ليلة لها أوصافها.. هكذا عاشها أمير المؤمنين (ع)

منصة 2021/05/03
...

  سعاد البياتي 
        
كانت ليلة التاسع عشر من شهر رمضان ليلة ليست كباقي الليالي، لها اوصافها ولها علاماتها التي اطلع عليها رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه وابن عمه وحامل لوائه، فميزها عندما نظر الى السماء قبل ان يغادر داره متوجها الى  مسجد الكوفة، فصاح علي عليه السلام (هي.. هي والله؛ الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله). 
كيف لا تكون ليلة ليلاء وفيها تهدمت اركان الهدى، لحظة هوى بها المرادي (عليه لعائن الله والناس اجمعين) بسيفه المسموم على هامة يعسوب الدين وامام المتقين.. ليلة فاز فيها الجريح المضمخ بدمه، وخسرت فيها الأمة، فصاح (عليه السلام): "فزت ورب الكعبة".
وبقيت الأمة تعاني من تبعات ذلك الجرح فرقة "وتشرذما وتناحرا"، يكفر بعضهم البعض فيستبيح دمه وعرضه وماله، فالذي خطط لقتل امير المؤمنين وسيد الموحدين (ع) كانت له اهداف عديدة اولها: أنه يمهد لقتل الذرية الصالحة وكل من شايعهم وآمن بهم وتمسك بنهجهم، امتدادا "لما خطط له سابقا" بإزالة العترة الطاهرة عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها. فكان الجرح هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير.. ففيه قصم ظهر الاسلام، وذلك ما عبر عليه الملك جبرائيل (عليه السلام)  في صيحته عبر السماء: "تهدمت والله اركان الهدى". 
ورغم الجرح العميق الذي سبب الموت وما كان يعانيه امير المؤمنين (ع)، إلا إنه بقي يرسل الرسائل ويعطينا الدروس في العدل والانسانية. فحين امسك المسلمون  باللعين ابن ملجم المرادي، وتم حجزه في دار الإمام (ع)، عامله معاملة الأسير، فكان يطعم من طعام أمير المؤمنين (ع) ويشرب من شربه، ثم اوصى به ولده الحسن (عليه السلام) قائلا: "إن أبقى الله الحياة فأمره لي.. وإن فارقت الحياة فهي ضربة بضربة".
فسلام على علي "جريحا" 
وسلام عليه "شهيدا" 
وسلام عليه "يوم يبعث حيا"