فرح دوسكي
شهد جناح دار قناديل للنشر والتوزيع بمعرض بغداد الدولي للكتاب حفل توقيع ديوان (منشغلةٌ حدَّ الأمَّهات) (يقع في 130 صفحة)من القطع المتوسط للشاعرة العراقية نجاة عبد الله ابتدأت مقدمته بجملة (إليها بلا جدران) لترتكز عليها كل نصوص المجموعة العالية الدهشة، الخالية من أي عناوين بارزة، تلك الجملة التي اوجزتها الشاعرة في ملحمة شعرية متصلة بلا اسماء، مكتفية بـــ مفردة(أم) متكررة ، أسهبت بتفاصيل وجع طفلة وقعت فريسة عشقٍ أنبت بين اصابعها اصفرار القصب والبردي، بعفوية أنسياب مياه الهور، وعكَدة الجرغد تحت شيلة جنوبية، تلك النصوص التي اوعزت بشفراتها الشعرية زوايا حسية طفولية ناضجة ، بفطرة مفردات انسيابية اخترقت واقع تكدست فيه هواجس وحقائق بدلالات متعددة حتى بلغت مشهدا انثويا سحريا مشعا بالنداءات الخفية تجسدت بفقد صوت(أم) ذابت خصائلها الفطرية في نفس الشاعرة، لتنضج قصائد في مخيلتها تحت فزع تلك العلاقة المرئية واللامرئية في البناء والغوص لخلطة من الاحاسيس الصادقة والتي عجزت وتعجز الكثير من شاعرات المشهد الثقافي والادبي الان ان تبلغ هذيانها المطري تحت عباءة عراقية ،تلك النصوص التي عانقت أرواح الأمهات تتراكبت صورا للبكاء في اذهاننا لتنشئ صراعا داخليا ، ليبصر منفانا كل هذا المطر (الوطن ..صفعات الطين..السبورة ..السمك..القبلة الباردة بين القبور.. الجنون بشفاه صغيرة..ثارات الحسين..منتصف الحب..الرصاص..الحنين..الصلاة..العناق..)
* أضع رأسي في العراق الطلق، المفتاح في الوطن، والضحكات في جيب أمي
*في السوقِ الشعّبي،أتسولُ أمهات، مضينَ إلى تعبهنَّ وسلالهنَّ..وأياديهنَّ المضمخةِ بخضرةٍ فاقعة
* اطلتُ عناقكِ الآن، حتى أبيضتْ الحقائبُ على كتفي، الحقائبُ التي تمقتين يا أمي)
* أكلما أفتح قلبي ترحلين، مالذي يدور الآن، أعدُ رأسي للهذيان ،وتعدينَ جسدكِ للتراب
هكذا قرأت ديوانا من الامهات يفترشن الدموع أول الليل ، هكذا قرأتُ حياتنا المنكسرة نحن الأمهات بسريالية قاصدة اللاهناك عند نجاة عبد الله، هكذا قرأت وأنا منحنية التقط صورا من النور بمخيلة شاعرة عراقية....