{القنطرة» الأمل العراقي البعيد

الصفحة الاخيرة 2019/01/26
...

سامر المشعل
أغنية “ القنطرة “ التي لحنها المبدع كوكب حمزة، كلمات الشاعر ابو سرحان، تمثل الامل العراقي البعيد، الذي يلوح بالافق.. فيسعى الى أن يصل الى هدفه، وكلما يحاول أن يصل مبتغاه يراه مازال بعيدا.. ويظل يمشي، كي تطأ قدماه عتبة القنطرة، التي تمثل جسر العبور نحو ضفة الحلم والامل.. “ امشي واكول وصلت والكنطره بعيدة.. تعبني مشي الدرب .. “، فأغنية القنطرة اشبه باسطورة “ سيزيف “ في الاساطير
 اليونانية.
ظلت هذه الاغنية عند ملحنها كوكب حمزة فترة طويلة، من دون ان يجد الصوت الذي يغنيها، وضعها اول الامر لصوت المطربة الاردنية سميرة توفيق، ولم تستطع ان تغنيها، ثم اعطاها الى المطرب اللبناني وديع الصافي، ولم يستطع ان يغنيها، ثم اعطاها الى المطربة الراحلة مائدة نزهت، ولم تغنها ايضا.
سعدون جابر بعد ان غنى “ الطيور الطايرة “ ظل يبحث عن أغنية جديدة يطل بها على الجمهور، كان يحفظ أغنية “ القنطرة “ ويعشقها، لكنه لا يمتلك الجرأة، لان يطلب من كوكب حمزة الاذن بغنائها.
في احد الايام وبينما كان سعدون يدندن بأغنية القنطرة في جلسة سمعه كوكب حمزة، فقال له :” تقدر ان تغنيها “؟.. لم تسع الفرحة قلب سعدون جابر، ومن أجل ان يتوحد مع الاغنية، ذهب من الاذاعة في الصالحية الى بيته الذي يقع في منطقة الحرية مشيا على الاقدام، لمسافة أكثر من عشرة كيلو مترات، وهو يردد الاغنية مع نفسه، ولم يصعد سيارة خشية انتقاده من قبل الركاب أو وصمه بالجنون.
في أثناء تسجيل الاغنية في الاذاعة مع وجود ثلاثين عازفا، لم يقتنع الملحن كوكب حمزة باداء الفرقة وطريقة عزفها للاغنية، فالغى التسجيل، لكن سعدون جابر لم يترك حلمه يذهب سدى في غناء “ القنطرة “، فسجلها على العود مع الموسيقي علي الامام، وظلت هذه الاغنية لحد الان مسجلة على العود، منذ تسجيلها الاول في العام 73 / 1974 .. ومازالت اي بعد مرور أكثر من
 46 سنة.