي خطتها الكتل؛ هي اختيار رئيس وزراء بعيداً عن التحزب، لذلك فإنَّ طموحنا بتشكيل حكومة غير خاضعة للأحزاب وقادرة على مواجهة الضغوطات الدوليَّة والإقليميَّة، وقادرة على أنْ تستعيدَ ثقة الشعب بالحكومة، علاوة على دعم دولة المؤسسات من خلال الكابينة الوزاريَّة المهنيَّة"، وطالب "رئيس الوزراء المكلف أنْ يقدم برنامجاً حكومياً يختزل فيه معالجة المعوقات في مدة سنة لحين تهيئة الأرضيَّة المناسبة لإجراء الانتخابات المبكرة".
من جانب آخر، أكد تحالف سائرون، أنَّ المواقف الرسميَّة للكتل من حكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي ستحددها الأيام المقبلة.
وقال النائب عن التحالف بدر الزيادي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنَّ "مواقف الكتل السياسيَّة لغاية الآن ما زالت مؤيدة لحكومة رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي، وهذا يبعث رسالة اطمئنان".
وأضاف، إنَّ "المواقف الرسميَّة من رؤساء الكتل لم تحدد بشكل نهائي، وستظهر خلال الأيام المقبلة، سواء بتمرير حكومة الكاظمي من عدمه".