العدل تُحذّر من اتساع الإصابات في السجون.. وإمكانات مواجهة كورونا محدودة

الثانية والثالثة 2020/07/05
...

 
بغداد/ الصباح   وفاء عامر/ شذى الجنابي
 
 
حذرتْ وزارة العدل من اتساع تفشي  كورونا في السجون بعد تسجيل إصابة 31 حدثا في سجن الكرخ ببغداد بالفيروس، مؤكدة ان امكانات مواجهة الفايروس محدودة، في حين منحت فيه هيئة الاستثمار تسهيلات لتنفيذ مشاريع إنتاج الأوكسجين.
وفي غضون ذلك، تواصل وزارة الصحة خطواتها لزيادة عدد الأسِرة لاستيعاب المصابين والمختبرات الخاصة بكشف الفيروس في بغداد والمحافظات.
وقال مدير دائرة اصلاح الاحداث في وزارة العدل، كامل امين لـ"الصباح" ان الدائرة اتخذت الاجراءات اللازمة منذ شباط الماضي بما لديها من امكانات متواضعة لحماية الاحداث من جائحة  كورونا.
وأشار إلى أنه نظرا لتسجيل إصابات بين العاملين بالسجون والحراس الإصلاحيين حتى نهاية حزيران الماضي، فقد انتقلت العدوى إلى النزلاء، لاسيما ان اغلبهم من مناطق موبوءة بالمرض، مفصحا عن ان الوزارة سجلت حتى الان 31 اصابة مؤكدة من اصل 600 من نزلاء سجن الاحداث بالكرخ بمنطقة الرحمانية والذي يضم شبابا تتراوح اعمارهم بين 18 الى 22 عاما، مؤكدا ان وضعهم الصحي مستقر حاليا والاعراض عليهم طفيفة ليست متاخرة، حيث تواصل الدائرة التنسيق مع دائرة صحة الكرخ بشكل مباشر للقيام بعملية الفحص لكل النزلاء بالسجون، بيد ان امكانات دائرة صحة الكرخ محدودة جدا ولا يمكنها فحص جميع الحالات لعدم مقدرة مختبراتها على استيعاب جميع الفحوصات، وبالتالي فان وزارة العدل ناشدت خلية الازمة بضرورة اتخاذ اللازم  لفحص جميع النزلاء، وتم حتى الان  فحص اكثر من 225 نزيلا في هذا السجن.
ودعا امين الى فحص بقية النزلاء من اجل القيام بعملية العزل لعدم وجود  امكانات لنقلهم الى المستشفيات، اذ لاتوجد ردهات سجنية متخصصة بهذا الامر، اضافة الى ان اعمارهم صغيرة ولديهم القدرة لتحمل اعراض المرض.
وافاد بان الدائرة اتخذت اجراءات لتخفيف الاكتظاظ في السجن، اذ ان  طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 250 وهو يتحمل 600 نزيل اي اكثر من ضعف طاقته، وبالتالي فان الوزارة قامت بنقل السجناء السليمين الى موقع بسجن الرشاد جانب الرصافة ضمن دفعة اولى، وتجري عملية النقل تباعا من اجل تهيئة قاعات عزل للمخالطين والملامسين بسجن الكرخ، اي تخصيصه كموقع عزل وحجز للمصابين والملامسين، فضلا عن  استمرار عمليات التعفير.
ولفت امين إلى أهمية قيام وزارة الصحة باتخاذ كل الاجراءات لحماية  السجون من خلال توفير قناني اوكسجين للهيئة الطبية بالسجن وتعزيز العيادات السجنية بالادوية لهذه الحالات وكذلك مستلزمات الوقاية، كاشفا عن تسلم الدائرة قبل مدة كتابا رسميا من مدير عيادة سجن الكرخ يطلب فيها تهيئة قناني اوكسجين واجهزة تنفس وانعاش رئوي لعدم توفرها، وبالتالي فان هذه السجون ستكون بؤرة لانتشار المرض ما لم يتم اتخاذ اللازم لاسيما انها تقع بين مناطق سكنية مكتظة.
ودعا مدير دائرة اصلاح الاحداث، المنظمات الى تقديم العون الكافي والمساعدات الفعالة، من مواد تعقيم واجهزة تعفير وقناني اوكسجين واقنعة تنفس، فضلا عن ان الدفاع المدني يجب ان يكون له دور باستمرار في عمليات التعفير.
 
افتتاح مختبر
وفي الملف نفسه، اكد مدير صحة الرصافة عبد الغني الساعدي لـ "الصباح" قرب افتتاح مختبر الكندي الخاص بفحص عينات كورونا،   بطاقة 1500 مسحة مختبرية يوميا، فضلا عن اجراء توسعة كبيرة في ردهات الانعاش وزيادة السعة السريرية فيها.
وشدد الساعدي، على متابعة الحالات الراقدة البالغة 2759 حالة حاليا، والحالات الحرجة منها والموقف العلاجي واحتياجات المستشفى واسنادها بالملاكات، لافتا إلى تسجيل اكثر من 6000 حالة شفاء في الرصافة، اي بنسبة شفاء تبلغ 65 بالمئة والسبب هو اعطاء البروتوكولات العلاجية للمرضى، فضلا عن جهود الملاكات الصحية بعناية المصابين والخدمات المقدمة لهم.
وعزا الساعدي زيادة عدد الإصابات ضمن الموقف الوبائي الى تكثيف عدد الفحوصات الميدانية وجهود العاملين في المراكز الصحية بعد ان تمت زيادة عدد المختبرات، فضلا عن زيادة الفرق الطبية التي شاركت بعملية المسح الوبائي الفعال.
 
تسهيلات استثمارية
من جهتها، اعدت هيئة استثمار بغداد تسهيلات بعملية منح الاجازات للشركات والمستثمرين الراغبين بتنفيذ مشاريع انتاج الاوكسجين الطبي.
وقال رئيس الهيئة المهندس شاكر الزاملي لـ "الصباح" إنه بعد ازدياد  الطلب على مادة الاوكسجين الطبي في المستشفيات وما يقابله من محدودية الامكانات في سد النقص الحاصل، فقد اصبح من الضروري تشجيع هذه الصناعات والسعي لزيادتها ودعم الشركات للتوجه إلى مثل هكذا نوع من المشاريع الاستثمارية.
ونوه بان هذا الدور لا يقتصر على القطاع العام فقط بل يجب إشراك القطاع الخاص فيه، مشيرا الى ان الهيئةٔ اعدت عددا من التسهيلات في منح الشركات والمستثمرين الإجازات الإستثمارية لتنفيذ هذه المشاريع.
وذكر ان معمل إنتاج الأوكسجين الطبي ببغداد يعد من أبرز مشاريع القطاع الصناعي الصحي الاستثماري في العاصمة والذي تم تنفيذه بالاشتراك مع دائرة العيادات الطبية الشعبية في وزارة الصحة وتمكن من مضاعفة الإنتاج وتغطية احتياجات المؤسسات الصحية على الرغم من التحديات الكبيرة المتمثلة بفرض حظر التجوال وتفشي الفايروس.