فلسطيني وعُمانيّة مرشحان لجائزة {مان بوكر الدوليّة}

ثقافة 2019/03/17
...

حازم مبيضين
 
 
اسمان عربيان من فلسطين وسلطنة عمان يلتحقان بالقائمة الطويلة لجائزة “مان بوكر الدوليّة” من بين 13 مرشحاً من دول العالم ،الكاتب الفلسطيني مازن معروف عن مجموعته القصصيّة “نكات للمسلحين”، والكاتبة العمانية جوخة الحارثي عن روايتها “سيدات القمر” .
وقالت رئيسة لجنة التحكيم الكاتبة الإنكليزية بيتاني هيوز إن ما يجمع بين الأعمال المرشّحة للجائزة التي تمنح سنوياً لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الإنكليزية، هي أنها تنهل من الأرشيف العائلي والسياسي، وتغني فكرتنا عما يمكن أن يفعله الخيال، ولفتت إلى السمات المشتركة بين الكتّاب من مختلف أنحاء العالم، وهمومهم التي تركّزت على أزمات اللجوء والكوارث البيئية والسلطة
 العائليّة. 
 
فانتازيا وتهكم 
جمع مازن معروف أصواتاً طفولية في مجموعته القصصية لسرد أحداث فانتازية بسخرية، وتهكّم مرّ. لم تكن الحرب الحدث الرئيس في قصصه، بقدر ما يبدو حضورها ثابتاً كديكور اجتماعي وسياسي في البيئة الغرائبية التي يحيا داخلها وتبدو فكرة المتوالية السردية واضحة تماما ومتحققة بشكل كبير، في كل المجموعة، فهى تكمل بعضها بطريقة أو بأخرى، هناك خط رقيق يربط كل شيء، كما أن الطفولة عامل أساسي في المجموعة، تتسلل معاناتها داخل كل شيء، فالكبار الذين يحكي عنهم معروف هم أبناء طفولتهم التي لا يعرفون كيف يهربون منها، يظلون عالقين في حبائل ذكرياتهم مهما مرت السنوات، تهتم المجموعة بتفاصيل السرد التي يلعب عليها القاص،تفاصيل دقيقة تسحب القارئ الى أنها حقيقة مرت منذ لحظات معه، او بجيل من أجياله السابقة ،او بلحظة موت عابرة ، فجأة ينقلك إلى المشهد الأخير، حيث لم تتوقع سوى جزء ضئيل من النهاية وربما لا تتوقع أي جزء، فتكتشف أن معروف أكثر براعة من خيالنا،وتوقعاتنا وهذا ما يميزه بهذه المجموعة بأنه متفرد. وقد جاءت تجربة معروف الأولى في القصّة القصيرة التي نال عنها جائزة “الملتقى للقصة القصيرة” في الكويت، بعد تجارب شعرية من بينها “الكاميرا لا تلتقط العصافير” و”ملاك على حبل الغسيل”، فيما حملت مجموعته القصصية الأخيرة عنوان “الجرذان التي لحست أذني بطل
 الكاراتيه”.
 
سياسة واجتماع
أما الكاتبة العمانية جوخة الحارثي، فقد ترشحت عن روايتها “سيدات القمر” الصادرة عام 2010 ، وحازت عنها جائزة أفضل رواية عمانية حينها. وفيها تتنقل بين تحوّلات عمان السياسية والاجتماعية والثقافية من خلال خولة وميا وأسمى، ثلاث شقيقات ولدن في قرية العوافي في عمان. تطرح الرواية التي تستحضر حقبة من تاريخ عمان الحديث، من خلال تاريخ شخصيات الرواية والواقع الاجتماعي الذي 
تعيشه سؤالا يتعلق بالعلاقة بين الرواية والتاريخ، حيث يتداخل الوضع الخاص لشخصيات الرواية مع الوضع التاريخي العام لعمان وتحولاته في تلك الحقبة، وما شهدته من أحداث سياسية وتحولات اجتماعية وعمرانية وثقافية، عبر جيلين مختلفين في الوعي والسلوك والمفاهيم من دون أن تغيب تأثيرات الجيل الأول النفسية التي تأخذ في بعض الأحيان شكل الكوابيس عند عبدالله بصفة خاصة بسبب القسوة والصرامة التي ميزت تلك
 العلاقة. 
تمزج الرواية بين الاجتماعي والتاريخي في سيرورة السرد الحكائي لسيرة الواقع عبر شخصياتها الرئيسية التي تشكل الشقيقات الثلاث محورها، تحاول أن تقوم بما لايستطيع المؤرخ القيام به عبر تحويل التاريخ إلى حكاية، والحكاية إلى تاريخ ينبض بحيوات الناس وأحلامهم، وتلعب لغة السرد دورا هاما من خلال ما تتميز به من شعرية مكثفة وموحية، وجمل قصيرة ساهمت في منح السرد رشاقته، حيث ساهم استخدام الرواية لتقنية تيار الوعي أو التداعي الحر في العمل على كسر وحدة الزمان والمكان في الرواية، وسمح بحرية الانتقال بين الوقائع والأزمنة والأماكن
 المختلفة.