{الصباح} واسئلة المستقبل

الثانية والثالثة 2020/05/17
...

رئيس التحرير
الاحتفاء بالذكرى السابعة عشرة لتأسيس جريدة الصباح مناسبة تستدعي المسؤولية والمراجعة، إذ تجعلنا أكثر حرصا على تفعيل الجهود والطاقات للنهوض بواقع عملنا  الصحفي في اقسام ووحدات الجريدة، وفي ادامة زخم حضورها المهني لمتابعة وتغطية الاحداث السياسية والاقتصادية والصحية ويوميات المشهد العراقي، وأن تكون ذكرى التأسيس فرصة للمراجعة، وبالاتجاه  الذي يدفع لمزيد من التطوير، وتجاوز العقبات، وتنمية الخبرات، ليكون فضاؤنا الاعلامي أفقا واسعا لتعزيز مسار العمل المهني والمؤسسي لجريدتنا، ولهوية خطابها الاعلامي، ولما تسعى الى تحقيقه من أهداف، وبرامج وستراتيجيات، تضع في صُلب مسؤولياتها الدفاع عن وحدة العراق واستقلاله وسيادته، وعن مشروعه الديمقراطي وتنوع مكوناته الوطنية قوميا ودينيا وطائفيا، وعن الأسس التي تصون هذه الوحدة، والتي تتطلب تلازما موضوعيا ومهنيا مع فاعلية الخطاب الاعلامي العراقي، ورهانه على النهوض بمستوى تلك المسؤولية مدافعا عن قيم الحرية، ومتمسكا بالأمانة المهنية وشجاعة الموقف، والدفاع عن الحقيقة. إنّ مسؤولية المراجعة تقتضي وعيا متواصلا بخطابنا الاعلامي في هذه الظروف الصعبة، والذي تتطلب جهودا استثنائية، ورؤية تدرك أهمية تأهيل هذا الخطاب، ليكون في صُلب التحديات الكبرى، وفي ديمومة الجهد على مستوى انارة الرأي العام بالاخطار المحدقة، وعلى مستوى مواجهة خطاب التضليل والارهاب والكراهية، وكشف مظاهر الفساد والعجز، والدعوة الى اشاعة روح الحوار ومسؤولية النقد وقبول الرأي والرأي الآخر، وتعميق مسؤولية المواطنة والتضامن.
لقد دأبنا ومنذ بدء الحظر الوقائي على تواصل العمل دون انقطاع، عبر اصدار الجريدة بنسخة الكترونية، وانشاء موقع الجريدة الالكتروني الخبري، فضلا عن الاصدار اليومي دون انقطاع، وهذا جزءٌ من مسؤولياتنا في أن نكون قريبين من الحدث السياسي، ومن الجهد الوطني، لاسيما في مواجهة جائحة « كورونا» وما تفرضه من فعاليات اعلامية لها دورها الفاعل في اشاعة الوعي الوقائي والالتزام بالشروط والسياقات الصحية. إن مؤسسة الصباح التي تنتمي الى فضاء شبكة الاعلام العراقي تجد في هذه المناسبة منصة واسعة للالتزام باقصى درجات المسؤولية المهنية، دفاعا عن الحرية، وعن الديمقراطية، لإيماننا بأنّ جوهر العمل يكمن في قوة هذه الحرية، وفي جدّة الخطاب الاعلامي واستقلاليته، وفي تنامي خبرات العاملين مهنيا وفنيا وثقافيا، إذ لايمكن التغافل عن ما للاعلام والثقافة من أدوار مهمة ورائدة  في تعزيز وتفعيل برامج البناء والتنمية، وفي التمكين، وفي انضاج خطط وبرامج البناء الوطني والتحول الاجتماعي، وفي تطور آليات العمل والمشاركة والحضور الميداني، عبر الشفافية وتداول المعلومات، وبما يجعلها مصدرا مهما من مصادر النقد الرقابة ومتابعة الستراتيجيات الوطنية وملفاتها المتعددة...