خالد الوادي يدخل منفى الزرازير

ثقافة 2019/04/20
...

قحطان جاسم جواد
رواية منفى الزرازير للروائي خالد الوادي اثارت جدلا بين الحاضرين في جلسة الملتقى الثقافي بوصفها رواية اتسمت بتقاليد وصور وتقنيات جديدة. الجلسة ادارها الروائي صادق الجمل وتحدث فيها نقاد وكتاب. الرواية صادرة عن دار لارسا 
عام 2019.
 
التحديث في  الرواية
فيما اكد الناقد بشير حاجم (كنت في العام 2016، خلال “مؤتمر الرواية العراقية”، قد سعيت للاتجاه بالسرد الروائي نحو: شعريته (المبنى بوسائله “بنياته – تقنياته” آليّاً) + علاميته (المعنى لغاياته “ثيمياته – جمالياته” دلاليّا). آنذاك أردت من ذلك السعي، طريقا ثم هدفا، أن أبيّن اجرائيا الاستقرار التحديثي لرواية العراقيين منذ بداية العقد الماضي. لقد عزوته إلى وعيٍ عينيّ منها، إجمالا، بمعْيويّة: البنية/ التقنية/ الثيمية/ الجمالية. لذلك أجد اليوم أن من النماذج الممثلة لهذا الوعي العيني، الذي عزوت إليه “بروستية” روايتنا، ثمة النموذج الثاني للروائي خالد الوادي (منفى الزرازير).
فيما اشارالمخرج طالب السيد ان بطل الرواية بلا اسم، والرواية تعتمد الثقة وتوصيفاتها المتعددة في اطارها السردي. كما تجنب الوادي فيها اشكالية تقييم العلاقة بين الشرق والغرب. ولم ينطلق من منطلق اخلاقي ضيق، كما انه لم يسع الى نمذجة شخوص روايته وقولبة سلوكياتهم سلفا. واظنها من اهم الروايات العراقية الحديثة، ويمكن قراءتها بعدة مستويات.
 
الثقة الناقصة
اما الروائي الوادي فأشار الى انها رواية الانسان وإرهاصاته في زمن يكاد يكون الانسان لا قيمة له .. بل هي سرد لزمن معاق يزحف بالآخرين الى الهاوية .. تمكنتُ من ابتكار مصطلحين لا بد من الاهتمام بهما .. ضمنتهما روايتين هما الثقة الناقصة والثقةالمطلة .. تلك الثقة التي ظل البطل يبحث عنها طوال فصول الرواية، ذلك البطل ذو الساق الواحدة الذي ارتبط بعلاقة مع شركاءالحياة .. واكتشف ان الحياة تستحق العناء، وتستحق المغامرة ايضا .. هي رواية جديدة بتقنياتها ومعرفياتها وبيئاتها اتركها للقارئ يزاول معها لعبة الخيال. وقال الناقد د.سعد مطر عبود: بحكم تجربة الكاتب خالد الوادي الثقافية ودخوله الى عالم الاعلام وقراءاته المتعددة هذه جعلته حين يكتب النص الروائي يفتش عن القارئ المثالي ويطرح همومه ومعاناته والازمة التي يعيشها كمثقف. وبذلك يطرح البطل الاشكالي الذي يفتش عنه القارئ. واضاف, انه يجعل القارئ يفتش عن المعنى فيما يقصده ربما يستخدم الرمزية في الكتابة وهو يمتلك وعي نقدي, وهذا ما كنت أراه خلال الندوات التلفزيونية التي يقدمها الكاتب الوادي محاورا جيدا في مجالات الفكر والفلسفة لهذا جسد وعيه من خلال خطابه السردي عبر مجموعة من الشخصيات في منفى الزرازير.