العراقيون يحيون الذكرى السادسة للفتوى المباركة

الثانية والثالثة 2020/06/14
...

بغداد / شيماء رشيد ومهند عبد الوهاب 
 
يستذكرُ العراقيون اليوم الذكرى السادسة لانطلاق فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني لدرء خطر عصابات "داعش" الارهابية وكذلك ذكرى تأسيس هيئة الحشد الشعبي، حيث أكد سياسيون ان هذه الفتوى قلبت الموازين وكان لها أثر كبير في الحفاظ على وحدة العراقيين اذ لم تفرق بين الطوائف وحمت أرض هذا البلد.
رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي وجّه أمس السبت، كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لفتوى الجهاد الكفائي المباركة، قال فيها: "في مثل هذا اليوم، قبل ستة أعوام، نهض شعبنا بعزيمة أدهشت العالم لصدّ ودحر تلك العاصفة الإرهابية الكبرى التي مثّلتها عصابات داعش الإرهابية، بعد أن تجاسرت على أرض العراق".
وأضاف، "توقّع الكثيرون عبر العالم أن بلادنا لن تخرج من تلك المحنة سالمة، بينما أوغل المجرمون الإرهابيون في سلسلة جرائم إبادة جماعية ضد شعبنا"، وأكد ان "نقطة التحول كانت فتوى الجهاد الكفائي المباركة التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى، السيد علي السيستاني (رعاه الله)، التي مثّلت نقلة مسؤولة للبدء في مسيرة استنهاض الروح الوطنية والمشاركة المجتمعية في حماية الوطن، فسرعان ما سطّر شعبنا، الانتصارات تلو الانتصارات، ملحقا الهزيمة النكراء بداعش وأيتامها، ومطهرا كلّ مدن وأراضي العراق من دنس الإرهاب".وتابع الكاظمي: إن "نداء المرجع، السيد علي السيستاني، أوقف امتداد عصابات داعش وفضح طبيعتها الإجرامية وأفشل مخططاتها السوداء لتدمير بلادنا بإعادة تسلط وطغيان أبشع حثالات النظام الدكتاتوري الدموي السابق".
وأشار رئيس الوزراء، الى أن "ولادة قوات الحشد الشعبي شكلت انعطافة حقيقية في المواجهة ضد عصابات داعش الإرهابية لدورها الحاسم في استعادة المبادرة لصالح العراق وشعبه وتحقيق الانتصارات المتلاحقة وتحرير العديد من المناطق المغتصبة، ما يؤكد أن الاستجابة المشهودة من قبل أبناء شعبنا الغيارى لنداء المرجعية حفظت وحدة العراق وأجهضت مخططات أعدائه".
بدوره، أصدر رئيس هيأة الحشد الشعبي ومستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، بياناً بالذكرى السادسة لتأسيس الحشد الشعبي.
وقال الفياض في البيان الذي تلقته "الصباح": إنه "الثالث عشر من حزيران في هذا التاريخ المبارك تمر علينا الذكرى السنوية من كل عام لفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرتها المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف لتكون بذلك هي صاحبة الفضل الأول في تأسيس الحشد الشعبي، واليوم قد مرت على هذه الفتوى المباركة ستة أعوام لذلك نقدم للمرجعية الرشيدة وللشعب العراقي التهنئة والتبريكات بهذه المناسبة المفرحة لقلوب العراقيين".
وأضاف، "في هذا المناسبة لا بد من أن نقدم التهنئة على وجه الخصوص لاسر الشهداء الذين قدموا أبناءهم فداء للعراق والذين حافظوا عليه بدمائهم وتضحياتهم، كما نتمنى الشفاء التام لجرحى الحشد الذين نزفوا الدم في طريق تحرير العراق من غربان الشر المتمثلة بداعش".
أما رئيس تحالف الفتح هادي العامري، فقد اعتبر أنه لولا فتوى المرجعية الدينية في محاربة "الارهاب الداعشي" لكان العراق في خبر كان.
وقال العامري في بيان تلقته "الصباح": إنه "لولا فتوى المرجعية في محاربة الارهاب الداعشي، لكان العراق في خبر كان، لأن القوى الظلامية كانت تستهدف تاريخه وحاضره ومستقبله".
وأضاف أن "الاستجابة الكبيرة للشعب العراقي العزيز والكريم لفتوى المرجعية واندفاع الشباب العراقي المجاهد كان مفاجئا للجميع وهو الذي أفشل المؤامرة الكبيرة التي استهدفت العراق".
وفتوى الجهاد الكفائي، هي فتوى أصدرها السيد السيستاني لمحاربة داعش في حزيران 2014 م، وأعلنها ممثله في كربلاء ووكيله الشيخ عبد المهدي الكربلائي عبر خطبة صلاة الجمعة. وإثر هذه الفتوى التحق الآلاف من المتطوعين بالحشد الشعبي الذي حارب بدوره "داعش" بعد ان كانت هذه العصابة الإرهابية قد سيطرت على جزء كبير من المنطقة الغربية في العراق وقامت بأعمال قتل ودمار واسعة، وأنهت هذه الفتوى نشاط "داعش" الممنهج. 
عضو مجلس النواب علي سعدون اللامي، أفاد في حديث لـ "الصباح"، بأن "الفتوى المباركة رفعت رأس العراقيين أمام تحدي أكبر تجمع ارهابي"، منوها بانه "لولا فتوى سماحة السيد السيستاني لما استطاع العراقيون التغلب على داعش".
وأضاف، إن "المرجع الديني علي السيستاني صمام الامان لكل العراقيين، وهو لا يفرق بين جميع طوائف الشعب، وكان لفتواه الأثر الكبير في القضاء على هذه العصابات الارهابية التي لم تفرق بين أي مذهب أو طائفة، ونتمنى أن يبقى خيمة للعراقيين في وقت الشدائد".
وتابع: إن "مواقف السيد السيستاني حكيمة دائماً في أوقات المحن التي تمر على العراق"، مؤكدا ان "العراقيين معروفون في الشدائد وتوحدهم الكلمة، لكن هناك بعض الاحزاب والشخصيات لا تريد توحيد الشعب وتعمل على إيجاد الفرقة بين مكوناته لأمور سياسية، ولكن الشعب متوحد في الشدائد والمحن".
بدوره، بين عضو مجلس النواب ملحان المكوطر، ان "فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها السيد السيستاني في وقتها غيرت كل المعايير وانتشلت البلد من خطر رهيب متمثل بمجاميع ارهابية أحرقت البلاد والعباد".
وقال المكوطر لـ "الصباح": إن "الأوضاع –في وقتها- كانت سيئة وخطيرة للغاية، اذ كان البلد في خطر من انتشار داعش واحتلاله للموصل لتأتي هذه الفتوى وتقلب الموازين وتكون بداية انتصارات يشهد لها العالم ويقف من أجلها للعراق اجلالا لتغلبه على أخطر تنظيم عرفه التاريخ المعاصر"، مبيناً أنه "لولا فتوى السيد السيستاني ودعوة الناس وانخراطهم في هذا الاتجاه؛ فإن الامور ما كانت لتكون مثلما نراها الآن".
من جانبه، أوضح عضو مجلس النواب سعران الاعاجيبي، ان "هذه الفتوى بينت معدن العراقيين ووحدتهم، وبعد أن راهن العالم على خسارتهم جاءت النتائج عكس ما كان متوقعا للجميع، فقد خرج العراقيون بعد هذه الفتوى منتصرين على عصابات داعش".
وقال الاعاجيبي لـ "الصباح": إن "العراق لا يزال بحاجة الى هكذا فتوى؛ لأن العصابات الإرهابية لم تنته بعد وما زالت موجودة على شكل مجاميع وتنفذ عمليات ضد الأبرياء والقوات الأمنية وهي ضعيفة ومتخفية لكن الحاجة لا تزال قائمة الى الفتوى".
وأضاف، إن "فتوى الجهاد الكفائي أكدت وحدة العراقيين وحبهم لبلدهم وتمسكهم بترابه وهو أمر ليس بالجديد على شعب عريق صاحب أقدم الحضارات"، داعيا "السياسيين الى ان يتوحدوا كما توحد الشعب آنذاك وخرج من محنة كبيرة، ليكون لهم موقف اليوم ويخرجوا البلد مما يعانيه حالياً".
النائب المستقل عباس العطافي، قال لـ "الصباح": إن "ذكرى فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الرشيدة كان لها الاثر الكبير في تحرير الاراضي العراقية من عصابات داعش الارهابية ", مبينا ان "فتوى الجهاد الكفائي تعد الركيزة الاساسية في إعادة الحياة 
للعراقيين". 
وأضاف، إن "فتوى الجهاد الكفائي أعادت هيبة وسيادة العراق بشكل كامل وأرسلت رسالة تحذير الى كل من يريد أن يعتدي على الاراضي العراقية  بان نتيجة الاعتداء لن تمر دون عقاب". 
ولفت الى أن "إطلاق المرجعية الرشيدة للفتوى الجهادية الكفائية جاء في توقيت مهم وكان صدمة للارهاب الداعشي الذي تمرد كثيرا ونشر الظلام في الاراضي العراقية، ولكن حكمة المرجعية بإطلاقها لفتوى الجهاد الكفائي استطاعت أن تقهر الارهابيين وكل من تسول له نفسه الاعتداء على الاراضي العراقية". 
وأضاف "علينا أن نخلد ذكرى الفتوى الجهادية، ونعتبرها من أهم الايام التي تحرر على إثرها العراق واندحر الارهاب، وسيخلد شهداء الفتوى من أبناء الحشد الشعبي الابطال في تاريخ العراق". 
من جانبه، بين النائب عن تحالف سائرون عباس عليوي، ان "ذكرى فتوى الجهاد الكفائي تعيد للأذهان صلابة العراقيين من ابناء الحشد الشعبي والمتطوعين للقتال على إثر الفتوى والذين شدوا رحالهم الى أرض المعركة للاستشهاد في سبيل العراق ضد الارهاب الداعشي". 
وأكد لـ "الصباح"،ان "الفتوى كانت يد النجاة لكل العراقيين من عصابات داعش الارهابية، وإطلاقها كان مصدر القوة  في ذلك التوقيت ومازالت في الاذهان، حيث سجل العراقييون أهم البطولات ضد الارهاب العالمي".
وبين ان "تشكيل الحشد الشعبي كان على إثر الفتوى الجهادية ومازال يشكل قوة كبيرة في الدفاع عن الاراضي العراقية من بقايا الارهاب الداعشي، لذلك تعد الفتوى انتقالة نوعية في تاريخ العراق وضمان السيادة على كل أراضيه". 
وأضاف إن "الاراضي العراقية تحررت بدماء شهداء الفتوى الجهادية وهو شرف كبير حققه الابطال، لذلك على كل الحكومات المقبلة أن تسعى للحفاظ على حقوق الابطال من ابناء الحشد الشعبي الذين قاتلوا واستشهدوا في سبيل تحرير العراق من داعش
 الارهابي".
بينما لفتت النائب المستقلة ندى شاكر جودت، الى أن "أهمية تخليد ذكرى الفتوى الجهادية التي أطلقتها المرجعية الرشيدة لتحرير الاراضي العراقية من قبضة داعش الارهابي، هي العمل باتجاه بناء العراق لكي يتناسب مع حجم التضحيات لأبنائنا من ابطال الحشد الشعبي الذين تطوعوا على إثر الفتوى الجهادية الكفائية". 
وأكدت لـ "الصباح"،ان "على الحكومة أن تسعى لتوفير الحياة الكريمة لكل العراقيين بما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها شهداؤنا من أجل تحرير الاراضي العراقية". 
وأشارت الى أن "تخليد وحفظ ذكرى الفتوى الجهادية يجب أن يتحولا الى عمل يخلدها، وهو إعادة بناء البلد وتحقيق العيش الكريم لكل العراقيين وهو ما ضحى وتطوع من أجله 
الشهداء". 
ولفتت الى "أهمية العمل على تحقيق حياة كريمة لاسر الشهداء وايجاد فرص عمل لجميع الشباب وانعاش الاقتصاد العراقي من خلال تشغيل المصانع العراقية والاعتماد على المنتج المحلي ودعم الصناعة 
المحلية".