راشد داود: كرة القدم الشاطئية تعاني الإهمال

الرياضة 2018/12/31
...

 
حاوره / طه كمر
زائر جديد دهم رياضتنا حاله كحال بقية الألعاب ليرى النور في العام 2010 ، عندما أقام الاتحاد الدولي الفيفا دورة تدريبية دولية في أربيل بإشراف الخبير الدولي ولاعب منتخب إسبانيا السابق ونادي برشلونة للكرة الشاطئية راميرو أماريلي، ليتخرج على يده مجموعة كبيرة من المدربين قفز من بينهم راشد داود ليتصدى لمهمة تدريب فريق الوطن، لكن رياح عاتية عصفت باللعبة ومدربها لتضعه خارج الأسوار بعد أن ألف مجموعة كتب عنها وأصبح خبيرا معتمدا يعرفه الجميع، الا انه وبسبب عدم انتعاش اللعبة في العراق لأسباب عدة منها عدم توفير الملاعب الخاصة بها، صارت مبهمة لدى الجميع وغير واضحة المعالم والانجازات رغم انها تعد إحد فروع الساحرة المستديرة.
(الصباح الرياضي) حاورت خبير اللعبة ومدرب المنتخب الوطني السابق الكابتن راشد داود، ليفصح لنا عن سر ابتعاده عن اللعبة ورمالها في حديث لا يخلو من الصراحة.
•  لنبدأ من حيث النهاية بالنسبة لك مع الكرة الشاطئية ما سبب ابتعادك عنها ؟
- بعد مشاركتنا ببطولة شرم الشيخ الدولية في مصر عام 2016 وحصولنا على المركز السادس من سبعة منتخبات، كتبت تقريرا عن المشاركة لكن للأسف لم تتم مناقشته من قبل لجنة الكرة الشاطئية في الاتحاد العراقي لكرة القدم والتي يترأسها عضو الاتحاد يحيى زغير، ليتم تجاهل الأمر آنذاك ولا أحد يسأل عن نتيجة المشاركة أو مناقشتنا حتى.
•  لماذا هذا الانحدار في اللعبة التي صار عمرها 9 سنوات حتى الآن ؟
-  السبب واضح جدا وهو ان أغلب دول العالم تعتمد على لاعبين دوليين معتزلين في كرة القدم المكشوفة، ليكون عطاؤهم وخبرتهم داخل الملعب أكثر بكثير من لاعبينا الذين نعتمدهم اليوم في هذه اللعبة والذين جلهم من الشباب قليلي الخبرة، فمثلا في بطولة قطر 2007 كان معدل أعمار لاعبي المنتخبات المشاركة يتراوح ما بين 30 – 36 سنة، في حين تتراوح أعمار اللاعبين ببطولة الامارات 2009 ما بين 20 – 26 سنة، أي انها أصبحت اختصاصا لدى اللاعبين.
•  لكن اللعبة قد تضمحل وتتلاشى بمرور الزمن لعدم متابعتها والتركيز عليها أسوة بكرة القدم والألعاب الأخرى ؟
- بالعكس لأن الجميل بهذه اللعبة ان بطولة كأس العالم تقام كل سنتين أي ان الجميع يهتم بها ويعد العدة لها ويبقى اللاعبون على تواصل معها لأن الفترة الزمنية قصيرة جدا ما بين نسخ المسابقة، ولم يتأهل منتخبنا لآخر نسخة التي أقيمت 2017 في الأرجنتين.
•  لم تعطنا أسباب ابتعادك عن اللعبة والمشاكل التي رافقت مشوارك فيها ؟
-  بعد أن أناط اتحاد الكرة بي مهمة تدريب المنتخب الوطني عام 2015 ، كان عدد اللاعبين المختصين بهذه اللعبة 16 لاعبا فقط فيما تمكنت أن أرفع العدد الى 21 لاعبا، لكي تكون لي خيارات عديدة تسهم بتطوير اللعبة، لكن المشكلة حدثت بعد بطولة شرم الشيخ في حزيران 2016 عندما كان المنتخب يعسكر في لبنان تحضيرا للتصفيات الآسيوية في ماليزيا والمؤهلة لبطولة كأس العالم في الأرجنتين 2017 ، فقد كان الوفد يضم لاعبا غير مؤهل وغير جيد وقد منحته الفرصة ببطولة شرم الشيخ لكنه لم يقدم ما مطلوب منه، لكني فوجئت به انه ضمن قائمة المنتخب في معسكر لبنان الذي يضم 17 لاعبا مضيفين مجانا على حساب الجانب اللبناني علما اني رتبت المعسكر بعلاقاتي الخاصة.
•  تستطيع القول ان هذا اللاعب قد فرض عليك فرضا ؟
-  نعم بالتأكيد تم فرضه على الجهاز الفني رغم انه لا يحمل مواصفات لاعب الكرة الشاطئية التي تحتاج الى ألعاب الهواء والكثير من اللياقة والمهارة الفردية.
•  وماذا بعد هذه المشكلة ؟
- المشكلة الثانية حصلت في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في ماليزيا، عند تدقيق باجات اللاعبين بالبطولة والتي أصدرها الاتحاد الآسيوي ظهر هناك شخص قد تم زج اسمه بصفة مستشار فني عمره 33 عاما وعمري أنا 66 عاما أي ان مستشاري يبلغ نصف عمري.
•  وماذا بعد، هل من مشكلة أخرى ؟
- نعم في بطولة مصر تم شطب لاعب من المنتخب واداري ومعالج المنتخب ليتم زج ثلاثة من أعضاء لجنة الكرة الشاطئية بدلا عنهم، وهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يذهب المنتخب الى أي بطولة من دون معالج واداري.
•  متى قدمت استقالتك بالضبط ؟
- بعد العودة من ماليزيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في الأرجنتين 2017 والتي لم يتأهل لها منتخبنا، علما اني استلمت المنتخب وكان تصنيفه 28 آسيويا وتركته وهو في المركز الثامن، وهذا يعد انجازا بحد ذاته لكن للأسف لا أحد يتحدث به.
•   لماذا لا يقيم اتحاد الكرة دورات تدريبية لاستقطاب مدربين جدد لهذه اللعبة حفاظا على ديمومتها ؟
-  للأسف ان اللعبة أصبح عمرها 6 سنوات في العراق لكن لم تشهد سوى دورة تدريبية آسيوية واحدة في بغداد بمشاركة 17 مدربا، نجح فيها 6 فقط بإشراف المحاضر العماني طالب هلال وقد أحرزت أنا المركز الأول بمعدل 2 . 89 فيما كان معدل صاحب المركز الثاني 73 . 4 ، وأقيمت الدورة التدريبية الدولية في العام 2010 في أربيل بإشراف المدرب الإسباني راميرو أمارلي وقد أحرزت المركز الأول فيها من دون خضوعي للامتحان.
•  من هو المدرب الذي خلفك في تدريب منتخب العراق الذي تنتظره مهام وطنية عديدة ؟
-  المدرب الايراني كريم مقدمي الذي عمل من قبل مدربا لمنتخبات ايران ولبنان والكويت، لكن يجب على لجنة الكرة الشاطئية إناطة مهمة الجهاز الفني المساعد له الى الكفاءات العراقية ممن يمتلكون شهادات تدريبية، لزيادة خبرتهم واعتمادهم مستقبلا مدربين لمنتخباتنا الوطنية.
•  الى أي مدى يصل طموحك رغم ابتعادك القسري عن اللعبة ؟
-  طموحي الحصول على شهادة المحاضر الآسيوي التي رشحنى لها المحاضر الدولي العماني طالب هلال.
• كلمة أخيرة ماذا تود أن تقول فيها ؟
- لدينا خبرات جيدة في مجال اللعبة فهناك مدربون شباب من بغداد ومحافظة بابل، من الممكن زجهم كمساعدين للمدرب الايراني مقدمي لزيادة الاحتكاك وزيادة الخبرة الدولية لهم، وهناك مشكلة الارضية اذ يحتم قانون اللعبة أن يكون سمك الرمل 50 سم فيما تحتوي ملاعبنا على رمل بسمك 10 سم، ما يتعذر على اللاعبين ممارسة ألعاب الهواء التي تعتمد عليها اللعبة بصورة رئيسة وقد تعرضهم الى الإصابات.