لندن: وكالات
يعرض المتحف البريطاني خريطة قديمة يُعتقد أنها أقدم خريطة للنجوم في العالم، وثمة اعتقاد كبير بأن الخريطة التي يطلق عليها {قرص نيبرا السماوي} يصل عمرها إلى 3600 عام، ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي.
واكتُشف {القرص البرونزي} في ألمانيا عام 1999 ويعد واحدا من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، ويبلغ قياس {قرص نيبرا} نحو 30 سم، وله مظهر صدأ النحاس المائل إلى اللونين الأزرق والأخضر، ومزين برموز ذهبية تمثل الشمس والقمر والنجوم والتغييرات الشمسية والظواهر الكونية الأخرى.
تقول منظمة {يونيسكو}، التي تدرج العمل الفني على قائمتها العالمية للوثائق التاريخية المهمة، إن القرص يجسد لمحة فريدة عن المعرفة البشرية المبكرة للسماء.
ويمتلك متحف ما قبل التاريخ في مدينة هاله الألمانية القطعة الأثرية، التي أعيرت إلى المتحف البريطاني للعرض، وهي المرة الأولى التي تُعار فيها القطعة للعرض في الخارج منذ 15 عاما.
وقال نيل ويلكين، أمين معرض {عالم ستونهنج}، إن العرض قرص نيبرا السماوي وقلادة الشمس هما من أبرز الأشياء الباقية من العصر البرونزي في
أوروبا}.
واضاف: {نظرا لأنه عُثر على كليهما على بعد مئات الأميال من ستونهنج، سنستخدمهما لتسليط الضوء على العالم المترابط الواسع، الذي كان موجودا ومحيطا بالنصب التذكاري القديم، والذي يمتد عبر بريطانيا وأيرلندا وأوروبا}.
ولا يزال الغرض الأصلي من الصخور الحجرية الأثرية في ستونهنج لغزا، بيد أن الدائرة الحجرية التي بنيت في المنطقة وتعود إلى نحو 2500 قبل الميلاد تتفق مع حركات الشمس.
وتُمثل الشمس والانقلابات الشمسية أيضا بعلامات على قرص نيبرا، ويعتقد الخبراء أن الشمس كانت مركز عقيدة دينية سادت في العصر البرونزي في شمالي
أوروبا.
وقالت ميراندا ألدهاوس جرين، عالمة آثار وخبيرة العصر البرونزي، لبي بي سي في وقت سابق إن الرموز الموجودة على قرص نيبرا {كلها جزء من نظام معتقد ديني أوروبي واسع النطاق ومعقد، إذ كان الناس ينظرون إلى السماوات ويعبدونها ويعبدون الشمس ويعبدون القمر، بجانب آثارهم عند شروق الشمس أو طلوع القمر}.