3 قصص قصيرة جداً

ثقافة 2019/03/06
...

 
 آنا ماريا شوا (1) ترجمة / عادل العامل
 
 
متاعب مبتلعي السيوف
نادراً ما يتحدث أحدٌ عن مبتلعي السيوف. فهم يعيشون تحت سحابة من سوء الحظ: لا يمكن للجمهور أن يرى إلا جزءاً من عملهم. لهذا السبب، فإن نصف عملهم مصمَّم لإظهار أن النصف الآخر ليس خدعةً. وقد مات كثيرون وهم يحاولون أن يبرهنوا على شيءٍ ما. فكان السنيور بينيديتي بيتلع أشياءً تُعطى له من الجمهور. 
وقد ابتلع، في حادث واحد، وفقاً لصحيفة في هافانا عام 1874، سيفَ جنرال وعدّة عِصي لكنه أخفق في محاولة ابتلاع مظلة.
وكانت مود تشرشل تمرّر سيفها بين الحاضرين وبذلك يستطيع الناس اختباره. وفي عام 1926، قام متفرج في أثناء العرض أمام ملك وملكة إنكلترا بثلم شفرة ذلك السيف. و قد ماتت مود بعد عدة أيام، وهي تعتقد بأنها قد برهنت أخيراً على أصالة عملها.
وفي عام 1947، كان توني مارينو أول مَن ابتلع أنبوب مصباح نيون وأشعله ليُظهر أن ذلك  لم يكن خدعة. 
فانفجر السيرك بالتصفيق استحساناً لذلك. فما كان من الفنان، وقد قوطع آنذاك، إلّا أن يتقوّس. وقد  أنقذوه في مستشفى في ديترويت. 
و فيلدة في هنغاريا عام 1952، ابتلع الفنان الألماني ستيفان بوم متفرجاً متشكِّكاً بكامله. وحين كان المايكرفون قريباً من مَريء الفنان، سُمع صوتاً يقول بوضوح: " أشعلوا النور. هذه خدعة !" 
***                                                      
                                                     الفنان البهلوان المجدّد
مع مرور السنين، يكون فنان الحركات البهلوانية مدركاً لتكرار، أو انتحال، 
نفسه. 
وكما هو الحال مع كل فنان، فإن هذا الإدراك يسبب له الحزن. فتجده، وهو يبتغي الأصالة، يُطلق نفسه في الهواء من دون شبكة، من دون حبل أمان، وأخيراً من دون أرجوحة بهلوان. 
لكن أيُّ شيءٍ هو الفنان البهلوان من دون أرجوحة إلّا كومة دم على نشارة حلقة السيرك، وحتى في تلك الحال، ليس هناك، للعار، من شيءٍ أصيل!
***
                                           بروميثيوس السيرك 
فن أم تسلية؟ إذا كان النسر ينقر عميقاً في كبد بروميثيوس، هل ذلك فن أم تسلية؟ 
إنه فن إذا كان دماً ذلك الذي يصبغ منقارالطائر، إذا كان دماً ذلك الذي يتدفق من الجسم، إذا كان دماً ذلك الذي يلوّن بالأحمر الصخور التي قُيِّد إليها الرجل. لكن إذا كان ذلك مزيجاً من الغليسرين و الصَّلصة، فهو مجرد تسلية، سيرك كبير. وهناك، بطبيعة الحال، أولئك الذين يرون العكس تماماً.
و الآن، ما دُمنا لا نستطيع اختبار ذلك عن بُعد، فما عليك إلا أن تستمتع بالمشهد. وهناك في كل يوم عَرضٌ لذلك.
عن /  Argentina Independent
 
(1) كاتبة أرجنتينية بارزة في مجال القصة القصيرة جداً، إلى جنب القصة القصيرة، و الرواية، و الشعر.
(2) *بروميثيوس في الميثولوجيا الأغريقية هو الذي سرق النار من الآلهة و أعطاها للبشر فعاقبه كبير الآلهة زيوس بأن قيده إلى صخرة وسلط عليه نسراً جارحا ينهش كبده كل يوم.