الكوت: محمد ناصر
الكثير من الحرف اليدوية التي كانت تستخدم في سنوات مضت، أوشكت على الانقراض، ومنها ما يصارع للبقاء كمصدر رزق او موروث شعبي وتراثي، من ضمن تلك الحرف الحياكة بعد ما كانت تتصدر الحرف وتنافس الفنون الاخرى، بدأت بالزوال تدريجيا فمن الصعب اعادتها، إذ إن أغلب النساء استغنن عن الصنارة وكرات الصوف، وأصبحت شيئا من الماضي، بسبب انفتاح السوق ورخص ثمن البضاعة المستوردة وبالاخص الصينية والتركية
والسورية”.
وتقول ازهار الجبوري ناشطة واسطية ورئيسة منظمة مجتمع مدني أن الكثير من المهن أصبحت من الماضي وباتت نادرة لعدة أسباب، منها توفر البدائل من المنتجات المصصنعة آلياً، سواء كانت مستوردة أو محلية، فضلا عن تغير عادات وأذواق المستهلكين مقارنةً بالماضي، حيث كانت هذه المهنة مصدر دخل وحاجة، خصوصا في فترة التسعينات ايام الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا على
العراق”.
واضافت اي مهنة ليست مربحة او يتوفر عليها العرض والطلب فإنها تنتهي، وتصبح من المعروضات في معارض المشغولات اليدوية.
بينما يؤكد محسن يونس صاحب محل لبيع الملابس في سوق الكوت الكبير، أن الناس تقبل على شراء الملابس المستوردة ومن منشأ صيني، كونها تلبي كل الأذواق والاحتياجات، والأهم أن سعرها مناسب مقارنة بالمنتوج التركي المرتفع الثمن نوعا ما، لكن لا احد يسأل أصلا عن المنتوجات المحلية المصنوعة يدويا، إذ إنها غير موجودة اصلا وليس لدينا انتاج في هذا الجانب، مبينا في السابق كانت المدارس تعلم البنات في الابتدائية مهنا بسيطة، منها الحياكة في مادة التربية الأسرية، الآن بناتي لا يعرفن شيئا عن هذه الأعمال، متمنيا أن تعود هذه المادة المهمة للطلبة وأن تشغل الدولة مصانعنا، حتى وان كانت عن طريق
الاستثمار.