لا جديد في {سوق الجمعة»

الصفحة الاخيرة 2019/01/29
...

علي حمود الحسن
شاهدت قبل أيام، على موقع "سينمانا" العتيد، الفيلم المصري "سوق الجمعة" للمخرج سامح عبد العزيز، وقد مر وقت ليس بالقصير، لم ار خلاله أفلاما من انتاج هوليوود الشرق تلفت الانتباه، عدا قلة تكاد ان تعد على الأصابع، وسبب ذلك يعود في تقديري الى الازمة التي عصفت بهذه السينما العريقة، منذ تسعينيات القرن الماضي وما زالت، والفيلم المنتج في العام 2018مَثل فيه: عمر عبد الجليل، ودلال عبد العزيز، وصبري فواز، واحمد لطفي، وادار تصويره سامح 
سليم.
لا جديد في طريقة معالجة المخرج سامح عبد العزيز لفيلمه "سوق الجمعة"، فهو لا يختلف كثيرا عن أعماله السابقة، التي اتخذت من العشوائيات وقاع المدينة ميدانا لها، فالشخصيات مسحوقة وهامشية ومغتربة، تلتقط رزقها باي وسيلة، حتى لوكان الترويج لدواء فاسد سيقتل أهلها، يعشقون ويتزوجون ويحلمون، بعضهم: "بلطجية" واخرون سماسرة وأفاكون، ينهشون لحم بعض، لكن لا احد يتجاوز عتبة قدره، وان فعل فستكون نهايته تراجيدية، وهذا بالضبط ما فعله عبد العزيز في " كباريه"، و"الفرح"، و"الليلة الكبيرة"، مع فارق ان الفيلم لم يكتف بثيمة مركزية انما أضاف اليها السيناريست احمد عادل  قصصا متعددة، ما جعل إيقاعه مترهلا ومشتتا، وكما في أفلامه لا  تتجاوز أحداث الفيلم بضعة أيام، متخذا من سوق الجمعة الشهير موقعا لأحداثه، وكما في "كباريه" ارسل صناع الفيلم رسالة مفادها ان الفقر والفساد واهمال الهامشيين سيكون حاضنة مناسبة لتفقيس بيض الإرهاب، ترى هل نجح المخرج وفريق عمله بذلك؟ شخصيا لا اعتقد ذلك، لأسباب منها: ان القصة مكرورة والشخصيات تكاد ان تكون نسخة طبق الأصل من ابطال أفلام سابقة، على الرغم من الجهد الذي بذله عمر عبد الجليل في تجسيد الشخصية، فيما بدا محمد لطفي متماهيا مع شخصية سالم الشرطي الفاسد، ولم يكن اختيار دلال عبد العزيز بدور الام موفقا، فنظارة وجهها المعافى لا يناسب ام سيد 
المكدودة.
سيطر المخرج على شخصياته وتعدد قصصهم، وهذا يعود لكونه مونتيرا أصلا، وان بدت اللقطة العامة للعشوائيات، التي وظفها لربط تتابعية سرده، غير مبرر تكرارها، تماما مثلما نهاية الفيلم التي تماثل حد التطابق نهاية فيلم "كباريه"، اذ شابهت حيثية دخول الإرهابي ... (صبري فواز) الى السوق واستغفاله  سيد، وذلك بتقديم نفسه على انه تاجر "انتيكات" ليزرع صندوقا مفخخا في مخزن سيد وسط السوق، كي يحصد أكبر عدد من الضحايا مثلما امره أميره (محمود الجندي) الذي يحادثه من خلال "السكايب" ، وهو قابع في بلد بعيد، فيجيبه سأزلزل مصر بمذبحة "ميري
 وملكي".