الكاتبة والروائية صبيحة شبر إحدى أديباتنا المتميزات ومن اللواتي تركن اثرا طيبا في اعمالهن الروائية والقصصية عبر مجاميع قصصية وروائية تعكس حالات وظواهر اجتماعية قاهرة في محيط وبيئة بائسة احيانا تبعا لثيمة اعمالها، علما انها عاشت الاغتراب لسنوات طويلة بعيدة عن ارض الوطن وربما يكون هناك تجانس بين الاغتراب وطبيعة كتاباتها، وهي تنتمي في رؤيتها الادبية للمدرسة الواقعية الانطباعية، حاولت التعرّف أكثر على شخصيتها الابداعية من خلال الحوار الآتي
* كيف كانت بداياتك في الكتابة ؟
- بدأت كتابة المقالات التي للسياسة تأثير كبير عليها، كنت اكتب عن احداث الوطن العراقي الحبيب ونشرت تلك المقالات في صحيفة صوت الأحرار في عام 1960، وكنت حينذاك في السادس الابتدائي.
* كيف تصنعين شخصيات رواياتك؟
- شخصيات رواياتي وقصصي القصيرة واقعية، عراقية وعربية، استمدّها من الواقع المعيش ويساعدني الخيال، شخصياتي بسيطة تعاني من شظف العيش ومن انعدام الحريات ومن التهميش وعدم تكافؤ الفرص بين البشر.
* كم عدد اعمالك وماهو الاقرب الى نفسك ؟
- أعمالي المطبوعة ورقيا عددها خمسة عشر عملا، ست مجموعات قصص قصيرة والسابعة سوف تصدر قريبا عن دار الشؤون الثقافية، ولي ست روايات مطبوعة ورقيا والرواية السابعة في طريقها للإصدار عن دار امل الجديدة، كما لي كتاب في الحوارات تضمن حوارات اجراها معي ادباء وصحفيون في صحف ورقية ومواقع الكترونية، ولي اعمال صادرة الكترونيا مثل العرس رواية صدرت من قبل موقع مطر الالكتروني المغربي، ومجموعة قصص التابوت صدرت الكترونيا عن موقع الصداقة الفلسطيني الالكتروني، ولي رواية مشتركة مع الأديب سلام نوري صدرت الكترونيا، احب الاعمال الى نفسي تلك التي اجد نفسي قد نجحت في كتابتها، افضل الروايات (أرواح ظامئة للحب) واحسن المجموعات القصصية التابوت..
* هل المحيط الاجتماعي والواقع الذي تعيشين فيه يفرز شخصيات اعمالك ؟
- شخصياتي رغم انها واقعية، الا انها ليست جبانة، تحترم العادات والتقاليد الطيبة، وتثور على التقاليد السلبية، واكثر أبطال قصصي ورواياتي مهمشون يثورون ضد الظلم، ولهم طرقهم في النضال، انا لا أتدخل في مسار حيواتهم، بل أجعلهم يتصرفون بكل حرية.
* ماهي نسبة الواقعية في اعمالك القصصية والروائية ؟
- هذا السؤال قد يجيب عنه النقاد أفضل مني، وقد كتبت قراءات نقدية عن كتاباتي وصفت بالواقعية، مع اني احيانا استمد من الخيال بعض صفات شخوصي، وغالبا ما يكون واقعنا المعيش اكثر غرابة من الخيال.
* هل الاغتراب محطة أسهمت في انضاج تجربتك القصصية والروائية ؟
- تغرّبت عن وطني لفترة طويلة امتدّت منذ عام 1979 الى أواخر عام 2010، لكنّني كنت ابحث عن مدارس يديرها عراقيون واشتغل فيها مدرّسة، في الكويت عملت مدرّسة للغة العربية في ثانوية الأمل للراهبات وكانت هذه الثانوية أنموذجية، تدرس فيها الطالبات اللغة العربية والانجليزية والفرنسية والموسيقى والرسم والرياضة، وكانت ادارة المدرسة تتقن اللغة العربية كما ان الموجهين الفنيين كانوا يزورون الثانوية وكانت تقديراتهم لي ممتازة، واستطعت ان اجعل طالباتي يحرزن الجوائز في المسابقات التي تجريها وزارة التربية- قسم التعليم الخاص، فازت طالباتي بالجائزة الرابعة في النحو وفزن بالجائزة الثالثة بالبحث والالقاء الشعري على المدارس في عموم دولة الكويت، وفي المغرب اشتغلت ست سنوات في مدرسة خاصة مغربيّة ثمّ انتقلت الى المدرسة العراقية في المغرب، المغرب دولة عربية شقيقة تقوم بأنشطة ثقافية متعددة، وهي قريبة من اوربا المعروفة بحركات التجديد، تأثرت كثيرا بالحركة الثقافية في المغرب، وكنت البي دعواتهم لحضور المهرجانات في القصة القصيرة والقصيرة جدا، وأعجبني انهم في المغرب يلقونها كما يلقى الشعر، وقد وجدت انه في العراق لا يحبذون إلقاء القصة
* ما آخر أعمالك الروائية؟
آخر أعمالي الروائية رواية عنوانها (نأيُك وأوجاعي) تتحدث عن اسرة عراقية يعتقل الاب عام 63 ويتعرّض للتعذيب وتعتقل الابنة ويطلب منها ان تشهد ضد الأب، وتتحدث الرواية هذه عن معاناة الاسرة كلها والتي تستمر حتى ايامنا هذه، ورغم ان الابناء لم يختاروا الاتجاه اليساري كما فعل الاب وابنته الكبيرة، الا ان الاعتقال المستمر يطاردهم ويستشهد اثنان من ابناء الاب الشيوعي وهما متدينان ويستشهد الاب ويذوّب جثمانه بالأحماض، حاولت أن أبيّن في روايتي الأخيرة ان العلاقات الانسانية لا تخضع للفكر والايديولوجيا، فقد يقف معك من يحمل ضد افكارك السياسية، وقد يقف مناوئا لك من يؤمن بنفس
افكارك.