فريدة محمد علي تنشر الفرح بين محبي المقام العراقي

الصفحة الاخيرة 2019/01/26
...

بغداد / طه رشيد 
في اصبوحة مليئة بالفرح والموسيقى والغناء، وبحضور وزير الثقافة د. عبد الأمير الحمداني، والوكيل فوزي الاتروشي ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية وكالة رعد علاوي، وجمع غفير من الفنانين والإعلاميين والعائلات المحبة للغناء العراقي الاصيل، احتفت دائرة الفنون الموسيقية بالفنانة سيدة المقام العراقي فريدة محمد علي التي قالت عنها مقدمة الحفل الإعلامية عطارد بأنها فنانة احبت وتعلقت بعالم الغناء العراقي الرصين ودرست المقامات وطرق ادائها أكاديميا خلال دراستها للموسيقى والغناء في معهد الدراسات الموسيقية.
 حيث أصبحت فيه فريدة معلمة لمادة المقام العراقي بين السنوات 1990 و 1997. وبعد ذلك شقت طريقها الفني ليصل صوتها إلى بقاع العالم الاربع وأطلقت عليها القاب عديدة فبعد سيدة المقام أطلق عليها الكنديون “ قيثارة دجلة”. ثم ألقى معاون مدير عام الدائرة الإعلامي عماد جاسم كلمة رحب فيها بالحضور وجاء فيها : نتمنى أن يكون هذا الاحتفاء خطوة باتجاه ترسيخ النهج الذي اتخذه السيد الوزير الحمداني برعاية المبدعين وإنهاء اي نوع من القطيعة مع منتجي الثقافة في اي مكان. ومن اجل تجاوز الكسل والتراجع السابق في معظم مفاصل الثقافة اكد جاسم  ضرورة دعم القطاع الثقافي وزيادة التخصيصات وإعادة بناء القاعات والمسارح المهدمة والمهملة ومد جسور التعاون مع تشكيلات المعنيين في شؤون الثقافة. 
بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن الفنانة فريدة، وهو من إنتاج دائرة الفنون الموسيقية، الذي وثق جزءا من حياة فريدة الفنية.  تلا ذلك اهداء معالي الوزير للفنانة فريدة لوح ابداع الدائرة. وألقى الوزير كلمة موجزة رحب فيها بالفنانة فريدة وبوجودها، الذي سيكون في خدمة الثقافة، في هذه الدائرة العريقة، واشار في كلمته الى أن الوزارة مع الفنون الرصينة الجادة، مؤكدا ان “ الوزارة ستدعم هذه الدائرة وترعاها لان الموسيقى في العراق تمتد إلى القرن الخامس الميلادي” وهذا يعني انها تشكل ملمحا من ملامح الحضارة العريقة في العراق. واوضح الوزير ان الموسيقى في القرن الخامس كانت جزءا من حياة المجتمع اليومية حيث أن “ المجتمع العراقي القديم كان يهتم بالموسيقى التي كانت تدخل في التراتيل وفي الصلوات وفي حياة الناس اليومية”. ثم قدم الإعلامي حيدر شاكر بحثا موجزا عن المقام العراقي بشكل عام والفنانة فريدة بشكل خاص، قائلا بأن فريدة اهتمت اكاديميا بالمقام وادته بقدراتها الفذة لتتميز عن فنانات الجيل الأول لكونها ربطت حياتها الفنية بالمقام. 
بدأ الحفل الفني لترافق الفرقة الموسيقية المركزية للدائرة بقيادة المايسترو علي خصاف الفنانة فريدة لتنشد لنا “لبيك يا عراق” من كلمات جاسم سيف الدين وألحان محمد كمر. وغنت بعد ذلك قصيدة للشاعر الكبير محمود درويش: “ لِي قَمَرٌ الرَّصافَةِ . لي سَمَكٌ في الفُراتِ ودجْلَةْ/ ولي قارِئُ في الجَنُوبِ ولي حَجَرُ الشَّمْسِ في نَيْنَوى/ وَنَيْروزُ لي في ضَفائِرِ كُرْديّةٍ في شَمالِ الشَّجَنْ/ ولي وَرْدَةٌ في حَدائقِ بابلَ لي شاعرٌ في بُوَيْب/ ولي جُثَّتي تَحْتَ شَمْسِ العِراق”! ثم غنت الوانا مختلفة من “البستات” البغدادية اطربت الجمهور وصفق لها طويلا.  وتناوب على المسرح، بعد ذلك، مجموعة من المطربين، المغني الشاب عمار العربي وقارئ المقام نمير كاظم والفنانة غادة واصف، وختمت فرقة الانشاد الحفل بأغنية “ يا خشوف “. لقد كان حفلا ممتعا يليق بعودة الفنانة فريدة الى وطنها الاول ولجمهورها رغم بعض الهنات التي رافقت الحفل ومنها ضعف الأجهزة الصوتية، الذي أجبر الفنانة فريدة على أن تعيد المقطع الأول من مساهمتها الاولى!.