احتضن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة للشاعر والناقد إبراهيم داود الجنابي، للحديث عن كتابه (أثر اللون في المشهد الإبداعي المعاصر)، في قاعة الجواهري، بحضور العديد من الادباء والمثقفين والإعلاميين.
وتحدث الناقد إبراهيم داود الجنابي في الجلسة التي ادارها الشاعر علي الاسكندر عن كتابه المحتفى به (أثر اللون في المشهد الإبداعي المعاصر)، الصادرة ضمن مطبوعات اتحاد الادباء عام ٢٠١٨ عن دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر والتوزيع، يقع في ١٤٤ صفحة من القطع المتوسط.
قائلاً: هذا الكتاب حمل في طياته ثلاثة مشاهد، الاول المشهد السردي، والثاني هو المشهد الشعري، أما الثالث فهو المشهد التشكيلي.. موضحاً بعض الأصدقاء الذين اطلعوا على الكتاب كانت لهم اراء مهمة، واحدة منها -أنّ هذا الكتاب هو مغامرة ومجازفة، لأنّه حمل ثلاثة مشاهد، والمتعارف عليه في المشهد النقدي أن يتناول الناقد إما موضوعة شعرية او سردية أو الفن التشكيلي- وكان جوابي لهم ربما قد تكون مجازفة أو مغامرة.
وتناول الجنابي في كتابه بعض الأسماء الأدبية، منهم الروائي جابر خليفة جابر عن رواية مخيم المواركة، والروائي طه شبيب عن رواية المعظم، والشاعر نامق عبد ذيب عن مجموعته الشعرية أضاءت حياتي بكلام أزرق، والشاعر علي الاسكندر عن مجموعته الشعرية ايام كارتون، والشاعر عمار المسعودي عن مجموعته الشعرية ساعة يلمع الماس- وما يتعطل من الأسئلة – ويختفي في القرى، وغيرهم.
وركز الناقد خلال حديثه في الجلسة عن اللون في المشهد الشعري، وكيف أن الاشتغال عليه من النقاد المتخصصين لم يكن متخصصاً، وقوله: جاء اللون عند الناقد محمد صابر عبيد، والناقد فاضل ثامر، وغيرهم من النقاد من ضمن الكتابة التي كانوا يكتبون بها، لكن كنوع تخصصي لا أتذكر إن كان هناك مشروع آخر كمشروع كتابي.
وأضاف أيضا، اللون بكل طياته هو توليفة كبيرة وفيه تدرجات كثيرة ومهمة جدا، وكل من هذه التدرّجات لها دلالاتها الخاصة.
في المشهد السردي لرواية مخيم المواركة للروائي جابر خليفة جابر كان اللون مدغما داخل المنظومة السردية، وتبعثر ودخل في متاهات كثيرة وفق مشاهد كثيرة.
جلسة الاحتفاء أثر اللون في المشهد الإبداعي المعاصر، تخللها العديد من المشاركات النقدية والمداخلات منهم الشاعر ستار زكم، الذي تحدث عن الإسكندرية واجادتها لكتابة الابداع، وكيف انها مدينة جمعتها المصانع والحروب والدخان، هذه المدينة التي بقيت وما زالت حتى هذه اللحظة مهملة من قبل المسؤولين والمؤسسات الثقافية وكذلك مهملة من القضاء والمحافظة، وبساتينها الخضراء بدأت تتهاوى، ولكن من بين هذه اللوعة والالم نجد الابداع العراقي يتوهّج، وكذلك تحدث عن علاقته بالناقد المحتفى به، وخاصة في منتدى الإسكندرية
الإبداعي.
أما مداخلة الشاعر رياض المعموري أورفيوس: فكانت تتمحور حول مشروع إبراهيم داود الجنابي، قائلاً: لا ضيرَ في ان يكتب الشاعر النقد خصوصا إذا أحسَّ بمسؤولية تجاه تأشير بعض النقاط في المشهد الإبداعي والثقافي على حد
سواء.. وإذا علمنا ان نقد الشعراء لبعضهم البعض قديم فالخنساء انتقدت شعر حسان بن ثابت “لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى..” وقالت له انت بخيل فكلّ شيء يلمع بالضحى، وكان من المفروض أن تقول “يبرقن بالدجى ... إلخ” ورأي الدكتورة سهير ابو جلود في النقد الانطباعي هو أصدق وأجمل من النقد الأكاديمي لأنّه نابع من ذات شاعرة تتحسس الجمال وتكتبه، عكس النقد الأكاديمي الذي يكون جامدا احيانا ولا يصل
المتلقي.