بغداد/ ابتهال بليبل
لجنة الثقافة والإعلام تبحث مع وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار صيانة المواقع الأثرية والآثار المهربة والمسروقة وإدراج بابل على لائحة التراث العالمي.
بحثت لجنة الثقافة والاعلام والسياحة والاثار في مجلس النواب مع وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار سبل النهوض بالجانب الآثاري وصيانة المواقع الاثرية والآثار المهربة والمسروقة وكيفية اعادتها, فضلا عن بحث قضية ادراج بابل على لائحة التراث العالمي.
وذكر بيان للمكتب الاعلامي للجنة الثقافة، تلقته «الصباح» ان « رئيسة لجنة الثقافة النيابية سميعة الغلاب، اكدت خلال استضافة وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار، قيس رشيد، ضرورة الاهتمام بالمواقع الاثرية والمحافظة عليها من العبث».
وشددت الغلاب، على اهمية اعادة الآثار المهربة والمسروقة, مؤكدة في الوقت نفسه، التركيز في قضية ادراج بابل على لائحة التراث العالمي وجعلها من الاولويات, مبدية استعداد لجنة الثقافة والاعلام والسياحة والآثار على تذليل جميع المعوقات من اجل الفوز بادراج بابل على اللائحة العالمية في تموز المقبل بالعاصمة الاذربيجانية باكو.
ولفت البيان، الى ان اعضاء لجنة الثقافة، النائب حمدالله الركابي والنائب بشار الكيكي والنائب علي غاوي، ناقشوا خلال اللقاء، موضوع ادارة المديريات العامة بالوكالة منذ سنوات، مؤكدين على توجيه وزارة الثقافة وجميع الجهات ذات العلاقة على اعادة الارشيف اليهودي في العراق الذي استحوذ عليه الجانب الاميركي منذ عام 2003 بحجة صيانته.
كما بحث الاجتماع عددا من ملفات بغداد عاصمة الثقافة التي تحوم حول بعضها شبهات فساد وهدر في المال العام.
انفردت جلسة الاتحاد العام للأدباء والكُتّاب في العراق، السبت، بأصبوحة لمناقشة النشيد الوطني، بمشاركة نخبة من الأدباء والموسيقيين والمتخصصين والمعنيين بالشأن الثقافي.
البداية كانت مع العزاء، والحزن وقبل الدخول في كل شيء أو أي شيء، الوقوف دقيقة صمت وحداد وتحدٍّ على أرواح الضحايا الذين سقطوا في نينوى لهم الرحمة والمجد والخلود.
إذ وقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، معزياً ومؤبّناً، ومطالباً كل الجهات التي تدّعي المسؤولية بأن تحافظ على أمن الناس، وعلى ارواحهم، وخاصة اديب الاتحاد في الموصل عبد الجبار الجبوري الذي فقد ثلاثة من عائلته، ونجا منهم واحد ومازال منكسرا، كما أن كل أهلنا في نينوى يوقدون شموع الحزن، لذلك كلّ العزاء لهم ولنا بما يمر فيه الوضع.
وتحدث الشاعر عمر السراي الذي أدار الجلسة قائلا: عام ٢٠٠٣، جرى التغيير في العراق، وسقط أعتى نظام دكتاتوري ليتنفّس العراق الحرية للمرة الأولى، ووسط كلّ التطورات السياسية من فرض احتلال إلى مجلس حكم إلى حكومة انتقالية والى مجلس وطني منتخب فكتابة الدستور إلى حكومة دائمية، وفي ما يخص أمرين مهمين يمسان الوطن هُما العلم والنشيد الوطني، مسألة العلم ربّما نؤجّل الحديث عنها الآن ونتمسّك بتحولات ما يخص النشيد الوطني.
كلمات ولحن عراقيان
وتوقف السراي عند إقرار نشيد موطني، نشيدا وطنيا للعراق بعد إزالة كل الاناشيد السابقة التي كانت تمثل العراق ما قبل عام ٢٠٠٣، وقال: نشيد موطني هو قصيدة كتبها الشاعر إبراهيم طوقان، وهي انشودة معروفة في سياق الوطن العربي، بعد ذلك بقي أمر النشيد الوطني مشاراً إليه بالدستور العراقي بأنّ ينظم بقانون، وحقا جرت عدت أمور في ما يخص وزارة الثقافة آنذاك، والبرلمان العراقي ولجنة الثقافة في البرلمان وصولا إلى عام ٢٠١١، لكي يطرح مشروع قانون في مجلس النواب يناقش النشيد الوطني ابتداءً من الشعر، وجرت مفاتحة جهات عدة منها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وصولا إلى رأي ان يتم اختيار قصيدة من كبار شعراء العراق، وتمّ ترشيح ثلاثة أسماء شعرية بقصائدها، وهي محمد مهدي الجواهري، والدكتور البصير، وبدر شاكر السيّاب، جلست اللجنة وتواصلت مع جهات عدة إلى أن تم اختيار قصيدة (سلام على هضبات العراق، بتوليفة مع قصيدة أخرى على بحر المتقارب تليق في أن تكون –كوبلي هات- للنشيد الوطني، للشاعر العربي الأكبر محمد مهدي الجواهري.. وردَّ السراي على الاوساط الأدبية والثقافية واعتراضها من ثلاثة جوانب، وهي: أن القصيدة طقطوقة بسيطة، وهي أغنية وليست قصيدة، لا تمثل تاريخ العراق الشعري والأدبي في بلد أنجب الجواهري والعمري والرصافي والزهاوي والسياب والبياتي، لذلك الامر ينبغي ان يناقش بعمق في ما يخص العراق، وان طرح هذا الامر هو قفز على ما وصل إليه مجلس النواب بقراءتين للقصائد والتواصل مع الادباء المتخصصين، ومجلس النواب دولة تشريعية تستمر بتشريعاتها، وان كاتب هذا النص هو من مجّد النظام السابق بأغانيه المعروفة، من جانب الموسيقى أيضا، كان هناك اعتراضات فاللحن الذي قدمت به اغنية سلام عليك، أو عراق القيم لكاظم الساهر، مقتبس من نشيد العراق عام ١٩٥٨.
مداخلات
وشارك الناقد فاضل ثامر في الحديث عن الجانب الأدبي والوطني في هذه المسألة، وكيف أنه كان من ضمن اللجنة الثقافية آنذاك في اختيار النشيد الوطني المناسب.
وسرد ثامر مجريات ما حدث من تفاصيل في وقتها وكذلك التحديات، وكيف قدمت اللجنة دراسة تفصيلية بعد القيام بمراجعة الدواوين كافة. وقال: مجلس النواب يجب أن يعمل بذاكرة كاملة، ولا يجوز أن تحذف كل دورة ما قبلها، وطالب بأن تعود المسألة إلى اللجنة الثقافية، لكي تقوم بهذه المهمة بعيدا عن الآليات الشعبوية العادية، وأشار إلى أن الاتحاد يحترم الديمقراطية وعلى استعداد لفتح قنوات مع كل الجهات، ولكن من الضروري ألا ننسى أن اسم الشاعر سيخلّد وسيكتب عنه الشيء الكثير، وسيبقى خالداً، لذا نحن نحتاج إلى اسم مهم، وقصيدة الجواهري، لم يكن عليها أي اعتراض وهي وطنية وشاملة.
أما ورقة الموسيقي العراقي عبد الرزاق العزاوي، الذي كان مرشحاً لتلحين النشيد الوطني المرشّح من قبل اللجنة آنذاك، فتحدث كثيرا عن أصول الدول وسياساتها في اختيار نشيدها الوطني ولحنه، وعلاقته بأجوائها ومجتمعها.
وفي نهاية الجلسة شارك العديد من الحاضرين من الادباء والأساتذة الأكاديميين والموسيقيين بمداخلات واستفسارات مختلفة عن معايير اختيار النشيد الوطني.