يوم الصحافة العالمي الحرية والمسؤولية

الثانية والثالثة 2020/05/04
...

رئيس التحرير
احتفلَ العالمُ بالأمسِ بيومِ الصحافةِ العالمي وسطَ مشهدٍ اعلامي غامرٍ بالصراعاتِ والأزماتِ والتحدياتِ على المستوى الصحي والاقتصادي والامني والثقافي، وبقدرِ مايحملهُ هذا اليوم من قيمة رمزية ومهنية، فإنه يؤشر كثيرا من الأخطار التي تواجه الخطاب الاعلامي، وطبيعة المشكلات السياسية والأمنية التي يعاني منها الاعلاميون، لاسيما المشكلات التي تتعلق بحرية الرأي والتداول الاعلامي وحق الحصول على المعلومات، ومواجهة مظاهر العنف والتكفير والتضليل..
إن شعار " مزاولة الصحافة  من دون خوف ومحاباة" الذي دشنت معه منظمة اليونسكو حملتها العالمية، يهدف الى توسيع مديات النضال الانساني من اجل الحريات والحقوق، ومن اجل الدفاع عن قيم السلام الاهلي والامن المجتمعي، وبالاتجاه الذي يجعل من هذه الأهداف منصات عالمية ووطنية لمواجهة نزعات الكراهية والعنف والارهاب والتكفير، فضلا عن تأمين اسس الالتزام بالمبادىء الاساسية والمسؤولة لحرية الصحافة، والدفاع عنها، على مستوى صناعة الرأي العام، أو على مستوى توضيح الحقائق وتعزيزها وتداولها.
احتفاء شبكة الاعلام العراقي بهذا اليوم ينطلق من حرصها المهني والمؤسسي، على تعزيز مسار العمل المهني للصحافة العراقية، في ميادينها المتعددة " المكتوبة والمرئية والمسموعة" وفي سياق تأمين الظروف المهنية للعاملين فيها، فضلا عن تيسير الامكانات التي من شأنها أنْ تدعم العمل الصحفي ماديا ومعنويا، إذ نهضت الشبكة بإعباء ترصين خطاب اعلامي وطني ينطلق من مسؤولياته المهنية في الدفاع عن وحدة العراق وهويته، وعن تنوع وتعدد مكوناته، وحقها في التعبير عن الرأي والموقف.
التفاعل مع اهداف اليوم العالمي لحرية الصحافة يؤكد مدى الحرص على تعزيز المشاركة، وعلى أن تكون الصحافة العراقية مرآة للواقع العراقي على مستوى الشفافية والنقد، ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، إذ يكون شعار الحرية الذي دعت اليه الأمم المتحدة أفقا لخلق بيئة اعلامية حقيقية ومكفولة دستوريا، ومجالا  للتعريف بفاعلية الخطاب الاعلامي، بوصفه قوة مهنية واخلاقية للدفاع عن حريات الشعوب والافراد والدول، وعن حقوقها الاساسية بمواجهة سياسات الحروب والحصارات، وبثّ الافكار الظلامية ونزعات التكفير، والتضليل السياسي والمعلوماتي. إن الاحتفاء باليوم العالمي للصحافة هو استذكار وتقدير لشهدائها الأبرار، الذين جعلوا من ارواحهم الطاهرة قرابين لإعلاء صوت الحق والوطن، فكانت تضحياتهم في ميادين المواجهة ضد الارهاب التكفيري، أو في الانحياز  لخطاب الحقيقة، هو القول الفصل، وهو العنوان الكبير الدال على خيار المسار الصحيح..