سياسة النجاح

الثانية والثالثة 2020/05/10
...

رئيس التحرير
«تحقيقُ النجاحِ في الوضعِ الصعبِ» هو الهدفُ الستراتيجي الذي وضعهُ السيدُ مصطفى الكاظمي رئيسُ الوزراءِ لتأكيدِ توجهاتِ حكومتهِ، في رهانها على المستقبل، وفي تعاطيها معَ ملفاتِ وازمات، وتحديات سياسية أمنية واقتصادية وصحية، وهذا مايجعل الشروع بتنفيذ برامج سياسة النجاح أمرا مسؤولا، ومقاربة تتطلب كثيرا من الجدّة والشجاعة والمواجهة.
ماطرحه السيد الكاظمي في برنامجه الحكومي يرسم أفقا، ويضع رهانا على وعي الحكومة لاستحقاقات المرحلة المقبلة، والتي تستدعي خيارات صعبة، واجراءات فاعلة لحسم ملفاتها السياسية والاقتصادية والخدماتية العالقة، والتي تتطلب تأمين ظروفٍ ومواقف قادرة على خلق بنية إطارية مناسبة لتحقيق اهداف البرنامج الوزاري من جهة، وعلى تأكيد هيبة الدولة ومؤسساتها من جهة أخرى، لا سيما ما يخصّ ملفات الأمن الصحي والسياسة الخارجية، وحماية البنية الاقتصادية للدولة. إن التخطيط للمستقبل هو الخيار العقلاني المسؤول، مثلما هو الاجراء الذي يعزز مبدأ تحقيق سياسة النجاح، و» تحويل الأزمة الى فرصة وأمل» كما قال السيد الكاظمي، وهذا ما يعني ربط ستراتيجية التخطيط بكل مشاريع الدولة وعمل مؤسساتها، وعلى وفق الاولويات التي يتطلبها الواقع العراقي وطبيعة ازماته المعقدة، وابرزها تدهور اسعار النفط، وضغط الواقع الوبائي لجائحة كورونا، ومواجهة التحديات الأمنية، وبالاتجاه  الذي يجعل من مسؤولية بناء الدولة القوية الخيار الاكبر، بوصفها قوة للشعب وحمايته، وقوة للديمقراطية ولصيانة نظامها الوطني.
لقد باتت واضحة طبيعة المخاطر والتحديات، مقابل وضوح قدرة الحكومة على المواجهة، من خلال السعي الى تفعيل البرامج الوطنية، والى تعزيز مسؤولية الثقة بالمستقبل، وبارادة الشعب.. التلازم بين الوضوحين هو ما يؤسس مجالا مفتوحا للتفاعل، ولتأهيل الخطاب السياسي المستقبلي وخياراته الديمقراطية، ولتوسيع مديات الرؤية الاقتصادية في مستوياتها التنموية والاستثمارية، ولترصين الاسس العملياتية للجهد الأمني وبناء قدرات مؤسساته الميدانية والاستخبارية في القضاء على عصابات داعش الارهابية، ولتعميق التأطير القانوني في التعاطي مع مظاهر الفساد والاخلال بالأمن العام، وأهمية دعم برامج الخطاب الاعلامي الوطني ماديا ومؤسساتيا، لكي يكون بمستوى مسؤولية تحديات المستقبل، في صناعة الخطاب الوطني الساند لتحيق سياسة النجاح.
إنّ الرهان على أنْ تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء ونماء، هو رهانٌ لتعزيز برامج وأهداف سياسة النجاح، مثلما هو رهان وطني يتطلب من الجميع اقصى درجات الحرص والمسؤولية والايثار والوضوح والشفافية، بعيدا عن عقدة « الغرف المظلمة» ورهانات اصحاب الاوهام  الصغيرة...