بغداد: عامر مؤيد
تتواصل النشاطات والمبادرات الخاصة برعاية الأيتام خلال شهر رمضان، إذ تُنظم مآدب الإفطار بحضور الكثير من الأشخاص المساندين لقضيتهم من أجل توفير حياة مثالية لهم.
مؤسسة الغد المشرق لرعاية الأيتام واحدة من المؤسسات التي ترعى عدداً من الأيتام، إذ أقامت فطوراً لهم، ولكن بشكل مختلف من خلال الذهاب إلى مناطق سكناهم الفقيرة، في منطقة سبع قصور في أطراف بغداد برفقة أكثر من خمسين شخصية عامة من المشاهير والمؤثرين في مأدبة إفطار جماعية مع أكثر من 70 طفلاً وطفلة من فاقدي الأب لإيصال رسالة إلى المجتمع وحثهم على التواجد في هذه المناطق المنكوبة ومشاركة الفقراء والمتعففين بهمومهم.
ويقول رئيس المؤسسة مصطفى الجالي لـ “الصباح”: “حاولنا من خلال هذه المبادرة التي أقمناها بوسط مجمع سكني شيدته الغد المشرق إسكان ست أسر من ذوي الدخل المتدني، الذين لا يملكون سكناً”.
وتابع: لكي يصل صوتنا إلى صناع القرار وميسوري الحال من أجل إيجاد بعض الحلول الجذرية لمشكلات هذه الأسر المتعففة والأطفال من شريحة فاقدي الأب.
وكان من المشاركين د. احمد سعداوي الذي قال: لم يكن إفطاراً عادياً ولا يوماً كباقي الأيام، بل كان كرنفالاً حقيقياً مليئاً بالحب والبهجة، تلك الساعات التي مرت بسرعة كانت بحق هي الأجمل منذ زمنٍ طويل، لم يكن أولئك الأطفال بحاجة لشيء - فمؤسسة الغد المشرق قد تكفلت بتوفير احتياجاتهم- إنما كنا نحنُ من نحتاج منهم أن يغمرونا بهذا الحب والنقاء، وأن يجالسونا على مائدةٍ كان الغذاء فيها لأرواحنا قبل أجسامنا”.
أما الرسامة والكاتبة رغد عداي فقالت إن “أحد أولاد مدير المؤسسة، وكان فتى لبقاً وذكياً، أخذ يعرفني على نشاطاتهم وتحدث عن صعوبة حياة الأطفال في المنطقة، وخصوصاً المحرومين منهم، وكيف أن المؤسسة تركز عليهم لأنهم الحلقة الأضعف والأهم، من أجل رسم مستقبل أجمل”.
ثم أخبرني كيف أنه هو نفسه كان واحداً منهم ويعاني من فقر مادي وعاطفي كبير، تتابع عداي.
وأضافت: عرفت أنه كان من الأطفال اليتامى الذين ترعاهم المؤسسة، وأنه الآن يعاون أباه “كما يحلو له أن يناديه”.
وأشارت عداي إلى أنه يشعر بالفخر عندما يتذكر حكايته، وكيف تمكن من تجاوزها بإصرار ونجاح، وكذلك نقلاً عن الفتى “الحب الذي أخذته من أبي مصطفى، هو ما يمكنني أن أمنحه بدوري الآن لأشخاص آخرين”، وفقاً لتعبيره.