وزير الصحة لـ { الصباح }: تخفيف القيود سيقابله تشديد الإجراءات الوقائية

الثانية والثالثة 2020/07/19
...

بغداد / الصباح / حازم محمد حبيب
 
أكدت وزارة الصحة أنها والجهات الساندة لها ستفرض إجراءات وقائية مشددة لمنع انتشار فايروس كورونا بالتزامن مع رفع القيود وعودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي في عموم مناطق البلاد، موضحة ان اللجنة الوطنية العليا للصحة والسلامة شددت على اتباع التعليمات الوقائية كأساس في تخفيف القيود، وبينما عدَّ النائب جمال المحمداوي قرارات اللجنة متناقضة وتبين "مدى التخبط" في إدارة الأزمة الصحية في العراق، حذر نقيب الأطباء العراقيين عبد الأمير الشمري، من كارثة وبائية بسبب القرارات المتخبطة.
وتبدأ اليوم، وفقا لقرارت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، اعادة فتح المولات التجارية، وتعديل ساعات الحظر الجزئي ليكون من الساعة التاسعة مساءً الى الساعة الخامسة صباحاً، مع شمول أيام (الخميس والجمعة والسبت) بالحظر التام الكلي.
وزير الصحة حسن التميمي، عبر خلال حديث لـ"الصباح": عن أمله في العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل تدريجي وذلك من خلال الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية لتجنب الإصابة بالفيروس وقطع سلسة انتشاره، مشدداً على ضرورة الاستعداد أيضا للالتزام بالقيود والتعليمات الوقائية والصحية التي تعلن عنها اللجنة العليا للصحة والسلامة ووزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بالتوازي مع قرار اللجنة العليا للصحة والسلامة بتخفيف الحظر الصحي، من خلال الالتزام بالتباعد الجسدي ومنع التجمعات وإجراءات التعقيم والتقيد بلبس الكفوف والكمامات.
وقال التميمي: أتمنى بقوة أن نتمكن من السيطرة على الوباء مع تسجيل نسب كبيرة في أعداد حالات الشفاء ومراجعة القيود المتبقية بشكل تدريجي، مبيناً أن فرقا صحيحة وتوعوية من الوزارة ستتابع تطبيق الإجراءات الوقائية خلال سريان تطبيق قرار تخفيف القيود الذي أقرته اللجنة العليا للصحة والسلامة، وستكون هنالك إجراءات صارمة بحق المخالفين لتلك القرارات.
واضاف وزير الصحة أن الوزارة ما زالت تسجل أعدادا من الإصابات يقابلها تسجيل أعداد كبيرة بنسب الشفاء وهي أعلى من نسبة الإصابات بحسب الأرقام والبيانات التي تعلنها الوزارة يوميا، وذلك مع زيادة عدد الفحوصات المختبرية التي ارتفعت إلى 17 ألف فحص يوميا وسيتم رفع عدد الفحوصات تدريجيا بشكل يضمن الكشف عن المصابين وتقديم الرعاية الصحية والعلاجية لهم، فضلا عن تمكن الوزارة من توفير الأدوية والبرتوكولات العلاجية العالمية وتجهيز جميع المستشفيات من تلك الأدوية.
وتابع التميمي ان الوزارة تراهن بالدرجة الأساس على وعي المواطن والتزامه بالتعليمات والإجراءات الوقائية للسيطرة على الوباء والعمل على انحساره وقطع سلسة انتشاره، لافتا إلى ان الوزارة رفعت السعة السريرية بفتح عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية ومختبرات الفحص، من خلال الدعم الذي توفره الحكومة والجهات الساندة الأخرى، ونعمل على توفير غطاء سريري كاف يمكننا من السيطرة على  الوباء.
ومن جانب الآخر، أكد النائب جمال المحمداوي، في بيان تلقته "الصباح"، أن "القرارات الأخيرة تبين مدى التناقض في إدارة الأزمة، فمن جهة تعلن الجهات الصحية ارتفاعا في  معدل عدد إصابات كورونا الجديدة في العراق ومن جهة ثانية تقرر اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية رفع القيود المفروضة لمواجهة كورونا، وهذا بحد ذاته كاشف عن أزمة داخل اللجنة" على حد قول النائب.
وأضاف المحمداوي أن" العراق في المركز الثاني بعدد الوفيات ب‍فيروس كورونا في الشرق الأوسط بعد جمهورية مصر العربية، مما يدل على أن البلد لا يزال في مرحلة ذروة التفشي الوبائي ولم تسع هذه اللجنة للعمل على وضع خطط صحية مناسبة لتقليل نسبة الوفيات وإيجاد حلول مناسبة لهذا الموضوع، بينما قراراتها تتناسب مع مرحلة تنازل الاصابات و السيطرة على الوباء وهذا لم يحصل إلى الآن"، مشيراً إلى أن "التناقض واضح في تأكيدها منع التجمعات واقفال العيادات الطبية الخاصة، ولكن من جهة اخرى تسهيل فتح المولات التجارية، التي تعد من أهم اماكن التجمع المغلقة والتي قد تزيد من عدد الاصابات لا سمح الله".
وحذر المحمداوي من " قرار فتح المنافذ الحدودية والمطارات امام حركة المسافرين وقد اشرت وزارة الصحة اللبنانية (11) حالة من المسافرين العراقيين على متن رحلة جوية من بغداد إلى بيروت وذلك يبين ضعف الامكانيات التشخيصية في المطارات العراقية"، داعياً الى "إعادة النظر في هذه القرارات والابتعاد عن الطابع السياسي في ما يخص إجراءات الصحة العامة وتشكيل لجنة من خبراء الصحة لتقييم أداء الوضع الوبائي".
وفي السياق نفسه، يرى نقيب الأطباء العراقيين عبد الأمير الشمري، في تصريح صحفي، أن "قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة متناقضة وغير مبنية على أسس علمية ولم تؤخذ اراء اللجان الاستشارية الفنية في ظل ارتفاع عدد الإصابات".
واضاف الشمري أن "الحكومة لم تضع أهمية في مواجهة فيروس كورونا، وجميع قراراتها لا تعبر عن الواقع الحقيقي"، مشيراً الى ان "رفع حظر التجوال، اضافة الى فتح المولات سيؤديان الى كارثة في ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا ".