{الرئاسات}: ثورة العشرين مصدر إلهام في ترسيخ الوطنية وبناء الدولة

الثانية والثالثة 2020/07/01
...

بغداد / الصباح
 
 
شدد رئيس الجمهورية برهم صالح، بمناسبة الذكرى المئوية لثورة العشرين، على ضرورة المضي قدماً لاستئناف ما انقطع في مسيرة بناء الدولة المقتدرة ذات السيادة الكاملة، القادرة على فرض القانون ومحاربة الفساد وحماية حق المواطن في الحياة الحرة الكريمة، وبينما أكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي أن ذكرى الثورة تلهمنا مزيداً من العزم لإطلاق خطط ستراتيجية لبناء وطننا على أسس متينة، تلبي طموحات الشرائح الاجتماعية الواسعة بالحياة الكريمة، استلهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في الذكرى المئة لثورة العشرين دروسَ الفخر والشجاعة والتلاحم الوطني التي سطَّرها الأجداد.
وقال الرئيس صالح، في بيان رئاسي، تلقته «الصباح»: «لقد كانت ثورة العشرين نبراساً هادياً لبدايات تشكل الدولة العراقية، وكانت محطة أساسية في تكوين الوعي الوطني الحريص على استقلال العراق، والمدرك لقيمة بلد حر مستقل”، داعيا بهذه المناسبة إلى “تعزيز الإرادة الوطنية الحرة الطامحة لمراعاة مصالح العراق وكرامة العراقيين في علاقاته بمحيطه الإقليمي وفي المجتمع الدولي ككل، والاستناد الى مرجعية الدولة وقرارها السيادي”.
وعد صالح أن «الثورة كانت مثالاً في التضامن الوطني والتآزر الشعبي، للتعبير عن رؤية الشعب بما يجب أن تكون عليه الدولة العراقية؛ دولة حرة ومستقلة وواثقة في سعيها الحثيث للبناء والتنمية والتقدم”، مشيداً بـ “تضحيات الشهداء الأبرار، وبما قدمه البُناة المؤسسون، وبما رسخته النخب العلمية والثقافية والدينية والاجتماعية من قيم وأدوار، ما زالت حية في وجدان شعبهم وتاريخهم الوطني العريق”.
ووصف صالح الاحتفال بالذكرى المئوية بأنه “احتفال بمئة عام من العراق الحديث بتاريخه الحافل والمتشابك، بإنجازاته ودوره المؤثر في الداخل وعلى صعيد المنطقة، وإخفاقاته معاً، فهناك مع الاسف ايضا الاستبداد والعنف والإبادة والتمييز والفساد والحروب”، موضحا أنه “يحمّلنا جميعا مسؤولية المضي قدماً لاستئناف ما انقطع في مسيرة بناء الدولة المقتدرة ذات السيادة الكاملة، القادرة على فرض القانون ومحاربة الفساد وحماية حق المواطن في الحياة الحرة الكريمة.. دولة مستندة الى الدستور وتمنع ظهور الاستبداد، دولة خادمة لشعبها، في سلام وأمان مع شعبها ومع جيرانها، دولةٌ تعاملُ العالم والمنطقة بوصفها دولاً صديقة، لا عدوّة ولا مُتحكِمة، دولة تضبطُ السلاح المنفلت ويكون فيها القانون هو الفيصل”.
من جهته، لفت رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، في بيان تلقته “الصباح”، إلى أن “من أوجه عظمة ثورة العشرين، أنها كانت بحق ثورة كل العراقيين، من أجل كل العراقيين، وهذا ما أكدته مشاعر التضامن العميق والشعور بوجود مصلحة مشتركة لكل الشعب بالانتصار»، موضحاً “من هنا تكمن أهمية التذكير بأسس ومنطلقات ثورة العشرين، وضرورة استلهام القيم والأهداف النبيلة، التي بشرت بها لمواجهة التحديات والأخطار، وإبراز الدور الشجاع الذي وقفته مراجعنا الدينية، وكذلك عشائرنا الأبية وجماهير شعبنا في المدن والأرياف، في تصديهم للاحتلال الأجنبي، وهذا يؤكد من جديد دورها الراهن، كما يشير بقوة الى أهمية العشائر العراقية لدعم الدولة والقانون والسلم الأهلي، الى جانب تسخيـر جميع طاقاتنا لتوفير المستلزمات الصحية من أدوية ومعدات وأجهزة لدحر وباء كورونا، الذي داهم العالم أجمع ومنه العراق». 
وشدد رئيس الوزراء على أن “هذه الذكرى تلهمنا الآن أيضاً مزيداً من العزم، لإطلاق خطط ستراتيجية لبناء وطننا على أسس متينة تلبي طموحات الشرائح الاجتماعية الواسعة بالحياة الكريمة، ولا سيما سكان المحافظات المحرومة والشباب والخريجين، وبما يضمن الإعداد لانتخابات مبكرة نزيهة، ولاستكمال بناء مؤسسات الدولة على أرضية صلبة، تلبي طموحات شعبنا بتوفير الخدمات والإعمار والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، وتضمن محاربة حقيقية وعاجلة للفساد وتعزز مكانة العراق بين دول المنطقة والعالم».
وفي السياق نفسه، قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، في تغريدة على «تويتر»: “نستلهم في الذكرى المئة لثورة العشرين دروسَ الفخر والشجاعة والتلاحم الوطني التي سطَّرها الأجداد من جميع مكونات الشعب، للذود عن سيادة العراق وصون كرامته”، مضيفاً “اليوم يتحمَّل الأحفاد مسؤولية الحفاظ على منجزات هذه الثورة العظيمة بترسيخ الروح الوطنية، وتعزيز هيبة الدولة وسيادة الوطن”.
في حين عد النائب الأول لرئيس البرلمان حسن الكعبي، الثورة بأنها «باتت ايقونة لجميع حركات التحرر في بلدنا بالامس واليوم وغدا، وللتأشير نحو ارادة الاستقلال والسيادة، مذكراً مجلس الوزراء والفريق الحكومي التفاوضي مع اميركا بأن “حواراتكم يجب ان ترتكز على سيادة البلاد وحفظ مصالح شعبه، وأن تضعوا نصب اعينكم الثوابت الوطنية في موضوعة جدولة الإنسحاب الأميركي ومنع اية محاولات لخرق اجوائه”.
في حين، قال رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، في تغريدة على “تويتر”: “ونحن نعيش مرور قرن على ذكرى ثورة العشرين الخالدة، فإننا نستذكر ونحيي ملحمة كبيرة قادتها المرجعية الدينية وساندتها العشائر والجماهير العراقية لوضع أساس دولة حديثة تمثل انطلاقة الحصول على السيادة والاستقلال والقرار».
وأكد الحكيم ان «هذه الصفحة المشرقة من تاريخنا مدعاة لجميع مكونات العراق، لاتخاذها نبراسا للذود عن التجربة الديمقراطية وصون منجزات تحققت بتضحيات الاجداد الذين أورثوها لنا لنضعها بيد الاحفاد».
إلى ذلك، دعا رئيس تحالف الفتح هادي العامري، في بيان بالمناسبة، لـ»استلهام الدروس في تحقيق التلاحم الوطني الشامل وإخراج القوات الاجنبية من العراق سريعا، لتحقيق النمو والاستقرار وابعاد العراق عن جميع الصراعات الجانبية في المنطقة، سواءً الصراعات الدولية أو الاقليمية”.
وأضاف العامري انه “قد آن الاوان لاستقرار العراق وابعاده عن التدخلات الاجنبية، والشروع بالتنمية الشاملة وبناء العراق القوي والعزيز والمنتصر، من اجل تأمين الحياة الحرة الكريمة والعزيزة لجميع العراقيين”.